تأتي الزيارة الرابعة لوفد كنسي للقدس خلال شهور معدودة، وسط ضجة معتادة فهي زياره تخالف قرار المجمع المقدس.
دير السلطان صلاح الدين الأيوبي هو كلمة السر في قرار المجلس المقدم عام 1980 بمنع زيارة القدس، وهو أيضا السبب في الزيارة الرابعة لوفد الكنيسة المصرية.
«قرر المجمع المقدس عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس هذا العام، في موسم الزيارة أثناء البصخة المقدسة وعيد القيامة، وذلك لحين استعادة الكنيسة رسمياً لدير السلطان بالقدس، ويسرى هذا القرار ويتجدد تلقائياً طالما أن الدير لم تتم استعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك»، هذا كان نص قرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى 26 مارس/آذار 1980.
ويسافر وفد كنسي للقدس يضم الأنبا بيمن رئيس لجنة الأزمات بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوسف أسقف جنوب أمريكا، بناءً على تكليف من البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، جاء ذلك بناء على دعوة من الكنيسة الإثيوبية لحضور ترميمات دير السلطان بمدينة القدس الشرقية.
وتأني هذه الزيارة املا في استرداد الحق الضائع بعد أن أبلغت الكنيسة الأثيوبية مطران القدس الأنبا أنطونيوس ببحث ملف دير السلطان بالقدس.
وبخلاف عشرات القضايا التي رفعتها الكنيسة المصرية ضد أثيوبيا لاستعادة آرثها القديم، تسعى مصر لاستعادة حقها بالطرق الدبلوماسية قد تصدرت قضية الدير المباحثات الأخيرة التى جمعت وزير الخارجية المصري سامح شكرى ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتل أبيب، وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي.
يقع الدير داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس المحتلة في حارة النصارى يقع بالقرب من كنيسة القيامة وتبلغ مساحته حوالى 1800 متر مربع.
وحصل عليه أقباط مصر من صلاح الدين الأيوبي، بعد استعادته خلال الحرب الصليبية لذلك أطلق عليه الأقباط «دير السلطان»، عرفانا بجميل صلاح الدين الأيوبي.
ظل دير السلطان تحت ملكية الكنيسة القبطية المصرية، حتى 25 أبريل/نيسان 1970 عندما استولت إسرائيل عليه ليله عيد القيامة وأعطته للأحباش الذين كانوا ضيوف فيه ويخضعون للنظام المتبع للدير.
واحتج وقتها الأنبا «باسيليوس»، المطران القبطي في مدينة القدس ورفع ثلاث قضايا أمام محكمة العدل العليا الإسرائيلية، التي أصدرت قرارها رقم في 16 مارس/آذار 1971، وأمرت بإعادة الدير للكنيسة المصرية إلا أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت قراراً مؤقتاً بإيقاف الحكم ليصدر البابا شنودة الثالث وقتها قراراً بمنع زيارة الأقباط للأراضي المقدسة.
وفي عام 2002 دارت معركة بين مجموعتين من القساوسة المصريين والأثيوبيين في القدس، أصيب على آثرة 11 شخصا من الجانبين بعد معركة باللكمات والضربات بالعصي والقضبان الحديدية بعدما حرك أحد القساوسة التابعين للكنيسة القبطية كرسيه فوق سطح الكنيسة القيامة تجنبا للشمس، مما اعتبره قسيس آثيوبي تعدي على ممتلكاتهم.
وعقب نياحة الأنبا إبراهام، مطران القدس والكرسي الأورشليمى في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضى، تجددت المفاوضات الكنيسة المصرية لحل الأزمة مع الكنيسة الإثيوبية.
