د. حسام الدجني يكتب: انتصار الأسرى.. قراءة ما بين السطور

حسام الدجني

منذ اليوم الأول لإعلان الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية عن خطواتهم الاحتجاجية للرد على إجراءات مصلحة السجون بحق الأسرى، والتي بدأت بالعصيان داخل السجون وكان من المقرر أن تنتهي في الأول من شهر رمضان بإضراب مفتوح عن الطعام، وهو ما كان يعزز بأن سيناريو انفجار المشهد في الأراضي الفلسطينية في شهر رمضان سوف يتعزز.

السؤال: ما الذي العوامل التي دفعت حكومة نتنياهو للتراجع عن القرارات العقابية للأسرى؟ وما هي السيناريوهات المحتملة خلال شهر رمضان؟

أولاً: العوامل التي دفعت حكومة نتنياهو للتراجع.

ثلاثة عوامل رئيسية دفعت حكومة نتنياهو للتراجع عن الإجراءات العقابية بحق الأسرى، وحسب معلومة خاصة من داخل السجون تؤكد أن مصلحة السجون نقلت صلاحية فرض إجراءات عقابية بحق الأسرى إلى مصادقة المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت).

  1. صلابة ووحدة موقف الحركة الأسيرة، وهذا من أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق انتصار الأسرى.
  2. سخونة الأحداث في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعلى الأراضي الفلسطينية كان من الدوافع التي ضغطت على نتنياهو للتراجع عن القرارات لتفكيك المشهد الأمني على الأرض.
  3. مطالب الأسرى تلقى قبولاً دولياً وضمن حقوق الأسير الطبيعية المشروعة بالقانون الدولي الإنساني.

ثانياً: السيناريوهات المحتملة

لا يختلف اثنان بأن صمود الأسرى وموقفهم الموحد شكل انتصاراً للحركة الأسيرة أمام قبضة السجان، ولكن ينبغي أيضاً الانتباه لما يمكن أن يكون بين السطور، عبر:

السيناريو الأول: احتواء المشهد عبر خفض حدة التوتر.

يعمل على تحقيق هذا السيناريو ثلاثة أطراف وهم: السلطة الفلسطينية – حكومة نتانياهو – الأطراف الإقليمية والدولية، ويتقاطع مع نتائج مؤتمرات العقبة وشرم الشيخ والتي من المؤكد أنها ناقشت خفض التوتر تمهيداً لتحمل السلطة لمسئولياتها الأمنية، وهنا ثمة احتمال كبير بأن ملف إضراب الأسرى واقتحامات المسرى (الأقصى) كانوا على أجندة القمم الأخيرة، ما دفع الإدارة الأمريكية لممارسة ضغوطاً على حكومة نتنياهو لتطبيق ذلك عبر الرضوخ لإرادة الأسرى، ولكن الهدف هنا ليس إنساني وقد يرافقه عدة إجراءات مثل: الحد من اقتحامات المسجد الأقصى والإجراءات الاستفزازية التي تمارس بحق الفلسطينيين في القدس – إعادة جثامين للشهداء – الإفراج عن أموال المقاصة بما يضمن تحسين الواقع الاقتصادي في الضفة المحتلة – الحد من عمليات التوغل داخل المدن الفلسطينية – إعادة الاعتبار شكلاً للمسار السياسي ضمن الخطاب الاعلامي للأطراف المقررة.

يهدف هذا السيناريو لتبريد جبهة الضفة الغربية والقدس وتحييد جبهة قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفطر السعيد، على أن تبدأ السلطة الفلسطينية بتنفيذ المطلوب منها بضبط الحالة الأمنية عبر استيعاب الحالات العسكرية، وتوجيه ضربات أمنية لمن يرفض الاحتواء.

التحديات أمام تطبيق سيناريو الاحتواء:

هناك أربعة تحديات تقف خلف نجاح هذا السيناريو وهي:

  1. تركيبة حكومة نتنياهو الفاشية تشكل تهديد لتطبيق هذا السيناريو، نظراً لرؤيتها السياسية نحو القدس والضفة وفلسفة حسم الصراع التي تتبناها.
  2. حالة الغليان والغضب داخل الشارع الفلسطيني، وحجم الحاضنة الشعبية للحالات العسكرية في الضفة الغربية انطلاقاً من إيمان الرأي العام بأن المسار السياسي والأمني الحالي يهدف لخدمة أجندات شخصية وليس مصالح وطنية.
  3. وجود فواعل رئيسية في الحالة الفلسطينية ستعمل على إفشال هذا السيناريو وهم فصائل المقاومة وعلى وجه التحديد حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
  4. عدم قدرة أي من الأطراف المشاركة توفير ضمانات حقيقية لتنفيذ هذا السيناريو في ظل ضعف السلطة وتآكل مشروعيتها السياسية والشعبية، وكذلك التحديات التي تعترض حكومة نتانياهو داخلياً عبر المسيرات التي تزداد يوماً بعد يوم زخما وقوة وتأثيراً.

 

السيناريو الثاني: انفجار المشهد

رغم كافة المحاولات لضمان عدم انفجار المشهد في الأراضي الفلسطينية، وعمل الوسطاء على كافة الجبهات إلا أن هذا السيناريو يبقى قائماً، ويؤثر به المحدد الميداني، ويعززه فاشية الحكومة الصهيونية، وإجرام مليشيات المستوطنين، وتصريحات سموتريتش التي تعكس حقيقة النوايا الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني والعربي، وفقاً لهذا السيناريو فإن الفاعل المؤثر به هم الميدان، ومن يحدد جغرافية الميدان الأطراف المؤثرة والمقررة، فهل سيكون الانفجار محصوراً بأراضي الضفة المحتلة أم قطاع غزة أم شاكلاً لكافة الساحات، وواضح أن غرفة العمليات المشتركة في الفترة الأخيرة باتت تمارس سياسة جديدة يصعب على العدو والصديق فهمها، من حيث حجم الرد ومكانه إلخ…

 

الخلاصة: انتصر الأسرى، وعادت ثلاثة جثامين وربما يزيد، ولكن مطلوب مزيد من الخطوات الوطنية التي تفشل ما يسعى له نتنياهو، فثورة شعبنا في الضفة الغربية تربك مستقبل نتنياهو، وتعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني، وتأخذ بيد السلطة وكادرها إلى المربع الصحيح مربع الاشتباك مع الاحتلال على كافة الجبهات السياسية والعسكرية والأمنية والقانونية إلخ…

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]