د. طلال الشريف يكتب: تدني فرص التصدي بمرور الوقت إذا لم يتوحد الموقف الفلسطيني عمليا في مواجهة الصفقة

د. طلال الشريف

وحدة الموقف الفلسطيني أمر مطلوب سريعا نظريا، وعمليا، رغم أنه من  الواضح ومن الناحية العملية بالذات أن الفلسطينييين لم ولن  يتحدوا في مواجهة صفقة القرن حتى الآن ولن يتصالحوا على ما يبدو،  وسنصل للوقت الحرج من غياب الجاهزية، دون وحدة ودون خطة توازي التحديات وحالة الارتباك المتصاعدة دون التصدي ومواجهة صفقة ترامب.. وهذا يوجب الطلب والتكرار  للوحدة.

لا ندري حتى الآن بالضبط  من الذي سيسقط صفقة القرن، فحماس بتصريحاتها وببياناتها تقسم بأغلظ الأيمان بأن لديها من القوة والأوراق ما يكفي لإسقاط صفقة القرن، وأن غزة التي تحكمها وتسيطر عليها هي الصخرة التي ستتكسر عليها الصفقة التي يمررها عباس ورام الله منذ زمن بعقوباته على قطاع غزة.

في المقابل عباس ورام الله يتهمون حماس بتمرير صفقة ترامب والسعي لدولة غزة عبر قطر وتركيا والتهدئة والأموال القطرية كموطئ قدم لجماعة الإخوان في صفقة القرن، وأنهم في رام الله هم قادرون على إفشال الصفقة والقلم الذي يتحكم في التوقيع هو في يد أبو مازن ..

هذا الذي يقوله كلاهما، كله كلام في كلام، رغم ما ذكرناه، ونذكر به مجددا، بأن أخطر بنود الصفقة وهي مصادرة القدس كاملة، وإقرار قانون يهودية الدولة والعمل بهما قد تم تمريرهما دون تصدٍ أو إعاقة سلمية أو خشنة من الفلسطينيين شعبًا وحكامًا، ومضى عليهما وقت وما زالت صيغة التهديدات والخطابة هي الصادرة عن الجميع الفلسطيني دون طحين.

من الناحية النظرية لم يتأخر أي فلسطيني فردا كان أو جماعة عن رفض صفقة العصر، لكن من  الناحية العملية، لم نجد تجمعا حزبيا أو مهنيا أو تكتلا سياسيا أو تحالفا أو جبهة إنقاذ لديها خطة أو تحرك عملي وجماهيري أو حتى عمل مقاوم من فصائل المقاومة يشوش على ترامب مثلا، رغم أن أخطر ما في صفقة القرن قد تم تطبيقه عمليا، وأصبحت القدس عاصمة إسرائيل، ولم يفعل الجميع شيئا، فماذا فعلت السلطة والتنظيمات سوى الشجب والتهديد، فكيف ستكون الحال في القادم من بقية  صفقة القرن؟

الانقسام أصبح بلا عودة بهذا الشكل الذي تدار به السياسة في بلدنا، والمعاناة تتضخم، والتعبئة العمياء تتكرس في طريق اللا عودة، وصفقة القرن تداهمنا،

فهل أصيب شعبنا بالعقم من اتخاذ المواقف التاريخية والشجاعة لإخراجنا من محنتنا؟

شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة أكبر من كل الأحزاب والحركات والمجموعات التي عطلت حياتنا وأربكت مسيرتنا وغيبت مجالسنا التمثيلية والتشريعية.. هذا وقت ضائع من تاريخ شعبنا وقضيتنا.. سينهض هذا الشعب بإبداعه طريقا جديدا كما عودنا ويسبق كل قياداته.

إن الشعب الفلسطيني من المحيط إلي الخليج والمهجر، بشكل عام، وفي الضفة الغربية، وقطاع غزة، وداخل الخط الأخضر بشكل خاص، مطالب اليوم، بأن يقول كلمته، ويعبر عن إرادته الرافضة للصفقة ولاستمرار الانقسام، واللعب بمصيره، ومصير قضيته بطرق عملية شعبيًا وجماهيريًا وما كفلته القوانين الدولية من حق التصدي للمتآمرين على شعب ووطن.

إذا كانت، لدينا، فصائل، وأحزاب، ما زالت، وجهتها فلسطين، فعليها التحرك. وإذا كانت، لدينا، مؤسسات أهلية، واجتماعية وجهتها هي النهوض فعلاً، بالشعب، والقضية، والتصدي للصفقة وتصفية القضية، عليهم جميعا التحرك، بالضغط فورا  لإعادة الوحدة إلي قضيتنا ورفض الانقسام.. على طريق إفشال الصفقة.

أناشد الشعب العربي الفلسطيني، أن يخرج بقوة، إلي الشارع، لرفض استمرار قادته، في اللعب بمصيره، وعليه أن يقول كلمته دون خوف من أجهزة أمنية باتت تحمي الحكم والحزب وليس القضية الوطنية.

إن الفعل الجماهيري، المغيب عن الساحة الفلسطينية، بفعل الانقسام الحالي، يجب أن يستعيد دوره، بعد أن أصبحنا على شفا حفرة، من الضياع والتشتت.

حماس وعباس وكل الفصائل لم يحرروا شبرا من أراضينا إلى اليوم، وها نحن الفلسطينيين جميعا نحاول أن نقول أو نفعل  شيئًا نبني عليه لإصلاح ما خربوه، لعلنا نكون غدا شعبا واحدا في مواجهة الصفقة، بعد أن قسم هؤلاء السكارى بالسلطة الوطن قبل تحرره.

عندما نصبح أحرارًا في دواخلنا، نستطيع بعدها تحرير الوطن، أما بهكذا حال، فكيف يمكن أن نتصدى للصفقة ونحافظ على حقوقنا ووجودنا على أرض هذا الوطن؟

المواطنون أصبحوا عبيدا لأجندات خاصة لحماس وعباس، وهم وأجهزتهم يصادرون كل حقوق الناس، وأضعفوا حال الشعب والقضية وهم من يتحمل مسؤولية مرور الصفقة إذا لم يتوحدوا في التصدي لها بطريقة عملية موحدة قبل مرور الوقت.

ما يفعلونه الآن دون مصالحة “الوقت الحرج”  هو ليس سذاجة سياسية أو عدم فهم فيما هو مقبل، لا، فهو محاولة التفاف على أي إمكانية لحراك شعبي ضدهم  وضد الصفقة وضد المحتل.

فالذي يترك هذه الحالة الفلسطينية الضعيفة والمنقسمة بهذا الشكل المزري هو بالبطع لا يمثل الشعب، بل يمثل أجندات ومصالح خاصة فيما سترون من حقيقة مرة بمرور الأيام ويتضح كذبهم وتدليسهم على شعبنا.. هم يتبادلون الأدوار لتنفيس كل جهد شعبي للخروج من الأزمة، فليس لديهم حلول لقضايا الحياة ولا قضايا التحرر وآفاق نجاحهم في التصدي لصفقة القرن متحدين تكاد تكون معدومة، فما بالك بما وصلنا له من ضعف وتشرذم وضياع بسببهم.

عباس وحماس غير مؤتمنين على مصير شعبنا وقضيته إذا لم يتوحدوا قبل الصفقة فهم كذبوا على شعبنا كثيرا وزادوا عذابات الناس حتى هذه اللحظات، فهل يؤتمنون من جديد لمواجهة الصفقة بهكذا حال؟ وهكذا تمزق يتحملون هم مسؤوليته؟

عندما (حماس وعباس) لا يحترمون أنات وعذابات شعبنا ولا يستجيبون لتوسلات شعب صبر على ظلمهم عقدًا ونيفا،  فعليهم أن يعرفوا ألا مكان لاستمرار خداع الناس ما دمتم لم تتصالحوا حتى طرح الصفقة.

القصة مصير وطن وشعب وليس خلافا في مجلس تشريعي أو خلافا على وزارة أو مكاسب حزبية أو ذاتية.. لا أمان لمن لم يكن أمينا على مصالح الوطن والشعب والقضية وانشغل في مصالح حزبه وذاته وقدمها على الوطن.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]