د. جهاد عبد الكريم ملكة يكتب: نتنياهو وحماس.. حتمية الصدام

 

الوفد الأمني المصري الذي يتنقل بين تل أبيب ورام الله وغزة لينقل الرسائل بين أطراف الصراع على “غزة”، نشيط جدا هذه الأيام نظرا لسخونة الموقف ونظرا لأن الأطراف الثلاثة آنفة الذكر على عجلة من أمرها لحسم الملف “الغزي” قبل استحقاقات قادمة لكل طرف منها، فالاستحقاق الأهم هو لرئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو والذي يريد تسجيل بعض النقاط قبل ذهابه الى الانتخابات في سبتمبر القادم، فهو يريد خوض الانتخابات وقد سجل نقاطا ضد حماس إن لم يستطع حسم ملف غزة بالنسبة لإسرائيل.

ماذا يريد نتنياهو من حماس؟

بنيامين نتنياهو، السياسي المتورط في قضايا جنائية، ومتهم بالفساد، وبعد أن وصل الى الكنيست في 9 ابريل/ نيسان الماضي منتشياً بالانتصار على خصمه اللدود، فتى الحانات الروسي “أفيغدور ليبرمان” زعيم حزب اليهود الروس “إسرائيل بيتنا”، وبعد أن كان من المفترض أن يحتفل “الكنيست” بحكومة نتنياهو الخامسة ويُشرَع له تشريعات قانونية “شخصية” لتخليصه كمتهم من طائلة القضاء وتسديد ضربات قاصمة لخصومه السياسيين، ليجد نفسه عالقا في انتخابات جديدة وفرص نجاحه ضئيلة، خاصة بعد دخول رئيس الوزراء السابق إيهود باراك الى حلبة المنافسة، ليجد نتنياهو أن “قصتة انتهت” وان انتخابات جديدة قادمة في 17 سبتمبر/ أيلول 2019، وبعدها تشكيل الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد شهر من جلسة الاستماع لنتنياهو، يعني أنه لن تكون هناك حصانة ولا تغليب للكنيست على المحكمة العليا، وإنما لائحة اتهام تجعله من الماضي، لذلك فهو الآن يريد خلط الأوراق وتسجيل نقاط جديدة على حساب “غزة”، فهو يريد من حماس أن تفرج عن جنوده المأسورين لديها وبدون ثمن باهظ كما في الصفقة الماضية “وفاء الأحرار”، ووقف كل أشكال المقاومة المسلحة وحتى السلمية “الخشنة” كالبالونات الحارقة وقطع الشيك الأمني، وعليها اثبات أنها جديرة بحكم غزة والسيطرة عليه، كي يتم رفع جزئي للحصار ثم بعد ذلك الذهاب الى مفاوضات حول مصير غزة واعتراف حماس بإسرائيل وحقها بالوجود، ومن ثم اعتراف إسرائيل بحركة حماس كحاكم لدولة غزة بعد أن يتم التوافق على حل لمشكلة سلاح المقاومة، وهذا السيناريو لا يمكن أن يحدث طالما بقي شرفاء في حماس.

ماذا تريد حماس من نتنياهو؟

لا شك بأن إسرائيل سهلت لحماس سيطرتها على غزة قبل 12 عاما عبر أدواتها في السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية، ليس حبا في حماس، بل من أجل انتزاع تنازلات سياسية مؤلمة من حماس ومن الكل الفلسطيني، وإحداث انفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي حصر كل القضية الفلسطينية في غزة، وبالفعل قامت إسرائيل بالسماح بتسمين حماس في غزة عبر دخول مساعدات لها بأشكال مختلفة كقوافل المساعدات من كل العالم وعبر الموافقة على مشاريع بنية تحتية وأبراج سكنية كما فعلت قطر بمدينة حمد وغيرها من المشاريع، وفي لحظة معينة شددت إسرائيل من حصارها على قطاع غزة وبدأت حماس بالترنح من وطأة هذا الحصار، لتخترع ما سمي بمسيرات العودة وكسر الحصار، كحل اجباري من أجل كسر الحصار عنها. وبعد عام من هذه المسيرات وآلاف الضحايا، وفي محاولة لتخفيض التوتر الذي كاد يتسبب في اندلاع الحرب الرابعة بينهما، تم التوصل الى تفاهمات تهدئة مع إسرائيل عبر الوسيط القطري، وتشمل هذه التفاهمات السماح بإدخال المساعدات المالية القطرية لغزة، والتي تقدر بحوالي 30 مليون دولار، مقابل وقف ما يسمي بالوسائل الخشنة من اطلاق للبالونات الحارقة وضمان عدم اقتراب المتظاهرين من السياج الحدودي في مسيرات العودة، ووفق تفاهمات التهدئة يسمح بالصيد البحري ضمن حدود 15 ميلا بحريا، والتي لم تلتزم بها إسرائيل وتلاعبت بها، وكان آخرها أمس الأول عندما قتلت إسرائيل محمود الأدهم (أحد عناصر كتائب القسام) على حدود قطاع غزة عندما كان يمارس مهامه في حفظ الأمن تطبيقا للتفاهمات، فكان رد الناطق باسم حماس بأنه “ستكون التفاهمات معها (إسرائيل) في مهب الريح ما لم تتوقف عن جرائمها بحق شعبنا، وتلتزم بمتطلبات حالة الهدوء وتنفيذ بنود التفاهمات دون تلكؤ وتباطؤ”.

خلاصة القول: لا حماس تستطيع الانتظار أكثر أمام هذا الحصار المطبق عليها، ولا هي تستطيع تقديم المزيد من التنازلات، ولا نتنياهو مستعد أن يقدم طوق النجاة الى حماس وهو يراها تترنح وعلى وشك السقوط، ولا يستطيع تقديم المزيد من التنازلات، وهو على استعداد للتضحية بكل شيء كي يبقى في رئاسة الحكومة ولا يكون مصيره السجن. لذلك فإن مواجهة قادمة بين حماس وإسرائيل هي الحل الأمثل لكل الأطراف من أجل الخروج من هذا المأزق، وبعد الانتهاء من تلقي الضربات سيجلس الطرفان ويتفقان من جديد!.

*باحث مختص بالشؤون الاسرائيلية

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]