د. أيمن سمير يكتب: العرب والقواعد الصينية لضرب الأراضي الأمريكية

د.أيمن سمير

إعادة التموضع وكسب مزيد من المساحات في الأرض والبحر والجو هو عنوان التحركات الأمريكية والصينية لمواجهة خطر الطرف الآخر، وفي الوقت الذي تتحدث فيه الولايات المتحدة علناً عن إعادة نشر قواتها في الخارج، والتي تبلغ 215 ألف جندي، من خلال سحب قواتها من أفغانستان والعراق والتركيز على المحيطين الهندي والهادئ سجلت الصين تحركا نوعيا من خلال سعيها لبناء قواعد عسكرية على الجانب الآخر من الخليج العربي والساحل الغربي للقارة الأفريقية، بالإضافة للخطط الصينية المبكرة لبناء قواعد وجزر صناعية عسكرية تبعد 1800 كيلومتر شرق الأراضي الصينية في المحيط الهادئ باتجاه الأراضي الأمريكية، وهو ما يقرب الصين بشكل كبير من كل الولايات الأمريكية وليس الولايات التي تقع على الساحل الغربي فقط مثل ولاية كاليفورنيا، فما هي الحسابات الصينية في الاقتراب من البر الأمريكي؟ وما هي أوراق الولايات المتحدة للتعامل مع هذا التطور الجديد في العلاقة مع بكين؟.

 الصين والاتجاه غرباً

سجلت الصين نجاحا كبيرا في الاتجاه غرباً من خلال التجارة والاستثمار، ومزاحمة قوى دولية أخرى في عقر دارها، لكن الاتجاه الصيني غرباً أخذ أبعادا عسكرية في الآونة الأخيرة، وأحدث مثال على ذلك هو ما قاله الجنرال الأمريكي ستيفن تاونسند، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، “التهديد المتزايد للصين لا يأتي فقط من مياه المحيط الهادئ، لكن من الساحل الأفريقي الغربي والمحيط الأطلسي أيضاً”، ولأول مرة تكشف الولايات المتحدة على لسان تاونسند أن الصين تعمل بكل جهدها من أجل بناء قواعد عسكرية في دول الساحل الإفريقي الغربي حتى تكون قريبة للغاية من الأراضي الأمريكية، وهو ما يعطى الصين ميزة إستراتيجية جديدة بقدرتها على قصف الولايات الأمريكية على الساحل الشرقي الأمريكي مثل نيويورك بعد أن كانت كل الخطط الأمريكية تقوم على حماية ولايات الساحل الغربي مثل هاواي وأوريجون من الصواريخ الصينية العابرة للقارات، ووفق التقديرات الأمريكية فإن الصين تعمل على إنشاء ميناء بحري كبير قادر على استضافة الغواصات وحاملات الطائرات على الساحل الغربي لأفريقيا حيث تبني الصين الآن بمفردها حاملة الطائرات الثالثة المعروفه باسم 003، ووفق معلومات إستخباراتيه كشفت عنها جهات أمريكية فإن الصين تتفاوض مع كل دول الساحل الغربي الإفريقي ما عدا المغرب، وأن المفاوضات الصينية تبدأ من موريتانيا شمالاً وصولاً إلى نامبيا أقصى الجنوب الغربي للقارة السمراء، وتتركز الأهداف الصينية في الساحل الغربي لأفريقيا على بناء قواعد كبيرة يمكن من خلالها إعادة تسليح وإصلاح السفن الحربية، وهو ما سيمثل حلقة جديدة ومساحة واسعة من الصراع الصيني الأمريكي، وتعترف الولايات المتحدة أن الصين تفوقت عليها في بعض البلدان الأفريقية من خلال الاستثمار الذي يتميز “بعدم المشروطية السياسية” وإنشاء الموانئ  والبنية التحتية ومشروعات الطاقة وتوطين التكنولوجيا، وأن اللقاحات الصينية الرخيصة وذات الشروط الميسرة ستساهم في مزيد من الوجود الصيني في دول الساحل الغربي لأفريقيا.

 حزام حول الولايات المتحدة

وتبني الصين إستراتيجيتها الجديدة على نفس السيناريو الأمريكي في حصار الصين، فالرؤية الأمريكية تقوم على بناء “حزام من النار” حول الصين من خلال خلق خلافات ومشاكل بين الصين وجيرانها الآسيويين، وبناء قواعد عسكرية في دول على أطراف الصين، وهي ذات الإستراتيجية التي تتبعها بكين لمواجهة الحصار الأمريكي من خلال قيام البحرية الصينية ببناء قواعد عسكرية في المحيط الهادئ تستطيع منها الوصول لجزيرة “جوام”، وهي من أقرب الجزر للأراضي الأمريكية، وبناء قواعد غرب أفريقيا تستطيع من خلالها تهديد الولايات الأمريكية على المحيط الأطلسي، بجانب كل ذلك تقترب الصين من الحدود الشمالية لأمريكا وخاصة ولاية ألاسكا حيث بدأت الصين تكثف وجودها في القطب الشمالي في المناطق القريبة من شمال كندا وألاسكا اعتماداً على عضويتها كمراقب في مجلس القطب الشمالي منذ عام 2013، وتعتبر نفسها “قوة قريبة من القطب الشمالي، وتقترح دائما بناء ما تسميه “طرق حرير قطبية” لتثبت أقدامها بجوار الأراضي الأمريكية.

العرب والوجود الصيني

بجانب التغلغل والنشاط الصيني الناجح في أفريقيا وهو ما أسفر عن بناء قاعدة عسكرية عملاقة على الساحل الشرقي للقارة الأفريقية في جيبوتي، جاءت الاتفاقية الإستراتيجية بين الصين وإيران والتي تمتد لـ 25 عاماً تستثمر الصين بموجبها 450 مليار دولار في البنية التحتية الإيرانية، وتوفر هذه الاتفاقية لأول مرة للصين وجوداً عسكرياً في منطقة الخليج وبحر العرب وغرب المحيط الهندي، وهي مناطق كانت حصرياً للنفوذ الأمريكي حيث ينتشر أكثر من 50 ألف جندي أمريكي في إقليم الشرق الأوسط الذي يبدأ من أفغانستان وباكستان شرقاً وحتى حدود المغرب غرباً، ورغم أن القواعد الصينية بجانب القواعد الأمريكية في الخليج تشكل “تحديا” للدول العربية لكنها تعد “فرصة” في ذات الوقت، لأن الوصول العسكري الصيني لمياه الخليج وبحر العرب قد يدفع الولايات المتحدة لتأجيل ثان لإستراتيجيتها التي أعلنتها في عام 2010 والتي تسمى “الاستدارة شرقاً” التي تعمل واشنطن بموجبها على نقل قواتها من الشرق الأوسط نحو الصين وجنوب شرق آسيا، فالزحف العسكري الصيني من خليج البنغال إلي الخليج العربي سيدفع بالولايات المتحدة حتماً لتأجيل انسحابها من الشرق الأوسط حتى لو توصلت لاتفاقية نهائية مع إيران.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]