رأس “العقاد” مبتورا في غياب النحاتين المصريين

في الذكرى الـ125 على ميلاده، أزاحت العاصمة الروسية موسكو، الستار عن تمثال من البرونز للكاتب الكبير “عباس محمود العقاد”، للنحات المصري أسامة السروي، كان ذلك في العام الماضي في جامعة البحوث الروسية.

من يتوقف أمام التمثال، ليس بحاجة لأن يسأل عن شخصية “العقاد”، أو أهميته، وفي أي من مجالات الحياة أبدع، حيث يقف العملاق شامخا تحت السماء الروسية.

في العام 2011، قدم النحات المصري الكبير السيد عبده سليم، تمثالا للعقاد، هو أضخم تمثال تم تشكيله في مصر بامتداد أقاليمها، ويصل وزنه إلى ستة آلاف كيلو جرام، ومكون من سبيكة من النحاس الأصفر، ومعادن أخرى من الزنك والألمنيوم، وتم تنفيذه في 9 أشهر، حيث يرتفع “العقاد” 6 أمتار، بارتفاع أكثر من طابقين، ممسكا بكتابه، ومتحفزا متقدما نحو الأفق الواسع.

العقاد في جمعية البحوث الوطنية الروسية
العقاد في جمعية البحوث الوطنية الروسية

بعد عام على الكشف عن تمثال موسكو، أزاحت مصر الستار عن رأس العقاد، مبتورا على قاعدة جرانيتية تحت السماء المصرية، بأحد الميادين بمحافظة أسوان، ولم يلبث الشارع المصري أن يتناسى كارثة تمثال الملكة “نفرتيتي”، والذي تمت إزالته بعد موجة الغضب التي أثارها، حتى جاء تمثال قناة السويس الجديدة بموجة غضب جديدة لم تخرج حينها عن أوساط التشكيليين والمثقفين كثيرا.

التمثال بعد الترميم والتجديد
التمثال بعد الترميم والتجديد

ما أن نشرت المواقع والصحف المصرية خبر إزاحة الستار عن التمثال، حتى صار موضع جدل وسخرية واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، حيث ذهب البعض إلى اعتبار التمثال (أعلاه) إهانة للعقاد ولقيمته كرمز وطني، وذهب آخرون إلى أن التمثال لا يجسد العقاد بقدر ما يجسد أحد الشخصيات التي ظهرت في الإعلام مؤخرا باسم “أحمد التباع”، بعد ذيوع مكالماته الجنسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وعلق كثيرون على صورة التمثال، واصفين إياه بتمثال “الرجل الأخضر” الشخصية السينمائية الشهيرة، بينما كانت كلمتي “الفضيحة” و”المهزلة” هما الأكثير شيوعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي .

تمثال العقاد قبل التجديد
التمثال قبل التجديد والترميم

“أشار محافظ أسوان خلال الاحتفال بالتمثال، إلى أن العمال بالمركز المحلي لمدينة أسوان، قاموا بأعمال الترميم والتجديد بمبادرة منهم وبالجهود الذاتية”.

لم يغب عن مستخدمي التواصل الاجتماعي، الحديث عن الفارق الشاسع بين صورة التمثال النصفي قبل وبعد الترميم والتجديد (الصور أعلاه)، حتى يمكن اعتبارهم صورتين لتمثالين مختلفين، أحدهم أصلي والآخر مقلد.

وأكد المحافظ أن الذي قام بعملية الترميم هم العاملون، وليس أحد النحاتين، أو خبراء الترميم، ووضح المحافظ الصور التي نشرتها صفحة “ألتراس وزارة الثقافة” المعروفة بنقدها اللاذع لأوضاع الوزارة، الاختلاف بين نسب التمثالين.

سؤال هام.. هل عقمت مصر عن النحاتين الكبار؟

واحد من الأسئلة، التي باتت تطرح في مصر، أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة، دون إجابة، وكان الكاتب المصري عاطف بشاي، وفي محاولة للحد من تلك الحوادث، خاطب وزير الثقافة المصرية الأسبق فاروق حسني في العام 2009، وطالبه بتحطيم تمثال نجيب محفوظ، وكتب عن التمثال أنه “يخلو من الجمال الفني في القدرة على التعبير عن شخصية الكاتب الكبير، ويعكس ضعف موهبة المثال وفقر إحساسه الفني، وكأن التمثال كاريكاتير سيئ لرسام مبتدئ، فأصبح وكأنه شاهد على الإساءة ليس فقط للعظيم “نجيب محفوظ، ولكن لفن النحت ذاته.

وأشار الكاتب أيضا إلى تمثال عميد الأدب العربي طه حسين “برأسه الصغير كالبيضة وردائه الغريب وقدميه الحافيتين”، وتمثال أمير الشعراء أحمد شوقي الذى “يجلس منحنيًا في وضع غريب وكأنه يقضى حاجته”.

واستنتج الكاتب أن هذه التماثيل قام بنحتها مثال واحد “فهي تتشابه في فقر ثقافة النحات وسطحية تناوله، وهو ما يدعو إلى التساؤل هل عقمت «مصر» من مثاليها الكبار حتى يعبث الصغار برموز ثقافتنا المعاصرة”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]