أفادت المعطيات المتوافرة لدى السلطات اللبنانية غداة المسلسل الإرهابي الذي نفذه ذئب منفرد في مدينة طرابلس شمال لبنان أن الخلفيات ثأرية من الجيش والقوى الأمنية.
وقد أكد اجتماع أمني ترأسه رئيس الجمهورية اللبنانية الرئيس عون أن مواجهة الإرهاب مهمة متواصلة والتنسيق والتعاون بين مختلف الأجهزة ضروري.
في هذا الوقت امتد القلق إلى خارج مدينة طرابلس وشمل مختلف المناطق اللبنانية خشية من عودة الاستهداف الإرهابي للبنان بعد حوالي سنتين من الهدوء النسبي.
وكانت الاعتداءات التي وقعت ليلة عيد الفطر قد أوقعت 4 قتلى من عناصر القوى الأمنية.
أحد شهود العيان قال إن الإرهابي طرق الباب في الطابق الثالث من أحد منازل المدينة وقال للسكان أنا جريح، فلم يفتحوا له الباب فأطلق رشات من الرصاص ثم صعد للطابق الرابع ولم يكن به أحد.
ويدل الخراب الذي يسود هذه الشقة على الاشتباكات التي دارت بين الإرهابي عبد الرحمن مبسوط وقوة من الجيش اللبناني إثر لجوء الإرهابي إليها بعد تنفيذ اعتداءاته الثلاثة في شوارع مدينة طرابلس شمال لبنان ليلة عيد الفطر .
الإرهابي كتب على مرآة في الشقة عباراته الأخيرة طالبا من صاحب الشقة أن يسامحه قائلا إنه يحبه ، إلا أن اعتداءاته أثارت مفعولا معاكسا إذ أعادت القلق ليس إلى أهل المدينة، فحسب بل إلى كل اللبنانيين حوفا من تجدد مسلسل العمليات الإرهابية بعد حوالى سنتين من توقفها.
الإرهابي عبد الرحمن مبسوط كان قد نفذ على دراجة نارية اعتداءاته المتنقلة التي أدت إلى مقتل أربعة عناصر من القوى الأمنية اثنان من الجيش واثنان من قوى الأمن الداخلي.
وقد استخدم أسلوب الغدر باستهداف دورية قوى الأمن من الخلف برشاش الكلاشينكوف الذي كان في حوزته كما استخدم قنابل، إضافة إلى حزامه الناسف.
وقالت ريا الحسن وزيرة الداخلية اللبنانية إن هذه العناصر تخرج من خلايا نائمة مؤكدة “نحن نتابع تحركات هذه الخلايا ونعتبر ما حدث حادثة فردية لن تتكرر”.
أما اللواء عماد عثمان، مدير العام لقوى الأمن الداخلي، قال “نتابع تحركاتهم ونعرف أن يذهبوا ومن أن يأتو و أجهزتنا الأمنية قوية ونستطيع السيطرة على الموقف”.
طفل من أهالي طرابلس وضع زهورا على السيارة التي استهدفها الإرهابي فلعله يعبر عن مشاعر مواطنين تعبوا من تأرجح يومياتهم في أحسن الأحوال بين استقرار متوتر وحوادث لا يشفع متسببوها بضحاياهم.
وتمكنت القوى الأمنية من عبد الرحمن مبسوط، الذي قتل في الاشتباكات دارت في هذا المبنى بمدينة طرابلس.
كلودي أبي حنا مراسلتنا من طرابلس شمال لبنان قالت إن اجتماعا عقده رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون قد أسفر عن تأكيدات بشأن مواجهة الإرهاب والتعاون بين مختلف الأجهزة لهذا الغرض.
وأشارت مراسلتنا إلى أن أبرز ما خرج به اجتماع اليوم بعد الحادث الإرهابي هو العودة إلي مواجهة الإرهاب و القيام بعمليات أمنية استباقية، ومعاودة التركيز على الوحدة والتضامن بين قوى لبنان المختلفة.
