د. أيمن سمير يكتب: سد النهضة.. ومجلس الأمن

د.أيمن سمير

بعد أن أيقنت مصر أنه لا تتوفرالإرادة السياسية والنية الحسنة للحكومة الأثيوبية في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالح مصر والسودان، توجهت مصر بطلب عقد جلسة طارئه لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التداعيات الخطيرة للسلوك الإثيوبي القائم على فرض الأمر الواقع ، والقيام بخطوات أحادية غير متفق عليها ، وتتعارض مع كل الاتفاقيات التي وقعت عليها أثيوبيا من قبل ، وهدف مصر الواضح من هذه الخطوة هو وقف أي محاولة أثيوبية للبدء في تخزين المياه خلف سد النهضة دون إتفاق، وهو الأمر الذي يقوض حصة مصر من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب من المياه، وبالتالي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي ، فهل تحصل مصر على ما تريد من جلسة مجلس الأمن يوم الإثنين القادم بعد أن نجحت الرئاسة الفرنسية للمجلس في الحصول على توافق لعقد الجلسة؟ وماذا لو لم تلتزم أثيوبيا بقرارات المجتمع الدولي؟ وما هي خيارات مصر إذا فشلت الجهود الدبلوماسية والسياسية ؟

أوراق مصرية

هذه ليست المرة الأولى التي تتوجه فيها مصر لمجلس الأمن، فقد أرسلت رسالة للمجلس في شهر مايو الماضي وكان هدف الرسالة هو مجرد ” إحاطة ” للمجلس بالموقف المصري والمرونه التي قدمتها القاهرة خلال عقد كامل من المفاوضات ، وأيضاً شرحت المذكرة المصرية المخاطر التي ستتعرض مصر لها إذا ما قررت إثيوبيا حجز المياه خلف سد النهضة خلال شهر يوليو القادم، ومنها أضرار تتعلق بحياة المواطنين والزراعة والصناعة والبيئة

وتمتلك مصر عددًا كبيرا من الخيارات، أبرزها أن الدعوة المصرية لعقد المجلس جاءت بموجب المادة 35 والفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة ، وهو طلب إلزامي للمجلس بعقد جلسة حتى لا يتم تهديد السلم والأمن في كل منطقة القرن الأفريقي كما قال مجلس الأمن القومي الأمريكي ،كما أن التوجه لمجلس الأمن يعني أن القاهرة تفضل الحلول السياسية والسلمية وتطلب مساعدة المجتمع الدولي في إقناع إثيوبيا بعدم إنتهاك الإتفاقيات الثنائية مثل إتفاقية 1902 و1929 و1959 ، وغيرها من الإتفاقيات ، وهي إتفاقيات وقعتها أثيوبيا أثناء الاستقلال ولم تكن تحت الاستعمار كما تدعي أديس أبابا ، وتستند مصر على مجموعة من الأوراق القوية لإقناع مجلس الأمن بموقفها ، وفي مقدمتها أن الموقف المصري ليس وحيداً أو معزولاً، فقد نجحت الدبلوماسية المصرية في إقناع السودان بالمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الخرطوم جراء ملء الخزان دون إتفاق ، ولهذا تقف مصر والسودان في خندق واحد أمام التعنت الإثيوبي الذي يقف معزولاً، كما تمتلك مصر وثيقة دولية وهي الإتفاقية التي أعدها البنك الدولي مع الولايات المتحدة الأمريكية ووقعت عليها القاهرة نهاية شهر فبراير الماضي، بينما رفضتها إثيوبيا ،كما أن الدعوة لعقد المجلس لم تأت من جنوب أفريقيا أو تونس وهما العضوان الإفريقيان في المجلس، بل جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ، وهو ما يعطي ثقلًا كبيرًا لجلسة مجلس الأمن ، وبالإضافة لفرنسا والولايات المتحدة دعمت الصين وبريطانيا وروسيا عقد جلسة لمجلس الأمن تقديراً للموقف المصري الذي ينطلق من إحترام القوانين الدولية الخاصة بالأنهار العابرة للحدود.

مكاسب سياسية

وسيشكل أي قرار من مجلس الأمن مكسبًا سياسيًا للموقف المصري ، فالمتوقع من المجلس أن يصدر قرارًا “يمنع أي طرف” من القيام بخطوات أحادية ، وهو ما يعنى إلزام أثيوبيا بوقف ملء الخزان ، كما يمكن للمجلس أن يحيل الخلاف إلى “محكمة العدل الدولية ” على أساس أن الخلاف بين إثيوبيا من جانب ومصر والسودان من جانب آخر خلاف قانوني ، وهذا مكسب كبير لمصر نظرًا لسلامة المسار القانوني المصري ، كما يمكن للمجلس أن يشكل “لجنة تحقيق فنية” في مواقف كل الأطراف، وهذا ما طالبت به مصر منذ فترة طويلة.

رفض إثيوبي للقرارات

هناك من يقول إن العشرات من قرارات مجلس الأمن لم تنفذ من دول مارقة مثل إسرائيل، وهذا صحيح، لكن إذا رفضت إثيوبيا الإلتزام بقرارات مجلس الأمن سيصبح وقتها العالم كله شاهدًا على التعنت الإثيوبي ، كما يمكن لمصر الاستفادة من الرفض الإثيوبي لقرار مجلس الأمن بمطالبة الدول التي تعمل في السد “بالإنسحاب منه” لأن إثيوبيا بذلك تخالف قرارات مجلس الأمن، كما يمكن لمصر أن تطالب الدول الأفريقية التي تنوي شراء الكهرباء من إثيوبيا بالتوقف عن شراء سلعة هي محل خلاف بموجب قرارات من مجلس الأمن، ناهيك عن أن صدور مثل هذا القرار من مجلس الأمن الدولي سيتبعه إلزام بعدم تمويل المراحل القادمة للسد والتي تمتد حتى 2024.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]