د. أيمن سمير يكتب: أمريكا ولعب الشطرنج في أوكرانيا

د.أيمن سمير

تحتل أوكرانيا مكانة خاصة في الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، ليس فقط لأنها ثالث دولة من حيث المساحة في أوروبا بـ 600 ألف كيلومتر، بل لأنها تعد قاعدة متقدمة لتحقيق إستراتيجية الولايات المتحدة بمحاصرة روسيا عبر دعم أنظمة سياسية معادية لموسكو على حدود الدولة الروسية، وترى الولايات المتحدة أن الصراع على أوكرانيا صراع صفري، بمعنى أنها لا يمكن أن تتنازل أو تتهاون في تحقيق أهدافها في أوكرانيا لدرجة أن مستشار الأمن القومي السابق زبجينو برجينسكي قال في كتابة الشهير ” لعبة الشطرنج الكبرى “الصادر عام 1998” إن سيطرة روسيا على أوكرانيا تعني عودة الاتحاد السوفيتي من جديد، فما هي الأهداف الأمريكية من تصعيد التوتر في أوكرانيا؟ وهل نحن أمام سيناريو لحرب شاملة بين واشنطن وموسكو؟

أوكرانيا من تدفع الثمن

المؤكد أن الشعب الأوكراني هو من يدفع ثمن الصراع بين روسيا والولايات المتحدة دون أن تقدم واشنطن أو الدول الأوربية أي شيء يذكر للشعب الأوكراني، فمنذ استقلال أوكرانيا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي تعيش البلاد أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية متلاحقة بسبب النزاع الروسي الأمريكي، فالولايات المتحدة ودول أوروبا وقفوا وراء “الثورة البرتقالية” عام 2004 في أوكرانيا، لكنهم لم يدعموا الشعب الأوكراني بعد ذلك، وحتى اليوم لم تدخل أوكرانيا الاتحاد الأوروبي رغم أنها دفعت في سبيل ذلك من أراضيها بعد انسلاخ شبة جزيرة القرم عن البلاد، وهي التي منحها الاتحاد السوفييتي لأوكرانيا عام 1954 بمناسبة مرور 300 عام على الوحدة الأوكرانية الروسية، كما أن مناطق أخرى يمكن أن تنفصل بشكل نهائي عن أوكرانيا في دونباس شرق البلاد بسبب الصراع مع روسيا، والسؤال هو: ماذا حصلت أوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا بعد كل هذه التضحيات من أجل الغرب؟ الإجابة ببساطة: لا شيء، فأوكرانيا تشتري السلاح، وتعيش حالة حرب مع روسيا، والاقتصاد الأوكراني كان يمكن أن يكون في مكانة الاقتصاد الأسباني أو الإيطالي على الأقل لو لم يكن هناك كل هذا الصراع بداية من مظاهرات 2004 ومروراً بهروب الرئيس فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا، وصولاً لخسارة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، لكن الثابت هو أن الولايات المتحدة وخاصة الإدارة الديمقراطية الجديدة تريد تحقيق سلسلة من الأهداف من رفع منسوب التوتر مع روسيا على الحدود الأوكرانية، ومن أبرز تلك الأهداف:

  • يريد الرئيس بايدن أن يثبت لناخبيه أنه رئيس قوي وليس رئيسا ضعيفا يتعثر على سلم الطائرة، وأنه أقوى من الرئيس السابق دونالد ترامب خاصة في ظل استطلاعات الرأي التي تقول إن بايدن لم يقدم أي شيء منذ دخوله للبيت الأبيض، وأن ترامب هو الذي قاد الجهود للتوصل للقاح وليس الديمقراطيين، كما أن البيت الأبيض أعلن أنه سيكمل الجدار الفاصل مع المكسيك، وهو المشروع الذي كان ينتقده بايدن في الحملة الانتخابية، ناهيك عن أن الجناح التقدمي في الحرب الديمقراطي، وفي مقدمته فيكتوريا نولاند وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية والتي تناصب روسيا العداء منذ عملها في إدارة أوباما، تشعر نولاند وزملاؤها الذين أداروا ملف أوكرانيا عام 2014 بالخسارة الشديدة لأن نتيجة سياستهم خسرت أوكرانيا شبة جزيرة القرم، ويمكن أن تخسر دونباس أيضاً.
  • زيادة منسوب التوتر مع روسيا على الجغرافيا الأوكرانية يحقق للولايات المتحدة أكثر من هدف في أوروبا، منها أن الرئيس بايدن الذي بشر الأوروبيين بالعودة الأمريكية يريد أن يكون الأوربيون صفا واحدا ضد روسيا، فالشركات الأوروبية تقول إنها هي التي تدفع ثمن العقوبات الاقتصادية على روسيا وليست الشركات الأمريكية، وكلما كان الصراع ساخنا مع روسيا تراجعت نبرة الرفض الأوروبي للعقوبات، كما أن الرئيس بايدن يشعر أن روسيا اخترقت المجتمعات والأحزاب الأوروبية، وهاهي قيادات أوروبية مثل حزب مارين لوبن في فرنسا، وحزب الرابطة بقيادة ماثيو سالفيني في إيطاليا، وحتى الحزب الاشتراكي الاجتماعي الألماني شريك ميركل في الحكم، كل هؤلاء يرفضون فكرة الصراع مع روسيا، وأن التعاون مع موسكو أفضل للأوروبيين، وهو ما يدعو له أيضاً المستشار النمساوي سبستيان كورتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فالتوتر الحالي يوحد الأوروبيين في الخندق الأمريكي ضد روسيا، كما أن الولايات المتحدة عجزت خلال الفترة الماضية عن إقناع ألمانيا بوقف خط الغاز الروسي للعمق الأوربي ” نورد ستريم 2″ والتوتر الحالي يخدم الأجندة الأمريكية بوقف هذا الخط تماماً ويسمح للولايات المتحدة بتصدير الغاز لأوروبا.
  • يريد الرئيس بايدن أن يوصل رسالة للصين بأن الولايات المتحدة تستطيع أن تشعل الجبهات على الحدود الصينية في جيانجينج “تركستان الشرقية، وهونج كونج، وتايوان، والتبت، وبحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي”، كما أن التوتر شرق أوكرانيا يعد محاولة أمريكية لعزل روسيا عن الصين من خلال دفع روسيا للاهتمام بالجبهة الأوكرانية وعدم الاصطفاف مع الصين التي جاء ذكرها 18 مرة في الدليل المبدئي لإستراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي أعلنها البيت الأبيض الشهر الماضي، بينما جاء ذكر ت روسيا 6 مرات فقط.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]