ذهاب وعودة.. رحلة فضل شاكر من الشك إلى اليقين
«عودة نجم الرومانسية للغناء مرة أخرى»، هكذا عاد الجمهور العربي لاستخدام عبارة الفنان أو نجم الرومانسية حين يقصد المطرب اللبناني فضل شاكر، بعدما بات ينعته الجمهور ذاته والمؤسسات الإعلامية والصحفية، خلال السنوات الماضية، بـ«الإرهابي، الفنان الهارب، الداعشي»، بعد انضمامه للتنظيمات الإرهابية المسلحة في لبنان وسوريا، فضلًا عن علاقته بالقيادي الجهادي أحمد الأسير.
وأثار خبر عودة فضل شاكر، إلى الساحة الغنائية مرة أخرى، اهتمام الكثيرين من عشاقه، خاصة أنه يعود بأغنية مصرية، كتبها الشاعر مصطفى مرسي ويعمل على تلحينها الفنان وليد سعد، وهما اللذان رافقا المطرب العائد لفترة طويلة خلال مسيرته الفنية قبل أن يتحول إلى ما كان عليه.
https://www.youtube.com/watch?v=gy1q_Xrd5DM
فضل عبد الرحمن شاكر شمندر، الشهير بفضل شاكر، ابن مدينة صيدا اللبنانية، ولد في الأول من أبريل/نيسان عام 1969، والذي يحب الصيد، جذبته الموسيقى صغيرًا، حتى أن سنه حين قدم أولى حفلاته لم يتجاوز الـ15 سنة، وسرعان ما برز نجمه وسط كوكبة من نجوم الوطن العربي.
عام 1989، كانت البداية الحقيقية لـ«شاكر»، حيث قدم ألبومه الأول «والله زمان» الذي ضم ثماني أغنيات، تعاون فيها مع كبار الملحنين والكتاب الموجودين على الساحة الفنية آنذاك، ومنهم الملحن صلاح الشرنوبي وأحمد شتا.
وعلى الرغم من تلك البداية القوية إلا أن أغنيته «بياع القلوب» التي تصدرت ألبومه الثاني، حققت نجاحًا كاسحًا وانتشارًا واسعًا، جعلته من نجوم الصف الأول بسرعة رهيبة، حيث ترددت أصداءها في الشارع العربي، ويؤكد ذلك المبيعات الضخمة التي حققها الألبوم حينها، والانتشار الواسع على غالبية القنوات العربية، التي داومت على إذاعة الأغنية مصورة، ليدخل الألفية الجديدة نجمًا كبيرًا، ويقدم «الحب القديم» عام 2000، و«حبك خيال» عام 2001، والذي ضم 10 أغاني من بينها «من كتر حبي فيك، حظك يا قلبي».
كثيرون سقطوا دون مقدمات عقب نجاحاتهم الأولى، بينما استثمر الفنان الطموح نجاحه، ولم يقف عند الدفعة التي منحتها له أغنياته الأولى، ليخرج إلى جمهوره بأغنية ستظل علامة في الأغنية الخليجية على وجه التحديد، حيث قدم ديو «أحاول» برفقة الفنانة الكويتية نوال ذات الصوت القوي، في العام 2002، ثم يقدم أغنيته الأشهر على الإطلاق «يا غايب» والتي قام بشراء لحنها من الملحن اليوناني Sotis Volanis، التي تصدرت ترتيب الأغنيات العربية عام 2003.
منذ العام 2003، تعاقد فضل شاكر مع شركة روتانا، ليقدم معها «ساعه طرب مع فضل شاكر، سيدي روحي، سهرني الشوق، الله أعلم»، ثم آخر ألبوماته «بعدا ع البال وجوا الروح» عام 2009، ثم مجموعة من الأغاني المتفرقة منها «بنسى العالم، ولابس وش الطيب».
عقب اندلاع ثورات الربيع العربي، وما شهدته سوريا من اقتتال بين التنظيمات المسلحة وقوات الجيش السوري، تداول الكثيرون أخبارًا عن اعتزال فضل شاكر للغناء، وانضمامه لأحدى التنظيمات الإرهابية ذات التوجه الإسلامي، دون أن يظهر «فضل» لجمهوره لينفي أو يؤكد، حتى ظهر لأول مرة في لقاء على قناة «الرحمة» من مدينة صيدا في لبنان، ليعلن اعتزاله للغناء بسبب “عدد من الأمور منها ما هو ديني ومنها ما هو سياسي وهو يرجع للأحداث في سوريا”, ثم تداولت الفضائيات والمواقع والصحف العربية تصريحاته التي تنتقد الفن العربي، حيث اعتبر أن الفن يتدنى في المستوى في ظل غياب النقابات والمؤسسات الفنية.
https://www.youtube.com/watch?v=ON901N3wEV0
جاء تحول «شاكر» عن عالم الفن مفاجئًا تمامًا كدخوله للعالم ذاته، ومنذ انضمامه للجماعات الإسلامية، قدم عدة أناشيد إسلامية تحث على “الجهاد” وتحفيز الجماعات المقاتلة، فضلًا عن كثير من التصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي نفاها «فضل» مؤخرًا حيث أجرت إحدى القنوات اللبنانية لقاءًا معه، بعد سلسلة من رفض الظهور على القنوات الإعلامية، وأكد أنه لا يملك أية حسابات على تلك المواقع، وأن هناك من يتحدث باسمه حتى تلك اللحظة.
https://www.youtube.com/watch?v=nKBFZj08ei8
وقد ظهر «شاكر» أكثر من مرة إلى جوار الشيخ أحمد الأسير، القيادي بالجماعة الإسلامية، والذي تسبب في الأحداث الدموية التي عاشتها صيدا اللبنانية في 23 يونيو/حزيران 2013، حيث دارت اشتباكات مسلحة بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير وعناصر من حزب الله ما أدى إلى سقوط 18 قتيلا من الجيش اللبناني و أكثر من 100 جريح.
اختبار صعب يواجهه المطرب العائد، أمام جمهوره، حيث يحاول إقناع الجمهور، أنه لم يشارك في أعمال القتل والتخريب والإرهاب، والتي أدت إلى الحكم عليه بالإعدام، بتهمة الاشتراك في القتال ضد الجيش اللبناني، ولكنه يؤكد حاليًا أنه لا يزال في «التعمير» ولم يخرج، وأنه سوف يفعل بهدف إنهاء الملف العالق لدى الدولة اللبنانية، وأنه متمسكًا بحقه في التقاضي، لأنه حين حمل السلاح كان يمتلك التراخيص الرسمية، ونفى انضمامه إلى «داعش» أو «جبهة النصرة» ولا «الجيش السوري الحر»، بل إنه كان «مع المظلومين في سورية وفي جميع أنحاء الأرض».
