د. عزام شعث يكتب: عن الانتخابات الفلسطينية المؤجلة وذرائعها!

د.عزام شعث

 يواجه قرار الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس ومرسومه بتأجيل الانتخابات الفلسطينية العامة: البرلمانية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني، معارضةً شعبية واسعة ومتنامية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ذلك لأنّه يُراكم على الانتكاسات والخيبات التي مُنيّ بها الفلسطينيون على امتداد سنوات الانقسام السياسي والجغرافي، ويُعيدهم إلى المربع الأول وإلى السنوات الثقيلة البائسة، فإلى جانب أنَّ قرار التأجيل – وهو يساوي الإلغاء – يمثّل خروجًا عن الإجماع الوطني بوصف الانتخابات مطلبًا عامًا واستحقاقًا دستوريًا طال انتظاره، فإنّه لا يستند إلى حُجةٍ مقنعة، لكنه يتدارى خلف الذرائع، كما هي العادة، وهذه المرة “ذريعة عدم موافقة إسرائيل على إجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة”، وكأننا نتوقع أو ننتظر موافقتها!

يقول رئيس السلطة الفلسطينية في فاتحة خطاب التأجيل: “..أمام هذا الوضع الصعب قرّرنا تأجيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة القدس وأهلها في هذه الانتخابات، فلا تنازل عن القدس ولا تنازل عن حق شعبنا في القدس في ممارسة حقه الديمقراطي..”، لكنّه لم يقل إن قرار الإرجاء كان درءًا لهزيمة محققة في الانتخابات، ولم يُخبرنا عن الدوافع الحقيقية والمؤكدة وراء قرار التأجيل – الإلغاء. أول هذه الدوافع، فشل مباحثات العاروري – الرجوب في التوصل إلى اتفاق على قائمة مشتركة لحركتي “فتح” و”حماس”(كانت قاب قوسين أو أدنى)، وما يلزمه ويتبعه من توافقٍ وضمانات لدعم محمود عباس كمرشح وحيد لرئاسة السلطة الفلسطينية؛ وثانيها إعلان الأسير مروان البرغوثي، نيّته الترشح لانتخابات رئاسة السلطة، وتشكيله “قائمة الحرية” برئاسة ناصر القدوة، وثالثها تشكيل تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح برئاسة النائب محمد دحلان “قائمة المستقبل” لخوض الانتخابات البرلمانية.

في ضوء هذه الحقائق، يصح القول بأنَّ الرئيس الفلسطيني ومن معه أرادوا خوض الانتخابات بصيغة “القائمة المشتركة” لضمان احتكار السلطة وتوزيعها بين حركتي “فتح” و”حماس”، بما يعني استمرار الحال الفلسطينية المتردية، ومأسسة الانقسام عبر صناديق الاقتراع وبموافقة الطرفين. ويصح القول أيضًا أن تشكيل قائمتي “المستقبل” و”الحرية” مثلتا ضغطًا إضافيًا ومركبًا في مواجهة قائمة “حركة فتح”، خاصة أن تيار الإصلاح الديمقراطي انشغل في تقوية أطره التنظيمية، ونال عن جدارة واستحقاق ثقة الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، بينما أهملت “فتح”- التي يتزعمها الرئيس محمود عباس – إطارها التنظيمي، وأضعفت بنيانه، وباعدت بينها وبين عموم الفلسطينيين، لدرجة أنها أضحت غير قادرة على خوض الانتخابات ومنافسة المتنافسين، وهذه الحقائق تدركها وتعايشها قيادة الحركة ومنتسبيها وأنصارها منذ رحيل الرئيس ياسر عرفات، وهذه برأينا الأسباب الوجيهة والدوافع الحقيقية وراء قرار تأجيل الانتخابات.

لقد كانت هذه المقدمات كافية تمامًا للوصول إلى نتيجة “إلغاء الانتخابات”، وهي التي تفسر أسباب عدم التفات الرئيس محمود عباس لدور لجنة الانتخابات المركزية، مهامها واستعدادها لإجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة، ولا تقديره لإمكانات المقدسيين المنتصرين بإزالة الحواجز عند ساحة باب العامود وقدرتهم على حماية صناديق الاقتراع، وتحويل الانتخابات إلى مواجهةٍ شعبيةٍ عارمة في مدينة القدس المحتلة؛ تنتصر فيها إرادة المستعمَر على المستعمِر.. إرادة الشعب الفلسطيني على بطش الاحتلال، ووفق صيغة الصندوق مقابل البندقية.

الشاهد أن هذه ليست المحطة الأخيرة، لكنّها واحدة من أهم الفرص الضائعة التي لم تغتنمها القيادة الفلسطينية، فانقلبت على إرادة الشعب الفلسطيني، وعلى حقه الدستوري والقانوني، وهي واحدة من الرهانات الخائبة على “إسرائيل” التي تسلمت – بموجب قرار التأجيل – مفاتيح القدس ومفاتيح الانتخابات التي كانت الطريق الأسلم والأكثر فائدة لتحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]