د. أيمن سمير يكتب: بايدن ونهاية شهر العسل مع الناخبين 

قال مركز جالوب لاستطلاعات الرأي إن شعبية الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس تراجعت بشدة بعد 6 شهور فقط في البيت الأبيض، وإن شهر العسل الذي جمع بايدن مع ناخبيه يبدو أنه على وشك النهاية، وما جاء به الاستطلاع الأخير وغيره من الاستطلاعات الأخرى التي أجرتها العديد من الجامعات والصحف الأمريكية يعكس إحباطًا متزايدًا من الناخبين تجاه سياسة الرئيس بايدن، سواء في الملفات الداخلية وهي التي تهم المواطن الأمريكي بشكل رئيسي، أو في الملفات الخارجية حيث يتهم المعارضون بايدن بأنه يتحدث فقط دون أي سياسة قائمة على “الأفعال”، وهو ما يضر بالمصالح الأمريكية وفق ما يقوله الجمهوريون، لكن الغريب أن شعبية بايدن تتراجع وسط الديمقراطيين بشكل غير مسبوق، وتحليل الأرقام خلال الشهور الستة الماضية يكشف أن كل شهر يشهد تراجعًا أكبر في تأييد الديمقراطيين لبايدن، فما هي الأسباب الداخلية والخارجية التي دفعت إلى تهاوي شعبية الرئيس الأمريكي؟ وما هي الآثار السلبية التي قد تلحق بالديمقراطيين نتيجة هذا التراجع؟

الانقسام الحاد

كشفت الشهور الستة محدودية “مساحة المناورة” التي يمتلكها الرئيس بايدن لجمع الديمقراطيين والجمهوريين حول أجندة وطنية واحدة، فجميع القرارات التي صدرت من مجلسي النواب والشيوخ جاءت على أسس حزبية، وهذا يخدم الجهوريين وليس إدارة الرئيس بايدن، فالرئيس الديمقراطي عاجز عن تقديم تصور ينهي من خلاله الحالة الاستقطابية التي كانت عليها الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، كما أن الرئيس بايدن ومن خلال استسلامه للخطاب الحاد من جانب بعض الديمقراطيين أمثال نانسي بيلوسي خسر المساحة الطبيعية التي يتموضع فيها الرئيس الأمريكي، والتي يجب أن يكون قريبًا فيها من الجميع، حتى لو كان ينتمي لحزب آخر.

وفي الوقت الذي يطالبه صقور الديمقراطيين بطرق الحديد وهو ساخن حتى لا تبقى للجمهوريين أية فرصة في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2022 أو الانتخابات الرئاسية عام 2024، يتهمه الجناح التقدمي والليبرالي في الحرب بانه متخاذل ومتردد، وأن هذا التردد سيقود في النهاية لخسارة انتخابات التجديد النصفي، ويشير الديمقراطيون إلى عدم قدرة الرئيس على اتخاذ قرارات حاسمة فيما يتعلق بخطة الحزب حول ما يسمى “بالتقييد الانتخابي”، وهو رغبة الديمقراطيين في التأكيد على عدم منع أي شخص يقيم على الأراضي الأمريكية من التصويت، سواء بشكل مباشر أو عبر البريد، في حين يرفض الجمهوريون ذلك، وحتى الآن لم يتخذ الرئيس بايدن قرارًا يصب في صالح عدم تقييد التصويت، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع ما يقرب من 11 مليون مهاجر غير شرعي إلى التصويت لصالح الحزب الديمقراطي.

 

الملفات الشعبية

يزيد من محنة بايدن أنه لم ينجح في الملفات الشعبية التي تهم الشارع الأمريكي، وخاصة الليبراليين والجناح التقدمي في الحزب الذي لم ير من بايدن أي تحرك لكبح انتشار الجريمة وشراء السلاح والقتل في المدارس والنوادي، لكن ربما أخطر الملفات التي لم تنجح فيها إدارة بايدن هو ملف الهجرة، وخاصة من أمريكا اللاتينية إلى الولايات المتحدة، وهو ما يصفه البعض بالإخفاق الأكبر لسياسة بايدن ونائبته كامالا هاريس التي لم تقدم أي جديد في هذا الملف الذي اعتبره الديمقراطيون عنوانًا لحملتهم ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، وحتى ملف الرعاية الصحية الذي يهم كل مواطن أمريكي لا يوجد فيه اتساق واضح بين تصريحات البيت الأبيض في الشهور الثلاثة الأولى من ولاية بايدن، وبين ما يمكن أن يحصل عليه المواطن الأمريكي في النهاية، وهذا أضعف من “الصورة الذهنية والنمطية” لإدارة الرئيس بايدن.

 

سياسة خارجية عاجزة

يتهم المعارضون الرئيس بايدن بأنه ينتهج سياسة خارجية “عاجزة” وليس لها أنياب أو أسنان، كما بدأ بعض أنصار الحزب بمن فيهم بعض الأعضاء في مجلس النواب ينتقدون سياسات بايدن الخارجية، فمثلاً هناك جناح كبير في الحزب الديمقراطي نفسه بمن فيهم أعضاء في لجنتي الشئون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ، ضد الموافقة الأمريكية الصريحة على استكمال “خط نورد ستريم 2” الذي يمتد من حقول الغاز الروسية حتى قلب أوروبا، وهو ما وصفه وزير الخارجية الأمريكي نفسه في يوم من الأيام بأنه “اختراق جيوسياسي” روسي للقارة الأوروبية، وهو ما يؤكد أن استسلام بايدن أمام هذا المشروع الروسي الألماني سيكون له تأثير سلبي على حلفاء أمريكا في وسط وشرق أوروبا، خاصة أوكرانيا وبولندا.

أما أكبر الإخفاقات الخارجية التي شهدتها إدارة بايدن في الشهور الستة الماضية فهو إدارتها لملف الخروج أو الهروب من أفغانستان، فالرئيس بايدن ليس لديه تصور حتى الآن لمنع طالبان من السيطرة على كل الأراضي الأفغانية، فهو لا يستطيع استبدال القواعد الأمريكية في أفغانستان بقواعد أخرى في دول الجوار مثل طاجاكستان، وهو ما يؤكد ليس فقط فشل الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، بل يشكل انسحابًا أمريكيًا ونهاية للنموذج الأمريكي الناجح في اليابان وألمانيا الذي جاء بعد الحرب العالمية الثانية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]