دي ميستورا يلتقي وفدي الحكومة والمعارضة السورية في ثالث أيام المباحثات

تستضيف مدينة جدة السعودية يومي  السبت والأحد المقبلين ـ 5 و6 أغسطس الجاري ـ القمة الثانية (بعد قمة يوليو في كوبنهاغن) لتسوية الوضع في أوكرانيا.. مع غياب روسيا عن القمة.

ويؤكد السياسي والأكاديمي والخبير الأميركي البارز، د. وليد فارس، أن هذه القمة أو هذه المحادثات ستتخذ شكل طاولة مستديرة سياسياً، أي إن الرعاية ستكون واسعة وتشارك فيها أطراف دولية متعددة، إلا أن الرياض ستلعب دور الميسر في جدة، بين قوى عظمى ومتحاربين، في أدق ملف حربي في زمننا الحالي.

قمة مهمة مع كبار العالم

وقال  السياسي الأميركي، إن السعودية ستستضيف قمة مهمة، وهي قمة الجلوس مع كبار العالم وإدارة مسيرة السلام الدولي، ولكن الأسئلة ستتكاثف فوراً: هل ستلتحق الأطراف المعنية بالمبادرة؟ هل ستنجح المحادثات؟ أي دور ستلعبه السعودية؟ هل هناك طرف بإمكانه ينازعها على هذا الدور؟ ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟

• وأضاف موضحا، في صحيفة الإندبندنت البريطانية، لا أحد بإمكانه التكهن بما يتعلق بإنهاء الحرب الأوكرانية، فالمصالح المعقدة والمتداخلة والتدمير الحاصل وضغوط الحلفاء وأجندات المستفيدين من الحرب والأحلام الأيديولوجية والصناعات العسكرية عند كل الأطراف والعواطف الجرارة، كلها تؤثر في أي تفاوض سلمي.

قمة المحادثات الأصعب في القرن

ربما قد تكون هذه المحادثات الأصعب في القرن الـ21 لأن هدفها هو حماية الكوكب من حرب عالمية كارثية. وهنا التحدي الأكبر أمام القيادة السعودية، لأنها قد اجتازت حاجز الثقة الدولي مع روسيا والصين وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، والأهم أنها فرضت الاعتراف الإيجابي بدورها الدولي على شريكتها الولايات المتحدة، فباتت السعودية تقريباً محاطة باتفاقيات تعاون مع أطراف متخاصمة بين بعضها، مما أعطى الرياض موقع الحكم في هذا النزاع الدموي الكبير.

• القيادة السعودية جهدت لتوفير الإطار المطلوب، وهو مفقود في أي مكان آخر، ولكنها كغيرها ستؤدي قسطها للعلا. أما الباقي فسيحدده التاريخ، بحسب تعبير وليد فارس.

غياب روسيا.. وأوكرانيا تتولى زمام المبادرة

وبينما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن أوكرانيا ستتولى زمام المبادرة في القمة التي من المتوقع أن تشارك فيها الدول الغربية والنامية، ولا يتوقع أن تحضرها روسيا.

وقال مسؤولون أمريكيون إن هدف أوكرانيا هو أن تعمل المحادثات على تحديد المبادئ المشتركة لإنهاء الحرب، وأن تكون هناك قمة سلام في وقت لاحق من هذا العام مع توقيع قادة العالم لدعم هذه المبادئ

صيغة سلام اوكرانيا للعالم 

ومن جهة أخرى قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن فولوديمير زيلينسكي قد يتوجه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لنقل «صيغته للسلام» إلى مستوى المنظمة، ولكن لا يوجد في هذه الوثيقة الأوكرانية أي شيء من كلمة «سلمي».

• وأضافت زاخاروفا في برنامج تلفزيوني: هناك (في الوثيقة الأوكرانية)، لا يوجد أي شيء من كلمة سلمي.. هذه قصة استفزازية دورية أخرى من نظام كييف، تمت صياغتها بالتعاون مع الغرب الجماعي.

وتابعت زاخاروفا: إن الجانب الروسي أكد مرات عديدة أن خطة تسوية النزاع السلمية التي تقترحها سلطات كييف، غير مقبولة، لأن النقاط المكتوبة هناك، لا تعكس الحقائق القائمة على الأرض، ولا في سياق تطور الأحداث.

عبرت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، عن قلقها من «الشروط غير المقبولة» التي وضعتها دمشق لاستخدام معبر باب الهوى الحدودي لتوصيل المساعدات الإنسانية الى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، حسب ما جاء في وثيقة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في هذه الوثيقة التي أرسلها الى مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، إن الرسالة التي بعثتها السلطات السورية والتي تسمح فيها باستخدام هذا المعبر الواقع بين تركيا وسوريا «تحتوي على شرطين غير مقبولين».

وأضاف أن «إذن الحكومة السورية يمكن أن يكون أساسا للأمم المتحدة لإجراء عمليات إنسانية عبر الحدود بشكل قانوني عبر معبر باب الهوى الحدودي للمدة المحددة».

ولم تستخدم الأمم المتحدة معبر باب الهوى منذ انتهاء تفويض مجلس الأمن، يوم الإثنين الماضي.

ويتعين الحصول على تفويض من مجلس الأمن لأن الحكومة السورية لم توافق سلفا على عملية الأمم المتحدة التي يتم بموجبها تقديم مساعدات للملايين في شمال غرب سوريا منذ عام 2014.

ووافقت الحكومة السورية، يوم الخميس، على أن تستخدم الأمم المتحدة معبر باب الهوى لـ6 أشهر أخرى ولكن بشروط عدة.

وكتب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يقول: «أولا، شددت الحكومة السورية على أنه لا ينبغي للأمم المتحدة التواصل مع الكيانات المصنفة على أنها إرهابية.. ويجب على الأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين الاستمرار في التعامل مع الأطراف المعنية من الدول وغير الدول وفقا لما تقتضيه العملية».

وقالت إن مثل هذه المشاركة «لا غنى عنها للوصول الآمن وفي الوقت المناسب إلى المدنيين المحتاجين وتتوافق مع القانون الإنساني الدولي».

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن مطالبة الحكومة السورية بأن تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري بالإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية في شمال غرب سوريا وتسهيلها «لا يتوافق مع استقلال الأمم المتحدة وغير عملي لأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري غير موجودين» في تلك المنطقة.

منحت الحكومة السورية موافقة للأمم المتحدة لاستخدام معبر حدودي مع تركيا لتواصل نقل المساعدات إلى شمال غرب سوريا لمدة ستة أشهر أخرى بعدما فشل مجلس الأمن في تجديد التفويض لعملية توصيل المساعدات.

وكتب بسام الصباغ سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في رسالة لمجلس الأمن يوم الخميس اطلعت عليها رويترز يقول إن تسليم مساعدات الأمم المتحدة يتعين أن يجري “بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة السورية”.