دي ميستورا: الدستور والانتخابات على أجندة مفاوضات جنيف

صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، بأن هناك كراهية فظيعة لروسيا في الدول الغربية ويهددون بالصدام المباشر.

جاء ذلك خلال كلمة الوزير في افتتاح المؤتمر التأسيسي لحركة “محبو روسيا” في موسكو، حيث تابع الوزير أن أوروبا تتصرف وفقا للإملاءات الأمريكية، والغرب يحاول فرض قيمه وقواعده على الجميع ويحاول شيطنة روسيا، وتحميلها مسؤولية كل المآسي في العالم.

وقال لافروف إن المرحلة الراهنة محفوفة بالاضطرابات والمخاطر، مؤكدا أن روسيا لا تتعاون مع أحد ضد أحد، ولا نطلب من أحد أن يتخذ أي موقف محدد.

وتابع: “نحن كبار، والجميع بإمكانهم أن يكونوا آراءهم المستقلة، ويتخذوا مواقفهم”.

وأضاف لافروف، نحن نعرف أن الولايات المتحدة والأنجلوساكسونيين أخذوا زمام السيطرة في أيديهم، ويقولون للأوروبيين لا يوجد مكان لاستراتيجية أوروبية مستقلة.

وقال لافروف لمؤسسي حركة “محبو روسيا”، إن زيارتكم في هذه الأوقات الحرجة هو تحد للهيمنة الغربية، مشيرا إلى أن سياسات الغرب هي التي تسبب مجاعات وارتفاع أسعار الطاقة، ثم يتهموننا بذلك.

وتابع، نحن لا نحشد أي أحد للحرب ضد الغرب أو ضد الحملات الصليبية أو غيرها، إنما يجبروننا على الحرب، نحن لم نعرقل جهود أحد في الوصول إلى مصالحه بالطرق الشرعية، وإنما نصد العدوان وندافع عن شعبنا ومصالحنا.

واكد لافروف أن إنشاء تحالفات مثل “أوكوس” هي دعوة للصدام لفترة طويلة.

كما أعرب وزير الخارجية الروسي عن امتنان موسكو لموقف الرياض المتوازن من الأزمة الأوكرانية وجهودها في مبادلة الأسرى، موضحا أن هناك جوانب أخرى تناقش في الوقت الحالي في المملكة تبدي اهتماما كبيرا في إيجاد حل.

وأشار إلى أن روسيا ترحب بكافة الجهود التي يمكن أن تؤدي إلى حوار حقيقي في أزمة أوكرانيا، مشيرا إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد أي رغبة من الجانب الأوكراني في حل جاد.

وأضاف لافروف “تطرقنا إلى الأزمة الأوكرانية، ونحن نعرب عن امتناننا للمملكة العربية السعودية على موقفها المتوازن من تلك الأزمة، والجهود التي بذلتها المملكة في عملية تبادل الأسرى، وكذلك في التوصل إلى الاتفاقيات بشأن الطاقة في إطار مجموعة أوبك+”.

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن المملكة تنسق عن كثب مع روسيا بشأن أسواق الطاقة وإنها ملتزمة باتفاق مجموعة أوبك+ بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها.

وأكد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي في موسكو، أن المملكة تسعى لتعزيز وتطوير العلاقات مع روسيا على جميع الأصعدة، مشيرا إلى أن يتطلع أن تسهم نقاشات اليوم في توحيد الرؤى ودعم العلاقات الثنائية.

وقال الأمير فيصل إنه بحث مع لافروف التحديات التي تمس العالم، كما تم تبادل وجهات النظر حول الأزمات الدولية.

وأضاف “هناك دائما ما هو جديد في العلاقات بين بلدينا الصديقين، والتي نسعى لتعزيزها وتطويرها على جميع الأصعدة”.

وأثنى الأمير فيصل على التنسيق القائم في شتى المجالات بين البلدين فيما يتعلق بتنمية العلاقات المشتركة والتنسيق لمواجهة التحديات الدولية.

وقال الوزير بن فرحان فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتصعيدات الأخيرة فيها: “يجب البحث عن سبيل لتحقيق السلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”، مشيرا لموقف روسيا الداعم للقضية الفلسطينية.

وناقش وزير الخارجية السعودي مع نظيره الروسي سبل حل الأزمة الأوكرانية، وأكد بن فرحان  لنظيره الروسي استعداد المملكة السعودية للوساطة بين روسيا وأوكرانيا لحل الأزمة في أوكرانيا.

كما أكد بن فرحان على تأييد كل المواقف الداعمة للتوصل لحل سياسي في أوكرانيا، مضيفاً أن المملكة سعودية تسعى  للتوصل لاتفاق سلام في اليمن وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار يعقبه حوار سياسي.

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الولايات المتحدة بالنفاق بعد أن قال نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن إنه لا يجب السماح لروسيا بالإفلات من العقاب على شن حرب في أوكرانيا، وذلك خلال منتدى أمني حضراه في نيودلهي، اليوم الجمعة.

وحضر المسؤولان الروسي والأمريكي اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في العاصمة الهندية هذا الأسبوع، والتقيا وجها لوجه للمرة الأولى منذ هجوم القوات الروسية لأوكرانيا قبل عام.

وأبلغ بلينكن منتدى حوار رايسينا للشؤون الاستراتيجية “إذا سمحنا لروسيا بالإفلات من العقاب وفعل ما تفعله في أوكرانيا، فهذه رسالة إلى آخرين قد يشنون عدوانا بأنهم ربما يتمكنون من الإفلات من العقاب أيضا”.

وفي حديثه في المنتدى نفسه بعد كلمة بلينكن، قال لافروف إن محاسبة روسيا على أعمالها في أوكرانيا تتم “بمعايير مزدوجة” في وقت بررت فيه الولايات المتحدة التدخل العسكري في مناطق مختلفة من العالم، مثل حرب العراق، والضربات الجوية على ليبيا، وقصف يوجوسلافيا إبان نزاع كوسوفو عام 1999، بما قالت إنه “تهديد لمصالحها الوطنية”.

وقال لافروف أيضا إن السؤال عن موعد مفاوضات روسيا لإنهاء الحرب يجب أن يُطرح على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأردف “الكل يسأل متى ستتفاوض روسيا.. الغرب يقول باستمرار إن الوقت لم يحن بعد للتفاوض لأن أوكرانيا يجب أن تنتصر في المعركة قبل أي مفاوضات”.

ومضى الوزير الروسي متهما واشنطن “بمحاولة عسكرة” الحوار الأمني الرباعي، وهو شراكة بين الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان تركز على القضايا الاستراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وفي وقت سابق من اليوم، التقى بلينكن مع نظرائه من المجموعة الرباعية، وأصدروا بيانا قالوا فيه إن “استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مقبول”.