دولة الاحتلال تعيد حساباتها: «خيام العودة» تلامس فلسطين التاريخية 48

لأول مرة منذ تاريخ النكبة العربية الكبرى (15 مايو / آيار 1948)، وبعد النكسة العربية الثانية في 5  يونيو/ حزيران 1967 يخترق الشباب الفلسطيني السياج الحدودي بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة 48 بعد أن اقتربت « خيام العودة» إلى مسافة نحو 300 مترا من الحدود بعدما كانت على بعد نحو 700 متر، ولم تفلح  تهديدات ودعوات جنود دولة الاحتلال، عبر مكبرات الصوت، للشباب الفلسطيني، بالتراجع للخلف، والذين أصرواّ على تحقيق أهداف المسيرة، وعبروا السياج الحدودي مسافة كيلومتر واحد وسط إطلاق الاحتلال وابلاً من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع عليهم، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة وإصابة مئات وفق وزارة الصحة. الفلسطينية.

 

 

 

 

 

 

ويشير الخبير العسكري المصري، اللواء محمود عبد اللطيف، في تصريحات للغد،  إلى تطور نوعي متواصل على مسار المقاومة السلمية الفلسطينية، رغم رصاص دولة الاحتلال، ورغم استخدام كل أدوات العنف والإرهاب، وكأن كل شاب فلسطيني أصبح «مشروع شهيد»، وهي حالة لا يمكن مقاومتها من جانب جنود دولة الاحتلال.. وقال الخبير العسكري للغد: إن عبور السياج الحدودي، باتجاه الأراضي التي هُجّر منها أباء وأجداد الشباب الفلسطيني عام 1948، بعد أن  حاول عدد من الشبان منذ الصباح الباكر، أمس الجمعة، قطع السياج، قبل أن يتمكن عدد آخر منهم من اجتيازه بعد الظهر، يحمل رسالة أكبر من مجرد اجتياز الحدود لمسافة لا تتجاوز الكيلومتر، وهو ما تعيد قراءته جيدا دولة الاحتلال، في إطار التطور النوعي للمقاومة السلمية الفلسطينية، التي  حددت هدفها بالعودة.

 

 

 

 

وأضاف الخبير العسكري: نحن أمام حالتين، أو موقفين، الأول داخل الساحة العربية، من حيث التعامل مع  انطلاق  مسيرات العودة، باعتبارها  مجرد تظاهرات فلسطينية «غاضبة»، دون القدرة أو دون الرغبة في قراءة الحدث الفلسطيني الكبير الذي دشن تطورا نوعيا في المقاومة الفلسطينية السلمية، ودون دراسة  رسائل مسيرات العودة، أو حتى ترقب التطورات المحتملة وتداعياتها، ونكتفي فقط  بإدانة  العنف الإسرائيلي، وحصر عدد الشهداء  منذ انطلاق المسيرات في الثلاثين من الشهر الماضي (45 شهيدا من بينهم صحفيان وثلاثة أطفال، إضافة إلى أكثر من 5500 بُترت أطرافهم)، وبعد ذلك نرحل المسؤولية إلى المجتمع الدولي !!

 

 

 

 

 

 

والحالة الثانية، وهي الأكثر ترقبا بهواجس القلق، داخل دولة الاحتلال، والتي تعيد حساباتها من جديد كل جمعة، وبدا أمامها أن «كل فلسطيني يحمل جثة أخيه الشهيد فوق ظهره، ويواصل مقاومته بإصرار » متجها إلى نقاط التجمع على امتداد الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين 48 ، ليشارك  كعادته الأسبوعية في «مسيرة العودة».. واضاف اللواء عبد اللطيف  للغد: سلطات دولة الاحتلال، تدرك تماما «رسائل زحف مسيرات العودة» ،وقام جيش الاحتلال الإسرائيلى بنشر تعزيزات عسكرية إضافية عند الحدود وسط استنفار أمنى كثيف، وهناك أيضا رصد لتطورات «الأسلحة الشعبية» الفلسطينية، وما يجري من التنسيق والترابط بين «وحدة الكاوتشوك» والتي تنقل مئات الإطارات التالفة لإشعال النار فيها، و«وحدة الأطباق الطائرة»، التي لم تعد  تكتفي بوضع شعلة صغيرة في ذيل «الطبق»، بل تضع إطار دراجة نارية صغير لإشعال نار كبيرة في الأحراج الإسرائيلية خلف السياج.

 

 

واوضح الخبير العسكري، أن هناك نقطة أخرى، أقرب لخطوط التماس مع الوطن الفلسطيني المحتل 48، عند نقطة التجمع في مدينة رفح، «بوابة فلسطين الجنوبية» على بعد 100 متر من الحدود الشرقية لقطاع  غزة مع  دولة الاحتلال، حيث أقام الفلسطينيون عشرات «خيام العودة» وسواتر ترابية متعاكسة، بهدف حماية المشاركين في مسيرة العودة.. وهذه الخريطة لمواقع مخيمات مسيرات العودة تقلق سلطات الاحتلال، وفرضت عليها استنفارا أمنيا وعسكريا.

 

 

 

وتابع الخبير العسكري للغد: إن التساؤلات داخل دولة الاحتلال، تعبر عن  هواجس القلق: وماذا بعد ؟ ومتى وإلى أين تنتهي فعاليات مسيرات العودة؟ وما هو المتوقع في  اليوم  الأخير لمسيرة العودة، الذي حدده الفلسطينيون بـيوم «الزحف الكبير» وكيف تتصدى سلطات الاحتلال لهذا اليوم ؟ هناك بالفعل إعادة حسابات للموقف على الجبهة من قبل دولة الاحتلال، أما داخل الساحة العربية، فمثل تلك التساؤلات غائبة ؟!

 

 

 

 

 

من جهة أخرى.. طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد، دولة الاحتلال، أمس، بالتوقف عن الاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين الذين يمارسون «حقهم في التظاهر السلمي والتعبير»، وكذلك التوقف عن تجاهل تحذيرات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.. وقال إن عليها أن تضع حداً لاستخدام قواتها الأمنية القوة المفرطة في قطاع غزة، وأن تحاسب المسؤولين عن سقوط هذا العدد الكبير من «القتلى والجرحى» خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، مستنكراً رفضها سفر المصابين لتلقي العلاج في الخارج.

 

 


وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان،  أن «عدد الإصابات الصادم جراء الذخيرة الحية، يؤكد الانطباع باستخدام القوة المفرطة مع هؤلاء المتظاهرين، ليس مرة أو اثنتين بل مراراً وتكراراً».. وأشار إلى أن قتل القوات الإسرائيلية عمداً الفلسطينيين تحت الاحتلال «يمثل انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة»، مطالباً بـ «تحقيقات عاجلة وشفافة ومحايدة في انتهاكات سلطات الاحتلال القانون الدولي وحقوق الإنسان وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة».
 

 لحظة اجتياز شبان فلسطينيين للسياج الحدودي شرق غزة. 

 

 

 

 

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]