ذكريات رفعت السعيد عن أحداث ثورة يناير تثير الجدل.. واتهامات بالتزييف

أمين إسكندر يتهم رفعت السعيد بتزييف الحقائق.. ويتهمه بـ«العمالة»

رفعت السعيد: سامي عنان كان الأقرب للتفاهم مع الإخوان وأدهشني انضمام صباحي لـ«الإنقاذ» بعد تحالفه مع «الإرهابية»

إسكندر: «العلاقة مع الإخوان» «قضية» رفعت السعيد للمزايدة على الرفاق

قال المفكر السياسي المصري الدكتور رفعت السعيد، إن الفريق سامي عنان، الرجل الثاني في الجيش المصري خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك والذي أقاله الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، كان الأقرب للتفاهم مع جماعة الإخوان، وإنه كان يستخدم أسلوب “ولاد البلد”.

وأضاف السعيد في مذكراته التي تنشرها على حلقات صحيفة “الوطن” القاهرية، تحت عنوان “ما تبقى من ذكريات”، “اندهشت من انضمام حمدين صباحي لجبهة الإنقاذ، لأنه تحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية”، وهاجم الجبهة بكل أعضائها.
وهو الأمر الذي خرج السياسي المصري والقيادي الناصري رئيس حزب الكرامة السابق أمين إسكندر، ليرد عليه، من خلال نفس الصحيفة، قائلًا، “تعوّد الدكتور رفعت السعيد فيما يكتبه من «تأريخ» أن يصوغ سياقات الأحداث حسبما يريد، حاذفاً منها بعض الوقائع، ومقدماً أو مؤخراً البعض الآخر، ناسباً لنفسه دوراً، وهذا هو بالضبط ما حدث فى استعراضه لواقعة اللقاء الثانى مع الفريق سامى عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق، المذكورة ضمن حلقات مذكراته المنشورة بـ«الوطن»، ولم تكن تلك رؤيتى وحدى، بل سبقنى لذلك فى روايات أخرى لـ«السعيد» عن تاريخ اليسار المصرى العديد من المؤرخين والكتاب منهم الراحل رؤوف عباس والكاتب والمترجم بشير السباعي”.

وأضاف، ” والدكتور «رفعت» هو مؤسس نظرية «الأسقف المنخفضة» للمعارضة المصرية، وهى رؤية تمنحها سبلاً لينة فى معارضة السلطة، وتخفض سقفها حتى لا تكون جذرية فى صدامها، وبعد أن تبنى هذه تم تعيينه فى مجلس الشورى من قبل المخلوع حسنى مبارك، ومن المعروف أيضاً أنه عندما تم تسريب بعض الأوراق من مباحث أمن الدولة المصرية بعد ثورة 25 يناير 2011، نشر بعض النشطاء إحدى تلك الأوراق التى تفيد بأن «السعيد» وآخرين ضمن المتعاونين مع الجهاز، وعندما تفكك الاتحاد السوفيتى وخرجت وثائق من جهاز الاستخبارات السوفيتى «كى جى بى» تم الكشف أيضاً عن أن «السعيد» كان عميلاً للجهاز، ورغم معرفتى بأن هذه الأوراق والوثائق قد تكون مزيفة، فإن السؤال الأهم سيظل مطروحاً عن الدور الذى لعبه «السعيد» فى تقليص وتهميش اليسار المصرى، وفى القلب منه حزب التجمع الوحدوى بعدما كان الحزب فى طليعة الرفض والمقاومة ضد كامب ديفيد؟.

أما بشأن واقعة اللقاء مع الفريق «عنان» التى ذكرها الدكتور فى ذكرياته، فقد كان معروفاً ومثبتاً أن اللواء عمر سليمان عقد اجتماعات متعددة مع القوى السياسية أثناء ثورة 25 يناير، ووجه لحزب الكرامة عبر رمزه التاريخى حمدين صباحى 3 دعوات متتالية لحضورها، ووقتها عرضنا أمر تلك الدعوات على المكتب السياسى للحزب، ورفضها فى المرات الثلاث، وكانت وجهة نظرنا تنصب على عدم إعطاء السلطة الفرصة لتخترق صفوف القوى الوطنية، ورفعنا رؤية جذرية للتغيير منتمين فيها وبأمانة للجماهير المحتشدة فى الشوارع والميادين تطالب بإسقاط «مبارك» ونظامه، ومن المعروف أيضاً أن الدكتور رفعت كان حاضراً تلك اللقاءات على يسار اللواء عمر سليمان بجوار القيادى الإخوانى سعد الكتاتنى. وبعد خلع «مبارك» نظّم المجلس العسكرى جلسات متعددة بعضها كان مع أفراد وقادة أحزاب وشخصيات عامة فاعلة وأخرى جماعية، وكانت تلك اللقاءات تتم فى وزارة الدفاع المصرية وكنت آنذاك رئيساً منتخباً لحزب الكرامة، وتمت دعوة الحزب وقبلها المكتب السياسى، وعندما دخلت قاعة الاجتماعات لفت انتباهى وجود الشامى على المغربى، وحضور قيادات معروف عنها اتصالاتها الأمنية ووجود شخصيات لها مصداقية، وبعد 10 دقائق من التأخير على الموعد، دخل الفريق سامى عنان ومعه اللواءات محمد العصار وممدوح شاهين وإسماعيل عتمان وآخرون لا أعرفهم، وتقدم الفريق عنان باعتذار عن التأخير قائلاً: «معلش أصل كان عندى الأخ أبومازن وانتم عارفين الفلسطينيين بياكلوا عيش على قضيتهم»، وعندما سمعت تلك العبارة وجدتنى مندفعاً قائلاً له: «هذا كلام كان من الممكن أن يصدر عن الرئيس المخلوع، أما أن يخرج من الذين انحازوا للثورة فغير مقبول»، ولاحظت أن التوتر بدأ يظهر على وجوه كثيرين، ورد الفريق علىّ غاضباً: «أولاً الرئيس مبارك لم يُخلع بل تخلى عن السلطة». عندها قاطعته قائلاً: «إذن لا شرعية لوجودك بيننا»، فرد فوراً: «من عينيك يبان إنك ناصرى»، فقلت له وبسرعة أيضاً «هذه مسألة لا تحتاج لمجهود أو تحليل للوصول إليها، فأنا رئيس حزب ناصرى وفضل عبدالناصر علىّ هو أنى من أبناء الطبقات الفقيرة والآن أنا رئيس حزب وأجلس أمامك، ومن فضل عبدالناصر عليك أنك رئيس أركان الجيش المصرى وتجلس الآن بيننا»، وهنا تدخل الدكتور نور فرحات للتهدئة وبادئاً للحديث، ثم طلبت الكلام أكثر من مرة، أثناء الحديث فى ملفى الإعلام والعشوائيات وغيرهما، وبالطبع أثناء مناقشة أزمة الدستور أولاً أم انتخابات البرلمان أولاً، وقضايا أخرى عديدة، فقد ظل الاجتماع منعقداً لمدة تقترب من 6 ساعات، خرجنا بعدها للعشاء وتلقيت ثناء بعض الحاضرين عسكريين ومدنيين على حديثى. تلك هى الواقعة بالضبط لكن ما قصّه وكتبه رفعت السعيد حاول فيه أن يعطى لنفسه دوراً لم يكن قائماً، واصفاً ما قلته بأنه «خطاب ناصرى» وأنا أعترف بذلك لأن مثل هذا الخطاب لا يدين إلا من يختارون الأسقف المنخفضة، وبالطبع حاول «السعيد» أن ينال من المناضل حمدين صباحى، فهو لا يترك مناسبة إلا ويعمل على النيل منه، لكن أهل مصر وأهل اليسار يعلمون من هو حمدين صباحى ومن أى معدن يكون، ويتعاملون مع تلك الأقوال الباهتة وفق الآية التى تقول «فأما الزَّبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».

وتابع، “وأخيراً نأتي لقضية رفعت السعيد الأثيرة التى يزايد بها على بعض رفاقة من قيادات التجمع، وهى «العلاقة مع الإخوان المسلمين» فمن المعروف أن حركة «كفاية» بدأت بـ6 قيادات ذات مشارب فكرية وسياسية مختلفة وهم «جورج إسحق، أبوالعلا ماضى، أحمد بهاء الدين شعبان، أمين إسكندر، محمد سعيد إدريس، د. سيد عبدالستار من قيادات الإخوان ونقيب العلميين وقتها»، وكان اجتماعنا فى حزب الكرامة، وفى الوثيقة التأسيسية للحركة اجتهدنا فيما سميناه بـ«بناء كتلة وطنية جامعة على أرضية مشروع عبدالناصر الوطنى من استقلال وعدالة اجتماعية ووحدة عربية» وكانت حركة كفاية أول تجربة على هذا الطريق، لذلك عندما قامت ثورة يناير 2011 وشاركت فيها جميع القوى وكان من بينها «الإخوان» رغم مشاركتها المتأخرة، ارتأينا فى «الكرامة» أن نضع أيدينا مع جميع القوى لبناء «برلمان الثورة» وبالفعل تشكل تحالف ضم نحو 31 حزباً وحركة إلا أن كثيرين انسحبوا وبالذات بعدما تبين لهم محاولة هيمنة حركة الإخوان عليه، واستمر «الكرامة» فى التحالف بسبب مرور الوقت من بين أيدينا، وكان منسق التحالف الدكتور وحيد عبدالمجيد. المهم دخل بعض رموز «الكرامة» البرلمان وكنت منهم، ويعلم كل من شارك فى المعركة الانتخابية ما فعلناه فى دوائرنا أثناء الانتخابات وموقفنا المنفصل تماماً عن الإخوان. ويعلم الجميع أيضاً موقفي الواضح منهم والمسجل فى مضابط البرلمان أو في مقالتي التي كانت تُنشر بانتظام وشكت منها جماعة الإخوان لباقي أعضاء التحالف، وجمهور الإخوان اعتبرني وكل نواب «الكرامة» خصوماً، ويمكن العودة لكتابي «الثورة والمؤامرة» الصادر عن دار المحروسة ويجمع مقالاتي وكتاباتي أثناء ثورة يناير حتى تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، ويتضمن كل مواقفي مسجلة ومنشورة عن الإخوان والبرلمان وفترة المجلس العسكري والمخلوع مبارك، أخيراً، تلك هي الوقائع بمتنها وهوامشها، لعلي أكون قد ساهمت فى كشف الزيف والتزييف”.

وكان السعيد قال، في واحدة من حلقات مذكراته، “كان لقائى الثانى مع الفريق سامى عنان، ويختلف سامى عنان عن غيره من قيادات المجلس العسكرى بأنه يرتدى أحياناً إذا ما أراد ملامح وأساليب أبناء البلد، فكان يتوجه إلىّ مثلاً: أهلاً يا بلديات، أخبار المنصورة إيه شفت بيتنا فى المنصورة جرى له إيه اتهد وبنوا عمارة مكانه ثم، فجأة وكأنه يتذكر أنه فريق يعود عسكرى الملامح وعسكرى التشدد. وثمة صفة أخرى أعتقد أنا شخصياً وقد أكون مخطئاً أنه يختلف حولها مع بقية المجلس العسكرى وهى أنه كان أقرب للتفاهم مع الإخوان وربما كان مكلفاً بذلك”.

وأضاف، على أية حال كان الاجتماع مع الفريق يضم تكوينة من بعض أحزاب جبهة الإنقاذ وأحزاب صغيرة قديمة وحديثة ولم يكن به أى إخوانى. ومن البداية شعرت أن هذا اجتماع استطلاعى ليتحسس به المجلس اتجاهات الريح. تلفت حولى ولم أشعر بالارتياح.

وتابع، أن الهدف المعلن هو مناقشة موضوع هل الدستور أولاً أم الانتخابات أولاً وكنا فى جبهة الإنقاذ قد اتفقنا على الدستور أولاً حتى يمكن أن نضع الأسس التى ستجرى حولها الانتخابات سواء الرئاسية أو البرلمانية.

وعندما فتح باب النقاش ازداد عدم ارتياحى، فقد فتح رئيس أحد الأحزاب الصغيرة جداً فمه ربما فى محاولة لتملق الفريق.. وقال كلاماً مجاملاً ثم أفلتت منه كلمة «الرئيس المخلوع»، هنا انتفض الفريق وبصوت عالٍ ومتعالٍ: مخلوع إيه يا أستاذ؟ الرئيس تنحى بقرار منه، ولازم تفهم كده كويس.

حاول المسكين أن يتراجع فقال: أقصد.. وصدمه الفريق قبل أن ينطق بماذا يقصد، وقال اسكت، فحاول الرجل أن يتأسف، فجاءه أمر حاسم لما أقول أسكت بقى تسكت، وصمت الرجل مهاناً، لم تعجبنى الجلسة وفكرت فى أن أنسحب لكن استدعانى للبقاء أن طلب ممثل حزب الكرامة الكلمة، وكان الأستاذ أمين إسكندر، ومعلوم للكافة أنه كان ضمن خمسة تفاوض بهم ولهم حمدين صباحى ليترشحوا على قائمة «الإسلام هو الحل» وإذا كان من الصعب تقبل مثل هذه الصفقة التى منحتهم مقاعد ذليلة فى برلمان تسيده الإخوان واتخذهم فيه رهائن ليزعم بهم أن الإخوان يتقبلون الآخر بينما الغريب والمريب هو أن هذا الآخر يتقبل الوجود الذليل فى القيود الإخوانية، أقول إذا كان من الصعب تقبل قبول أمثال كمال أبوعيطة وغيره لهذه الصفقة المذلة فإن الأصعب هو تصور أن يكون المسيحى أمين إسكندر نائباً تحت راية «الإسلام هو الحل»، لكن رجال «حمدين» يستمتعون مثله بجسارة تناسى ما لا يمكن نسيانه فيبدون قادرين رغم كل ما يخجل، قادرين على الحديث بصوت عالٍ.

 

المهم أن الفريق كان فيما يبدو يعرف المتحدث جيداً فسمح له بالكلمة وإذا به يبدأ وبصوت عالٍ فى خطبة ناصرية تتلاحق فيها المفردات الناصرية والإلحاح الناصرى لإحياء النزعة القومية وتبدت الخطبة وكأنها بلا نهاية وأيضاً بلا معنى أنها بلا علاقة بموضوع الاجتماع، وقرر الفريق إيقاف هذا الحفل الاستعراضى فأنهاه بدهاء استعراضى هو أيضاً وفى لحظة درامية تشبه لحظات أفلام الكوميديا كان الخطيب فى قمة الانسجام وفجأة قال الفريق هادئاً وحاسماً دقيقة واحدة يا ابنى وما إن توقف الخطيب حتى اتجه الفريق نحوى وكنت أنا أكثر منه قرفاً من الخطبة ومن التجاسر بها وسألنى يا دكتور أنا افتكرت موضوع كنت عايز أسألك عنه ونسيت صحيح انت اتعذبت فى السجن؟ ووسط دهشة الجميع جاء السؤال ووسط دهشتهم أجبت: نعم، وسأل: إزاى؟.

وإزاى هذه مليئة بالمواجع الموجعة، وقلت عدة جمل فقط بأمل أن نعود إلى موضوع الاجتماع. لكن الجمل القليلة كانت دشاً بارداً أطفأ جموح الخطيب وعندما عاد إلى الفريق متظاهراً بالأسى أو كان قد شعر بالأسى فعلاً من قليل جداً مما كان فى السجن، وقال بقرف: كمل يا ابنى، لكن الكلمات جميعاً أفلتت من الخطيب واكتفى.

ونعود إلى الاجتماع بأمل أن نناقش لماذا الدستور أولاً، فإذا بنا نفاجأ أو بالدقة نصدم بالدكتور نور فرحات وهو يتطوع باقتراح قلب المائدة فوق رؤوسنا. قال د. نور: هناك فى القواعد الدستورية ما يسمى بالنصوص ما فوق الدستورية وأنا ممكن أوافق على إجراء الانتخابات أولاً بشرط وضع وثيقة فوق دستورية تحدد التوجهات العامة لحماية الديمقراطية وتضع أسس قيام الدولة المدنية.. وتلقف الفريق الماكر الاقتراح وتوجه على الفور للدكتور أسامة الغزالى.. يا دكتور أسامة جهز لنا مشروع هذه الوثيقة وكلمنى بكرة علشان ناخده وندرسه. وبهذا تبدى الاجتماع وقد أجهض نفسه بنفسه فلم يكن من المفترض ولا من المفيد أن أصطدم أنا بالدكتور نور وهو يمثل أحد أضلاع جبهة الإنقاذ الحزب الديمقراطى الاجتماعى، كما أن صمت الآخرين أسكتنى وقلت فى نفسى لنناقش الأمر مجدداً فى جبهة الإنقاذ لكن قطار الانتخابات أولاً كان قد انطلق.

أما د. أسامة فقد حكى لى بعدها أنه حاول عديداً من المرات أن يتصل بالفريق ليبلغه بمشروع الوثيقة ولم يرد عليه لا هو ولا مكتبه.

وبما أن الاجتماع قد أصبح بلا مذاق أردت أن أضع عليه بعضاً من الملح فسألت الفريق إيه أخبار قانون دور العبادة الموحد؟ فأشار إلى المشروع الذى سربت نسخ منه، فقلت وأنا أعرف صاحب المشروع، المستشار طارق البشرى، أن الذى أعد هذا المشروع أعده بدهاء، وسأل الفريق إزاى يعنى؟ فقلت لقد أعده بحيث يرفضه المسلمون ويرفضه المسيحيون فيبقى الحال على ما هو عليه، وابتسم الفريق وكأنه يوافقنى، وأنا أكتب هذه الكلمات مساء يوم 18 يوليو 2016 ولم يزل الحال على ما هو عليه والقانون يتأرجح بتلاعبات ماكرة مرفوضة.

والحال يتفاقم بأحداث هى الأسوأ فى تاريخ المكون الدينى للمجتمع المصرى، والكنيسة تنطق ربما للمرة الأولى برفض قاطع حاسم لما يجرى، وقداسة البابا تواضروس يكتب فى الكرازة المرقسية يعرضون علينا تورتة مليئة بشظايا زجاج فلا يمكن ابتلاعها وأنا نشرت فى ذات اليوم فى جريدة «الوطن» الحلقة الأولى من سلسلة «4 حلقات» عنوانها «دليل الحيارى فى أحوال ملة النصارى» فتحدث دوياً يعبر عن واقع مفزع.

 ويبقى أن أشير إلى أن الفريق عنان كان دائماً يكرر: «سيادة المشير عايز يمشى. إحنا عايزين نمشى، الحمل تقيل وكثيرين فى العالم يحذروننا لا دعم ولا مساندة طالما استمر حكم عسكرى وعلشان كده عايزين انتخابات بسرعة».

وذات مرة انتحيت بالفريق وسألته: «كل شوية تقول عايزين نمشى فماذا لو حكموا وزعطوكم؟»، فابتسم قائلاً: «نقطع رقبتهم.. هو لعب عيال؟».

وواصل، “ويأتي بنا الحديث -وهذا ضرورى- إلى جبهة الإنقاذ لتصبح شهادتى صعبة وشائكة ولكن لا بأس فالحقيقة -من وجهة نظرى على الأقل- يجب أن تكتب يوماً ما”.

ويمكننى أن أقول إن الاجتماع الأول للجبهة قبل أن تتسع ساحتها لمساحات أخرى من السياسيين والشباب والنساء..

قد جاء كأمر واقع، فالتجمع والوفد والديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار كانوا يتشاورون معاً فيما يجب أن نفعل معاً.. وعندما أصدر محمد مرسى تعديلاته الدستورية التى حسمت تردد الكثيرين جلسنا معاً.. وبدأت الدائرة فى الاتساع؛ عمرو موسى والبرادعى وسامح عاشور ومنى ذو الفقار وشاهندة مقلد ولا بد أن اسماً أو اسمين قد سقطا من الذاكرة، ومع توالى الاجتماعات توالى اتساع دائرة الحضور.

وكانت مشاركة حمدين صباحى منذ البداية مثاراً لدهشتى فهو الذى تحالف علناً تحالفاً ممتداً مع الجماعة الإرهابية، وأوفد خمسة من رجال حزب الكرامة، المنتمى إلى شخصه، إلى قوائم «الإسلام هو الحل»، وأسماؤهم معلومة ومنها مسيحى ترشح هو أيضاً تحت راية «الإسلام هو الحل»، ثم تناثر حضور آخرين بعضهم حضر صامتاً وظل صامتاً وبعضهم قليل الأثر وقليل التأثير ومن ثم كان قليل الحيلة.

ونعود إلى البدايات فمنذ البداية تبدت منافسة واضحة جداً ومهذبة جداً بين عمرو موسى والبرادعى.

كل منهما يريد أن يكون رقم واحد فى الجبهة ربما ليكون رقم واحد فى مستقبل الأحداث، والمثير للدهشة أنهما لم يختلفا كثيراً فى مواقفهما الأساسية فعندما تأزمت الأمور وتعالت المعارضات وتصاعدت حدة الشعارات تحددت مواقف كل منهما وأقول بوضوح وآمل ألا يغضب أى منهما، عمرو موسى كان يقول بحسمه المعهود وصوته المميز وقبضته تصاحب كلماته لتزيدها حسماً ليؤكد أكثر من مرة نحن معارضون ولسنا مناكفين، هذه العبارة رددها عشرات المرات فترسخت فى ذاكرتى ومن ثم تمضى الكلمات الحاسمة نريد إصلاح ما يجرى وليس تخطيئ الشرعية ولا مجال لرفع شعار «إسقاط مرسى» فهو رئيس منتخب، ولم يكن «البرادعى» مختلفاً كثيراً فى موقفه، فكان هو أيضاً يرفض رفع شعار «إسقاط حكم الإخوان»، وإنما يرى أن نمارس ضغطاً منظماً ضده ليصحح مواقفه.وبطبيعة الحال كان يختلف فى بعض المواقف عن عمرو موسى لكن الخلاف كان دبلوماسياً رفيع المستوى، فإذا اختلفا أدلى كل منهما برأيه دون أن يوجهه للآخر وحتى دون أن ينظر إليه وإنما إلى السقف أو إلى الجالسين فى غير اتجاه الآخر، كما كان رد فعل كل منهما مختلفاً، فعمرو موسى عندما يحتدم خلافه مع أحد الجالسين أو حتى غالبيتهم، ينسحب من الاجتماع دون أن نعرف هل خرج ليتحدث تليفونياً أو لشأن آخر ويعود، لكنه لا يعود وإنما يخرج متعمداً أن تتلقفه عشرات الكاميرات الفضائية التى كانت تلاحق اجتماعاتنا فيكون أول من يتكلم وأول من يدلى برأيه هو، فالاجتماع يكون لم يزل لم ينضج شيئاً ومع توالى الاجتماعات توالى ذات الأمر.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]