د. حسام الدجني يكتب: رسالة إلى البرلمان الأوروبي

أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا منتصف الشهر الجاري بعنوان: “آفاق حل الدولتين إسرائيل وفلسطين”، واعتمد القرار على تقرير الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط السيد سفن كوبمانس.

أهم مرتكزات القرار: (الحفاظ على حل الدولتين مع الأخذ بعين الاعتبار قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب، والتي تتضمن حركتي حماس والجهاد الإسلامي – وقف البناء الاستيطاني – إعادة الجنود المأسورين لدى المقاومة إلى دولة الاحتلال – حق الشعب الفلسطيني في موارده الطبيعية).

ضمن المرتكزات الأربعة أبرق برسالتي إلى البرلمان الأوروبي، بداية أشكر الاتحاد الأوروبي على اهتمامه بالقضية الفلسطينية، ومحاولاته الدؤوبة في إيجاد حل لها، ودعمه المستمر للفلسطينيين سواء بشكل مباشر في دعم موازنة السلطة الفلسطينية أو غير مباشر من خلال دعم الأونروا ومؤسسات المجتمع المدني، وصندوق إقراض البلديات وغيرهم.

أيضًا أثني على ما جاء في قراركم بأن إسرائيل نسفت حل الدولتين عندما تجاوزت القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن وضاعفت عدد وحداتها الاستيطانية وفق ما جاء في تقريركم بأنه تضاعف عدد الوحدات الاستيطانية الجديدة مقارنة بعام 2020 (من 6288 إلى 14894) كجزء من اتجاه التوسع الاستيطاني الإسرائيلي المستمر.

ما جاء عليه قراركم في تقويض حل الدولتين بسيط بالمقارنة بسياسة الأمر الواقع التي تفرضها قوات الاحتلال وإجراءاته التي تقوض عملية السلام وحالة الاستقرار، والتي تأخذ أشكالا مختلفة لم يتناولها قراركم وأهمها جرائم الاحتلال من تمييز عنصري، والاقتحامات المتكررة لأراضي السلطة الفلسطينية وما يترتب عليها من اعتقالات واغتيالات ليس آخرها اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة.

لكن أشعر بالخجل عندما أكتب بأن سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية تبدو تابعة للسياسة الأمريكية المنحازة بشكل لافت لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وعليه مخرجات قراركم الأخير غير متزن أو غير موفق في قراءة الواقع الراهن ومتغيراته، وأهم أوجه ذلك هو التعاطي مع بعض المكونات الفلسطينية ذات الحضور الواسع في الحلبة السياسية الفلسطينية وهي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، واستمرار تصنيفهم على قوائم الإرهاب الدولي، دون النظر على الطرف الصهيوني واليمينية الفاشية التي هي الإرهاب بعينه داخل دولة الاحتلال، والتي يمثلها سمو ترييش وبن خفير ونتنياهو.

سؤالي للاتحاد الأوروبي وبرلمانه: ألم تقم حركتا حماس والجهاد الإسلامي بوقف العمليات الاستشهادية…؟ هل قرأتم وثيقة حماس السياسية عام 2017م وحالة التحول في الموقف من حل الدولتين…؟ ألم يتابع الاتحاد الأوروبي حالة الحشد الجماهيري في مهرجان انطلاقة حركة حماس قبل أيام في ساحة الكتيبة بعد 16 عاماً من الحصار والعزل السياسي، ألم يراجع الاتحاد الأوروبي استطلاع بعثته الخاص في مارس 2021م حول الانتخابات التشريعية التي تم تأجيلها بمرسوم رئاسي وكان هذا الاستطلاع – حسب معلومات خاصة – أحد أسباب التأجيل حيث منح حركة حماس المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، ألم يراجع الاتحاد الأوروبي انقلابه على خيار الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات التشريعية 2006م.

وفقاً لكل ما سبق العدالة الغربية ينبغي أن تنطلق من مسارين: إما رفع حماس والجهاد الإسلامي عن قوائم الإرهاب الدولي والتعاطي معهم كجزء من الحل وليس المشكلة والسماع منهم مباشرة وليس عنهم، أو الذهاب للمسار الثاني وهو تصنيف نتنياهو وبن خفير وسموتريتش وغيرهم على قوائم الإرهاب لدعمهم للاستيطان المخالف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وحصارهم لقطاع غزة ضمن سياسة العقاب الجماعي، وتهويدها للمقدسات وممارستها لسياسة التمييز العنصري عبر تأييدهم لبناء الجدار الفصل العنصري.

أشكر البرلمان الأوروبي على رفضه البناء الاستيطاني، وهذا بحاجة إلى قرارات أكثر جرأة نحو مقاطعة إسرائيل ومحاكمتها لانتهاكها القرار 2334.

المرتكز الثالث في القرار يتمثل في إعادة الجنود المأسورين لدى المقاومة إلى دولة الاحتلال، وهنا أرجح أن قائد المقاومة محمد الضيف معنى بعودتهم أكثر من نتانياهو ومن البرلمان الأوروبي نفسه، وأنا هنا أدعم توجه البرلمان الأوروبي ومعي الكثيرين، ولكن شهد القرار سقطة خطيرة بعدم تناول ملف 5000 أسير فلسطيني، وعشرات الجثامين لشهدائنا المحتجزة في مقابر الأرقام، وهنا أدعو الاتحاد الأوروبي لأن يلعب دوراً إيجابياً في عودة الجنود عبر إسناد الدور المصري في إبرام صفقة تبادل قد تؤسس لحالة من الاستقرار والهدوء في جميع الأراضي الفلسطيني، من خلال عودة جميع الجثامين، والإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين.

المرتكز الرابع، وهو حق الشعب الفلسطيني في موارده الطبيعية، وهنا أثني على هذا القرار العادل و المنسجم مع القانون الدولي، ولكن يبقى على الاتحاد الأوروبي العمل لإسناد الفلسطينيين في تطبيق هذا القرار ووقف عمليات القرصنة الصهيونية في عرض البحر لسرقة الغاز الفلسطيني.

الخلاصة: ما يتمناه الفلسطيني أن يعيش مثله مثل باقي الشعوب على هذه الأرض وهو يتمتع بكل أشكال السيادة بعيداً عن الاحتلال وجرائمه.

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]