د. عزام شعث يكتب: ماذا ينتظر الرئيس الفلسطيني؟

د.عزام شعث

أثارت قضية تطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع “إسرائيل” ضجة كبيرة داخل فلسطين، لما تضمنته من خروج عن أسس وشروط مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت وتمسكوا بها منذ عام 2002، ولما اعتقدوا أنّها خطوة تنسف المبادرة وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وتمثّل تفريطًا وانتقاصًا من الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، وذلك رغم ما أعلنته دولة الإمارات العربية المتحدة من أنّ الاتفاق يتكفل بوقف خطة الضم الإسرائيلية، وما أعلنته مملكة البحرين من أنّ الاتفاق لا ينتقص من الحقوق الفلسطينية، وأنّه بقصد التوصل إلى سلام عادل وشامل، وفقًا لمبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.

لا نُنكر ولا نقلل من الضربات المؤلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية والتي ترتكز أساسًا على دعم العمق العربي في مواجهة “إسرائيل”، ولكن في المقابل، وعندما تسوء الأحوال وتتراجع مكانة القضية الفلسطينية وعلى كل مستوى، دوليًا وإقليميًا – مثلما هو الحال اليوم – ولمّا تقسو الحياة على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزّة وفي أماكن النزوح والشتات، لا يفهم – وقتها- اختفاء الطبقة السياسية الحاكمة في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والنخب الفصائلية الوطنية والإسلامية، وعدم تحملهم للمسؤولية الكاملة عن أسباب التراجع والتقهقر وقسوة العيش، ومن غير المنطقي ولا المقبول أنْ يستمر هذا الوضع دون مراجعات جادة وبلا جردة حساب تُفضي إلى تصويب المسار وطنيًا، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتركيزها في الأجندة والحسابات الدولية والإقليمية.

الشاهد أنّه ومثلما غابت المراجعة وسياسة تصويب المسار عن الرسمية الفلسطينية وعلى مدى عقود، فإنّها راهنًا تكتفي بعبارات المظلومية التاريخية وبيانات الشجب والإدانة، وتحميل المسؤولية عن الانتكاسة التي وصلت إليها قضية فلسطين لآخرين دون فعل على الأرض، وبلا رؤى وطنية جامعة واستراتيجيات لمعالجة الخلل العميق الذي أصابها منذ اتفاق أوسلو حتى بعد مرور 27 سنة على توقيعه بالتمام والكمال.

نُدرك حقيقة أنَّ تراجع مكانة القضية الفلسطينية مرتبط باختلال موازين القوى لغير صالح فلسطين وأهلها، وإلى جانب الانحياز التام لـ “إسرائيل” ولسياسة الإحلال والاستيطان ولمشروعها التوسعي على الأرض، دون أنْ نتجاهل – بطبيعة الحال – الضغوط التي يتعرض لها مناصرو القضية الفلسطينية أفرادًا ودولًا وجماعات من أجل تمرير مخططات الاحتلال الإسرائيلي وسياساته، ولضمان التنكر للحقوق الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية، لكننا لا نغفل حقيقة أنَّ هذه الضغوطات وبالتالي التراجع في مكانة القضية الفلسطينية لا يُؤرخ لها بإعلان “صفقة القرن” وتداعياتها رغم خطورة المقاصد الأمريكية – الإسرائيلية من ورائها.

ولئن كنا نُقر بميزة أنَّ الشعب الفلسطيني مقيم فوق أرضه وثابت عليها ومدافع عنها في كل الأوقات، لا تؤثر في صلابته وعدالة قضيته أيّة افتراءات أو ضغوطٍ خارجية، فإنّنا نتساءل وبحكم استثنائية وصعوبة الظرف الراهن: ما الذي يمنع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس وأركان حكمه في رام الله من مغادرة حالة التردد السياسي، وما الذي يمنعه من المراجعة والتقييم الجديّ لأسباب الانتكاسة في العلاقات الفلسطينية – العربية، ثم البحث في أسباب أزمة النظام السياسي الفلسطيني الممتدة ماضيًا وحاضرًا، وممكنات معالجتها على أساسٍ وطني؟ ولِمَ لا يفاجئنا الرئيس الفلسطيني بزيارةٍ عاجلة إلى الدول العربية “المُطبعة وغير المُطبعة”، انطلاقًا من حقيقة أنَّ الفلسطينيين لم ولن يتخلوا عن عمقهم العربي، ولضمان تصحيح المسار وترطيب العلاقات بينهم، أم أنَّه يراكم أعداد “المطبعين” من دولٍ جديدة؟ ولماذا لم يُعلن الرئيس عن انجاز المصالحة وإنهاء الخلاف الداخلي في حركة فتح – بينه وبين النائب محمد دحلان، الذي يمد يده للرئيس ولكل الفتحاويين خصوصًا في الأوضاع الضاغطة والحرجة التي نمر بها؟ وما الذي يمنع الرئيس من إنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية مرة وإلى الأبد، ويهيئ لمناخات تحقيقها عبر تشكيل حكومة طوارئ وطنية، والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة وفق جدول زمني بمواعيدٍ معروفة وثابتة؟ ولِمَ لم يغادر الرئيس ومن حوله سياسة التفرد والوحدانية والهيمنة على منظمة التحرير ومؤسساتها من أجل إصلاحها وحتى تتحول إلى مؤسسةٍ تمثيلية جامعة؛ باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟؟

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]