نشرت العديد من الصحف العالمية، تقارير عدة، عن الأزمة السياسية الحالية بين واشنطن وفنزويلا، والتي وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إثر اعتراف ترامب، بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا للبلاد.
ونشرت صحيفة الجادريان، مقالا كتبه سيمون تيسدال، قال فيه إن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعرف شيئا عن الأزمة في فنزويلا، وقد يزيد البلاد خرابا على خراب.
وأضاف سيمون، أن تهديد ترامب المبطن بالتدخل العسكري في فنزويلا، عندما تحدث عن كل الخيارات، يعد مقامرة غير محسوبة العواقب. فهو عندما دعم المعارضة علنا، إنما تحدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو شخصيا. وإذا رد مادورو على هذا التحدي، مثلما فعل من قبل باستعمال العنف في قمع المعارضين أو اعتقل الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يرفضون أوامره بمغادرة البلاد، فإن ترامب سيجد نفسه أمام خيارين: إما التصعيد بإرسال قوات أمريكية أو تحمل إهانة مذلة.
ويرى الكاتب أن زعيم المعارضة، خوان جويدو، يحظى بدعم الكثيرين في فنزويلا، إن لم يكن يحظى بدعم الأغلبية. ولكن لا يعرف موقف قادة الجيش منه، وما إذا كانوا سيدعمون توليه السلطة. مضيفا أنه إذا بقي الجيش وفيا للرئيس مادورو، فإن ترامب ومستشاره للأمن القومي، جون بولتون، الذي قاد الحملة من أجل تغيير النظام في كاراكاس، يكونان قد فشلا في تحقيق أبجديات الانقلاب العسكري وهو ضمان أن يكون السلاح في صفك.
من جانبها، قالت صحيفة ديلي تلغراف، من خلال مقالا كتبه، فريزر نلسون، إن ترامب قد يكون الرجل الذي يسقط حكم مادورو وينقذ فنزويلا.
ويرى فريزر الموقف الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بخصوص فنزويلا ضروريا في بلاد ينخرها الفقر والعنف. فانهيار فنزويلا من أكبر المآسي الإنسانية المعاصرة، والمؤسف أكثر أن هذا المصير لم يكن حتميا. فقد وصل عنف العصابات إلى حد مقتل طفل واحد كل 8 ساعات، ومقتل بالغ واحد كل 25 دقيقة، فيما تبحث النساء عن الطعام بين أكوام القمامة.
وعن تداعيات الأزمة السياسية بين الدولتين على النواحي الاقتصادية، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأمريكية، إن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض عقوبات على صناعة النفط الفنزويلية، سيعرقل الصادرات النفطية للبلاد.
وتابعت الصحيفة الأمريكية، أن أسعار النفط ستستفيد على الأرجح من ذلك على المدى القصير، في ضوء أن الولايات المتحدة استوردت مؤخرًا نحو 350 ألف برميل من النفط الخام من فنزويلا”، وفقًا لمحللين في كوميرزبنك.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن هاري تشيلينجوريان، رئيس أبحاث السلع في بي إن بي باريبا، قوله “السؤال الأهم هو ما إذا كان الاضطراب السياسي في فنزويلا متجهًا للتصاعد لدرجة التأثير سلبًا في نهاية المطاف على الإنتاج المحلي للنفط الخام.. وأن تعطيل الإمدادات سيكون بالتأكيد داعمًا لأسعار النفط، علاوة على ذلك، فإن التطورات في فنزويلا تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لسوق النفط، في ضوء أن البلاد ترأس بالتناوب أوبك هذا العام”.
