د. طلال الشريف يكتب:  هذا هو الطريق 

لم تعد حماس مهمة.. ولم تعد فتح مهمة.. ولم تعد السلطة مهمة.. ولم تعد خارطتنا السياسية تلفت النظر.
علام نختلف؟.. وأي مجنون فينا لايزال ينحاز لأحد؟.. وأي عاقل ـ بين قوسين إن تبقي فينا عقلاء ـ يعطي وقتا ليفكر أو يكتب مبادرة أو يطرح حلا للخروج من أزمتنا؟!.
لا تتعب بالك.. فالجرح في الصدر غائر، وكل ما يلفنا غادر، فابتسم وغادر إلى فن اللامبالاة، آخر وصفة لعلم النفوس، فكل نفس فينا تحتاج علمًا خاصًا، هكذا فعلوا بنا فلا تنتظر، فليس هناك قائمة إنتظار وكل ما أمامنا تكرار.
تعالوا إلى فن اللامبالاة.. هناك يوجد طريق ثالث.
لا يوجد لدينا مشكلة.. ومن قال إن هناك مشكلة؟
نحن ننكر أن لدينا مشكلة، هم الساسة من لديهم مشكلة ونحن ندفع ثمن الإهتمام بهم وثمن أشياء أخرى ليست مهمة مثلهم، لأننا تركنا معرفة ما لا يهتمون به ومشينا خلفهم.. هم لا يهتمون بصحتنا ويهتمون بعدد شهدائنا، وعلينا أن نهتم بصحتنا وليس بعدد شهدائنا مثلهم، هم يهتمون بمصالحهم الخاصة ويقطروننا خلفهم كالثيران في الساقية، والأولى أن نهتم بما لا يتهمون به، وهي مصالحنا، فهم يخدعوننا بطريقة أو بأخرى، بأن مصالحنا هي مصالحهم بكلام مصفط عن الوطن والوطنية وتضيع مصالحنا، هم يهتمون بصحتهم ونسلهم على حساب صحتنا ونسلنا، وعلينا معرفة ما نهمله من صحتنا ونسلنا لأجلهم، فلا تبالوا بمصالحهم واعرفوا مصالحكم، ولا تبالوا بصحتهم وحافظوا على صحتكم.
هم يهتمون بمراكزهم ويسحبوننا وراءهم لذلك، بالتدليس باسم مركزهم القيادي وقيادي على ماذا؟.. فمراكزهم هي اقتناص الفرص للضحك علينا، وعلينا إتباع اللامبالاة لمراكزهم السياسية والتنظيمية ومعرفة أين مراكزنا الحياتية والمجتمعية نحن.. هم يأخذوننا لما لا نعرفه ويخدرون وعينا بمصطلحات الدين والوطن، وهم لا يفعلونها بل يتاجرون فيها، ونحن نجري وراءهم دون معرفة لما يريدون، ودون معرفة لقدراتنا، فيهزموننا وندفع الثمن، هم أفهمونا ما يستطيعون فهمه، أو يروننا ما يرون أو يتاجرون به، وعلينا معرفة ما نفهم وما هو في قدرتنا ومصالحنا بدلًا من أن نكون كالحمار يحمل أسفارًا.
في كتاب “فن اللامبالاة” لمارك مانسون، ينصح بأن نعرف حدود إمكانياتنا، وأن نتقبلها وندرك مخاوفنا ونواقصنا وما لسنا واثقين منه، وأن نكف عن التهرب والفرار من ذلك كله، ونبدأ مواجهة الحقائق الموجعة حتى نصبح قادرين على العثور على ما نبحث عنه من جرأة ومثابرة وصدق ومسؤولية وتسامح وحب للمعرفة.
الفكرة في فن اللامبالاة في عمقها قائمة علي تقديم معرفة ما لا ينبغي أن نهتم به علي معرفة ما يجب أن نهتم به، وبإختصار أكثر أن تصبح الأولوية لمعرفة ما لا نهتم به… يعني “عصف ذهني متواصل ” يكسر التابوهات التي خزَّنَّاها زمنا دون فائدة فعادت على غيرنا بالنفع وعادت علينا بالدمار والتهلكة، هنا كانت المشكلة وهنا كانوا هم وليس نحن.
من كبريات القضايا الكثيرة التي لا نهتم بها من أجل ما إهتممنا به، وهي كرامتنا أمام مناصبهم وأموالهم وسلطانهم، ولذلك  إهتموا بمعرفة أن كرامتكم أهم من أي شيء آخر حتي لو كان مصلحة الوطن أو مصلحة الشعب، فهذه كذبة أقنعونا بها حين تنتهك الكرامة أو نتنازل عنها من أجل شيء آخر، يجب أن نعرف ما لا نهتم به وأصبح في عقولنا مسكوتًا عنه أمام ما صار من قائمة “المنبغيات”.. فمن وضعها ومن صاغ هذه المنبغيات؟
ما الذي أهملناه أمام منبغياتهم، هي الأسرة فالحفاظ على أسرة متماسكة قوية هي أفضل من منبغياتهم الوطنية أو الحزبية كشعارات لا تتحقق حيث لديهم أو هم المشكلة، فحافظوا على أسرتكم واهتموا بأبنائكم قبل الوطن وقبل التنظيم والقادة الفاشلين، ومن الأشياء التي درجنا علي ما ينبغي ألا نهتم بها أموالنا وجهدنا وتضحياتنا حين دفعناها لما أفهمونا أنه ينبغي الدفع له من الوطن والتنظيم، واكتشفنا أن الوطن والتنظيم هو القائد الذي يكسب المال والجهد الذي ندفعه بعد أن إنفضح الجميع.
 هنا تعالوا ننكر أن لدينا نحن مشكلة، وليس لدينا إحتلال، وليس لدينا فصائل وأحزاب، وليس لدينا إنقسام، وليس لدينا سلطة، وليس لدينا منظمة تحرير، وليس لدينا رئيس، وليس لدينا فساد، وليس لدينا ظلم، وليس لدينا قهر، سياسي أو إجتماعي أو إقتصادي، وليس لدينا شهداء، وليس لدينا أسرى، وليس لدينا جرحى، وليس لدينا عاطلون عن العمل، وليس لدينا خريجون، وليس لدينا أرض مسلوبة، ومن الآخر ليس لدينا شعب، وليس لنا معابر، ولسنا موجودين أصلا هنا، فنحن سراب، أو هواء، أو عنقاء، ولكن حتى كلمة عنقاء حين استخدمناها كانت تسمية “فالسو” ووهم، ففقدت بريقها لأن حضورها لم يكن واجبا حددناه نحن، بل حدده الفاشلون، وما لدينا شيء واحد هو أننا نعاني ولدينا معاناة.
تعالوا لذواتنا ولأسرنا ولبيتنا ولشارعنا ولمسؤولياتنا الأساسية لنعيد صيانتها بعد خرابها، فما تركناه من أجل ما لا يُدرك أضاع الإثنين، المدرك وغير المدرك، وعلينا الإهتمام من جديد باللا مدرك والمنسي، والذي سكتنا عنه وأهملناه طويلا لأجل مدرك خذلنا أمامه سرابهم وأنانيتهم وإكتشفنا بأنه غير متحقق.
فن اللامبالاة ليس ترك للحقيقة والمطلوب، ولكن لن يتحقق المطلوب حين ننسى عقلنا وكرامتنا وأسرتنا وإنسانيتنا وصداقتنا وأهدافنا ومصالحنا التي عطلوها طويلا، ولم تنتج خزعبلاتهم طحينا ولا تحررا ولا سلاما ولا وطنا ولا حياة.. زي الخلق!!.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]