د. أيمن سمير يكتب: «الحرب العالمية الثالثة»

د.أيمن سمير

رغم إتفاق الجميع أن لغة بايدن ستكون أكثر دبلوماسية ونضجًا في التعامل مع القوى المنافسه لبلاده على المستوى العالمي، خاصة الصين وروسيا، ورغم أن بايدن له خبرة طويلة في الشؤون الخارجية من خلال عضويته في مجلس الشيوخ والتي بدأت منذ عام 1972، وأنه كان المسؤول عن ملف العلاقات الخارجية لمدة 8 سنوات في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، رغم كل ذلك هناك من رؤساء المخابرات في الدول الغربية مَن يتخوف من اندلاع “حرب عالمية ثالثة” وأن “حالة الشك” و “عدم اليقين” التي يمر بها العالم في الوقت الحالي خاصة في مرحلة ما بعد جائحة كورنا تشبه الحالة التي كان العالم عليها قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية، فما هي المخاوف التى تستند إليها المخابرات الغربية في تقديراتها لوقوع الحرب العالمية الثالثة؟ وهل من “خريطة طريق” لوقف تلك الحرب قبل إندلاعها؟ ومن المستفيد من حالة الصراع والغليان التي يمر بها العالم في الوقت الحالي”؟

أجواء رمادية

البداية جاءت على لسان نيك كارتر رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية الذي وصف أجواء القلق والتوتر والغموض التي يعيشها العالم في الوقت الحالي بأنها تشبه إلى حد كبير الأجواء والبيئة السياسية التي سبقت الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأن ديناميكية المنافسة العالمية في الوقت الحالي قد تقود إلى “سوء التقدير” السياسي والعسكري في الكثير من الصراعات والتعقيدات الإقليمية، وهو ما قد يؤدي لحرب عالمية ثالثة، ويقوم سيناريو تخوفات كارتر من إندلاع الحرب العالمية الثالثة على أن الكثير من الصراعات الإقليمية تغذيها وتقف وراءها قوى دولية، وأن الصراعات الإقليمية ما هي إلا “حروب بالوكالة” بين قوى عالمية تمتلك كل أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة النووية، وكل هذا يشكل بيئه مثالية لاندلاع حرب عالمية، خاصة أن كارتر نفسه كشف عن أن هناك في عالم اليوم من يعتقدون أن الذهاب للحرب “خيار عقلاني” لفك العقد والتشابكات السياسية التي فشلت المحادثات والدبلوماسية في حلها خلال العقدين الأخيرين.

نفس تقدير كارتر ذهب إليه تقرير المخابرات العسكرية التشيكية الذي يرى أن العالم في “المرحلة الأولى” بالفعل نحو الحرب الكونية، والأخطر من كل ذلك أن وثيقة المخابرات التشيكية قالت بالنص: “يتم تشكيل وجهة نظر أولئك الذين يستطيعون ويرغبون في المشاركة بنشاط فيها (الحرب العالمية الثالثة)، ويتم بالتدريج تحديد الأدوات التكنولوجية، والتي يمكنهم من خلالها التحكم بها”، والسؤال الأكبر: ما هي الأسباب التي أدت إلى نشوء هذه “البيئة السياسية السلبية”؟.

أولاً: أجواء الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، والتي أدت لانسحاب واشنطن وموسكو في أغسطس 2019 من اتفاقية منع إنتاج ونشر الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى في أوروبا، وهو ما أدى لسباق غير مسبوق في نشر هذه الصواريخ، ليس فقط في أوربا بل في كل آسيا والمحيط الهادي ، لأن الولايات المتحدة أردات من انسحابها أن تنضم الصين وكوريا الشمالية لهذه الاتفاقية، وعندما رفضت الصين أعلن البنتاجون أنه نشر بالفعل صواريخ كروز الأمريكية وغيرها من الصواريخ التي تحمل رؤوسًا نووية في آسيا والمحيط الهادي وشرق المحيط الهندي، وفي القواعد الأمريكية جنوب شرق آسيا.

ثانيًا: عدم توصل الولايات المتحدة وروسيا لتفاهمات حول تجديد إتفاقية “ستارت 3” التي تمنع التوسع في نشر الصواريخ طويلة المدى والتي تحمل رؤوسًا نووية، وتنهي هذه الاتفاقية في فبراير القادم بعد مرور 10 سنوات على توقيعها في 2011.

ثالثا: نشر الرئيس ترامب 150 قنبلة نووية في 5 دول أوروبية ردًا على سياسة روسيا التي تسمى “بالحرب الخاطفة” شرق أوروبا، وقيام حلف الناتو بمحاكاة “لحرب نووية” في أوروبا في شهر أغسطس الماضي، وقيام القاذفات الأمريكية والبريطانية بتحميل قنابل نووية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية أثناء التدريبات الأخيرة قرب الحدود الغربية لروسيا، بل وقيام القوات الأمريكية بالتدريب على حرب نووية حقيقة في ولاية نبراسكا الأمريكية، وقيام الصين من جانبها ببناء أول ملاجىء نووية في الأراضي الصينية.

رابعا: السباق المحموم في مجال الصواريخ والأسلحة الأسرع من الصوت، والدخول بقوة في مجال “حرب الفضاء” بتأسيس الرئيس ترامب للقوة الفضائية الأمريكية بعد إستعدادات مماثلة في الصين وروسيا.

خامسًا: الاحتكاكات شبه اليومية بين البحرية الأمريكية والصينية في بحر الصين الجنوبي والبحر الشرقي، والخلاف الأمريكي الصيني حول ملفات كوريا الشمالية وهونج كونج وتايوان والتبت والويجور، بالإضافة للخلافات التجارية والتكنولوجية وقضايا التجسس.

سادسًا: تراجع الثقة في القانون الدولي والأمم المتحدة والشرعية الدولية، ولم يعد هناك من يثق أو يطبق قرارات المنظمات الدولية أو الإقليمية وغياب الحوار السلمي كوسيلة لحل الخلافات السياسية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]