د.طلال الشريف يكتب: لنبني حزبا للوطن وليس لقادته وأعضائه.. فنحن تحت الاحتلال

د.طلال الشريف

البناء الحزبي المطلوب لا يتعلق بهدف حل الأزمة الآنية في نظام الحكم والانقسام، فهذه قضايا أصبحت معقدة جدا، تتداخل فيها عناصر أكثر تعقيدا من موضوع الاحتلال، فمحددات إنهاء الاحتلال محفوظة غيبا عند أي سياسي  إما التفاوض أو النضال.

الكثيرون يتصورون أن حل الانقسام وتغيير الحكام سيؤدي إلى إنهاء الاحتلال، فالاحتلال لم ينته قبل الانقسام وقبل فساد الحكام رغم إعاقة هاتين الجزئيتين تطور الحالة الوطنية لإنهاء الاحتلال، ولكنها لم تكن السبب في استمرار الاحتلال، بل كانت الرؤية والأدوات غير قادرة على إنهاء الاحتلال سابقا.

أي أن الخلل كان في مفاهيم الحركة النضالية وكيفية بناء أدواتها، وأول هذه الأدوات هي التنظيمات أي الأحزاب ولم أقصد هنا أدوات تنفيذ برامج الأحزاب سلميا أو عسكريا.

من هنا أتفق مع أي فكرة تطرح تكوين الأحزاب أو الأجسام السياسية، ولكن ما هي هذه الأجسام المطلوبة للتوازي مع قدرات الاحتلال السياسية لتتفوق عليها في لحظات الممارسة الصحيحة فتنهي هذا الاحتلال عسكريا أو تفاوضيا؟

هذا هو الموضوع، بمعنى الحزب القادر على بناء كادر نوعي يلعب سياسة، وأن يكون العضو الحزبي ليس عددا، بل مثقفا عضويا فاعلا وسياسيا قادرا لديه كفاءة متكاملة للعمل السياسي في نظام حزبي ديمقراطي وليس تبعيا وشلليا ومصلحيا، فهذه الثلاث صفات هي أعطاب تنفي القدرة على التمييز والصراع مع الاحتلال، ولن يتقدم حزب يُبنى على تلك الأعطاب، على كفاءة المحتل لطرده، لأنه في الأصل غير قادر على النقد ومواجهة أخطاء القادة والرؤى والخطط، والأهم مثل هؤلاء الأعضاء الحزبيين بالتأكيد هم غير قادرين على تطوير عمل الجسم السياسي، الذي يعملون تحت رايته وقيادته لهزيمة المحتل بالتفوق عليه.

إن أردنا البناء فلنبني متجاوزين الانقسام والسلطة ورجال الحكم، وبوصلتنا تعزيز القدرة السياسية لتفوق قدرات الاحتلال عزيمة وعملا ونظاما، فجميعنا رأى قدرات وخيبات أحزابنا في إدارة شؤون الناس والمجتمع بعيدا عن الاحتلال، رام الله وغزة كنموذج حي.

نبني عضويات حزبية ذات قدرات سياسية وليس هتيفة وشلل ومصالح صغيرة كادت، أو أنها أودت بقضيتنا وأجيالنا وأصبحنا في تيه كبير أساسه العضو الحزبي غير القادر على العمل السياسي الحقيقي.

لنبني حزبا للوطن وليس لقادته وأعضائه.. فنحن تحت الاحتلال.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]