د. أيمن سمير يكتب: عزل جورج واشنطن

د.أيمن سمير

رفعت سيدة الأعمال والنائبة الجمهورية في مجلس النواب عن منطقة غرب ولاية جورجيا مارجوري تايلور جرين دعوى قضائية لعزل الرئيس الجديد “جو بايدن”، وقالت في الدعوى إن بايدن غير لائق لأداء مهام منصبه لأنه متورط هو وعائلته في الفساد في أوكرانيا عندما حصل ابنه هانتر على ملايين الدولارات بدعم من والده “بايدن” الذي كان يعمل وقتها نائب للرئيس باراك أوباما، وترى مارجوري تايلور جرين في دعواها أن عزل الرئيس بايدن يجب أن يتم فوراً لأن استمراره في البيت الأبيض يضر بمصالح الشعب الأمريكي، ورغم أن مارجوري توصف بأنها تنتمي “للمتشددين” ضد الحزب الديمقراطي إلا أن مثل هذه الدعوى تؤكد أن مسلسل التجاذبات السياسية في الولايات المتحدة يستعد للبداية وليس النهاية، فما هي مبررات هذه الدعوى؟ وما علاقة كل ذلك بمحاكمة دونالد ترامب بعد الخروج من البيت الأبيض؟ وإلى أي مدى يمكن محاكمة الرئيس السابق باراك أوباما، ومؤسس الولايات المتحدة جورج واشنطن؟

محاكمة بعد العزل

يسمح الدستور والإجراءات القانونية الأمريكية بمحاكمة الرئيس الأمريكي بعد خروجه من السلطة، وبدأت بالفعل إجراءات المساءلة الثانية للرئيس ترامب عندما دعم 232 نائبا في مجلس النواب محاكمته مقابل 197 نائبا عارضوا ذلك من إجمالي عدد مجلس النواب البالغ 435 مقعداً، لكن محاكمة ترامب بعد ترك منصبه تشكل سابقة فريدة في التاريخ الأمريكي، فلم تتم محاكمة أي رئيس من قبل بعد خرجه من السلطة، بل كان الشائع أنه بعد فترة من الزمان يتم العفو عن الرئيس المستقيل أو الذي تعرض للمساءلة والمحاكمة، ومثال على ذلك إشادة الرئيس بيل كلينتون عام 1994 بإنجازات الرئيس المستقيل ريتشارد نيكسون عند حضور بيل كلينتون جنازة نيكسون قائلا: “أتمنى أن يكون الحكم اليوم على الرئيس نيكسون شاملا لحياته كلها ومهنته، وليس أقل من ذلك”، وجاء هذا العفو وهذه الإشادة بنيكسون رغم أن سبب استقالته كانت فضيحة “ووتر جيت” الشهيرة بحق الحزب الديمقراطي، وهو ما يمكن وصفه بنوع من السمو السياسي من رئيس ديمقراطي “بيل كلينتون” بحق رئيس جمهوري “نيكسون”.

 العزل قبل “نزع الثقة”  

ورغم أن هناك شكوكا هائلة في قدرة الديمقراطيين على الحصول على تأييد نسبة الثلثين “67 صوتا” لإدانة ترامب في مجلس الشيوخ في 8 فبراير القادم، إلا أن الهدف ليس الإدانة والعزل من المنصب، لأنه أصبح بالفعل خارج المنصب، لكن إذا نجح الديمقراطيون في ذلك سيقومون بالخطوة التالية، وهي “نزع الثقة” عن ترامب، وهي خطوة سهلة من الناحية الإجرائية لأنها لا تتطلب إلا موافقة 50+1، وهذا يمكن أن يتحقق للديمقراطيين بحضور كمالا هاريس لتعزيز أغلبية الديمقراطيين، حيث يتساوى الديمقراطيون والجمهوريون بـ 50 مقعدا لكل حزب، وفي حال التساوي يكون صوت نائب الرئيس هو المرجح، كما يمكن للديمقراطيين الحصول على صوت السناتور الجمهوري ميت رومني لنزع الثقة عن ترامب، وهو ما يعني عدم قدرة ترامب على ممارسة السياسة في المستقبل، سواء بالترشح لانتخابات 2024 أو تأسيس “حزب باتريوت” الذي يأمل ترامب في تأسيسه نهاية الربيع القادم.

عزل أوباما وجورج واشنطن

ومن المستحيل عملياً عزل الرئيس بايدن كما تسعى مارجوري، نظراً للأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الذي يقوم بدور النيابة العامة وتحديد لائحة الإتهام، إلا أن دعوى مارجوري تؤكد أن السنوات الأربع القادمة من حكم بايدن لن تكون مستقرة، خاصة أن عزل رئيس بعد خروجه من البيت الأبيض ثم “نزع الثقة” عنه يفتح الباب واسعاً أمام أعضاء جمهوريين لعزل رؤساء ديمقراطيين سابقين، وخير مثال لهذا الأمر تصريحات السيناتور لينزي جرهام الذي قال لشبكة فوكس نيوز إن عزل ترامب بعد خروجه من السلطة بسبب أخطاء ارتكبها وهو في الحكم سيفتح الباب واسعاً لمحاكمة رؤساء آخرين ارتكبوا أخطاء مشابهة وأدت لإزهاق أرواح الأمريكيين، وتحدث جراهام وغيره من الجمهوريين عن إمكانية طرح محاكمة الرئيس الأسبق باراك أوباما لأنه لم يحم الدبلوماسيين الأمريكيين في بنغازي، وهو ما أدى لمقتل السفير كريستوفر هيل و3 دبلوماسيين عام 2012، ويتهم أوباما ونائبة جو بايدن ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بالتقاعس في حمايتهم، ووصل الأمر بالبعض للمطالبة بمحاكمة الرئيس الأول ومؤسس الولايات المتحدة جورج واشنطن، لأنه كان يقتني العبيد في بيته.

هذا السجال السياسي يؤكد أن محاكمة ترامب، سواء انتهت بعزله ونزع الثقة منه أم لا، لن تنهي حالة الاستقطاب في الولايات المتحدة، فإذا لم يكن ترامب قادرا على الدخول في انتخابات 2024 فإن وجوها جمهورية مثل مارجوري تايلور جرين قد تكون أشد خطورة على الولايات المتحدة من ترامب، وهو ما يؤكد أن المسلسل الهزلي الذي بدأ في الولايات المتحدة لن ينتهي قريباً.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]