رئيسة تايوان: لا نسعى إلى مواجهة عسكرية

كتبت الرئيسة التايوانية تساي إينج وين بحسابها على موقع فيسبوك إن المناورات العسكرية الصينية سببت حالة من عدم الاستقرار في تايوان والمنطقة ووصفتها بأنها تصرفات غير مسؤولة من دولة كبرى، وذلك بعدما أنهت بكين مناورات عسكرية حول الجزيرة استمرت ثلاثة أيام.

وبدأت الصين المناورات العسكرية يوم السبت بعد عودة تساي إلى تايبه عقب اجتماعها في لوس انجليس مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي. وكانت الصين قد حذرت الولايات المتحدة من السماح لتساي بزيارتها أو الاجتماع مع مكارثي.

ولم تستبعد الصين أبدا إمكانية استخدام القوة لإخضاع الجزيرة ذات النظام الديمقراطي لسيطرة بكين. وترفض حكومة تايوان بشدة ادعاءات الصين ونددت مرارا بالمناورات.

وقالت تساي في منشور بحسابها على فيسبوك قبل قليل من منتصف ليل أمس الاثنين “أنا (بصفتي الرئيسة) أمثل دولتي أمام العالم” وإن رحلاتها إلى الخارج بما في ذلك زيارتها للولايات المتحدة ليست أمرا جديدا وإنها تتوافق مع توقعات الشعب التايواني.

وأضافت “لكن الصين استغلت ذلك لتدشين مناورات عسكرية، مسببة حالة من عدم الاستقرار في تايوان والمنطقة. هذا ليس سلوكا مسؤولا من دولة كبرى في المنطقة”.

وأجرت الصين أثناء المناورات محاكاة لضربات دقيقة لتايوان وحصارها، وذلك بمشاركة العشرات من الطائرات المقاتلة والقاذفات.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية أمس إن 91 طائرة صينية حلقت حول الجزيرة.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تايوان بأن هذا العدد يمثل رقما قياسيا لكن وزارة الدفاع قالت إنها لا يمكنها تأكيد صحة ذلك.

وقالت تساي إن القوات المسلحة وخفر السواحل في تايوان تصرفا بهدوء ومهنية، ووجهت شكرها لجميع المشاركين.

كشفت دوائر سياسية في موسكو، أن الصين تتحسب جيدا لمخطط واشنطن تجاه جزيرة تايون، بتكرار السيناريو الأوكراني.. ويرى الباحث الروسي في الشؤون الأمريكية، دميتري دروبنيتسكي، أن واشنطن تزعزع تدريجياً سياسة «صين واحدة»، على أمل تنفيذ سيناريو مشابه للسيناريو الأوكراني في المنطقة.. فالولايات المتحدة، لن تكون طرفًا في الصراع، لكنها ستساعد تايوان بالأسلحة والاستخبارات وبكل وسائل الدعم والمساندة.

تضامن الولايات المتحدة مع تايوان

وبات واضحا أن واشنطن تكشف صراحة عن دعمها لـ «استقلال وسيادة تايوان» بعيدا عن سلطة أو وصاية الصين، وهو توجه يستفز بكين التي ترصد بغضب وعدم ارتياح، توجهات واشنطن «المستفزة»، ويبدو ليس آخرها زيارة رئيسة تايوان، «تساي إنغ ون» للولايات المتحدة والتقت في اجتماع مغلق مع رئيس مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي، كيفن مكارثي.

• وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن هدف الاجتماع كان إظهار تضامن الولايات المتحدة مع تايوان، على خلفية تصاعد التوترات مع الصين.

انتهاك لوضع «صين واحدة»

ويشير الباحث الروسي، إلى أن المؤسسة السياسية الأميركية، تدرك حتمية المواجهة مع الصين، وأن هذه المواجهة ستؤثر في المجالات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والجيواستراتيجية، وصولا إلى الحرب غير المباشرة التي يشنها الأمريكيون ضد روسيا.

• وبينما يجري تسويق جميع الاجتماعات بين قيادتي تايوان والولايات المتحدة كأنها اجتماعات خاصة وغير بروتوكولية.. ولكن، في الحقيقة، هذا تفاعل رسمي، ويعني انتهاكا لوضع «صين واحدة»، وللبيان الموقع بين واشنطن وبكين، والذي بموجبه لا يمكن أن تكون هناك علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وتايوان.

تصاعد حدة التوتر حول تايوان

وقد تصاعد الوضع حول تايوان بشكل كبير بعد زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان أوائل أغسطس / آب الماضي، فيما أدانت الصين، التي تعتبر تايوان إحدى مقاطعاتها، هذه الزيارة، ورأت في هذه الخطوة دعما من جانب الولايات المتحدة للانفصالية التايوانية، وأجرت في المقابل مناورات عسكرية واسعة النطاق.

• وقد توقفت العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية لجمهورية الصين الشعبية ومقاطعة جزيرة تايوان عام 1949 بعد هزيمة قوات الكومينتانغ بقيادة تشانغ كاي شيك في الحرب الأهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، وانتقالها إلى تايوان. ثم استؤنفت الاتصالات التجارية وغير الرسمية بين الجزيرة والبر الرئيسي للصين في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. ومنذ أوائل التسعينيات، بدأت الأطراف في الاتصال من خلال المنظمات غير الحكومية، ومن بينها جمعية بكين لتنمية العلاقات عبر مضيق تايوان ومؤسسة تايبيه للتبادل عبر المضيق.

إجماع أمريكي ضد الصين

ويؤكد الباحث الروسي في الشؤون الأمريكية، دميتري دروبنيتسكي، أنه خلافا للمسألة الأوكرانية، هناك إجماع من الحزبين في الولايات المتحدة بشأن الصين وتايوان.. والجمهوريين لا يتخذون فقط موقفًا متشددًا في العلاقات مع بكين، بل يحاولون تقويض الوضع الراهن في العلاقات الدبلوماسية القائمة مع الصين.

وساطات غربية لإقناع الرئيس الصيني بالاتصال بالرئيس الأوكراني!!

ومن جهة أخرى،  ظهرت مشكلة في السياسة الأوروبية الأطلسية العالمية منذ أسبوعين: فالرئيس الصيني شي جين بينغ لا يريد الاتصال بالرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بحسب صحيفة «فزغلياد» الروسية، ولحل هذه المشكلة، توجهت سلسلة من الضيوف من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين والآسيويين وحتى الأفارقة إلى بكين.

• ولكل منهم مهمة محددة : أن يرفع الرئيس الصيني «شي» سماعة الهاتف، ولا يضع الناس في موقف محرج، بل، ومن الناحية المثالية، أن ينضم «إلى جانب الخير»، (أي بروكسل وواشنطن وكييف)،بحسب تعبير الباحث السياسي، دميتري بافيرين.

ولكن وساطات المبشرين الغربيين جاءت بنتائج عكسية. وليس فيما يتعلق بأمر اتصال شي بزيلينسكي، إنما بمستوى أكثر أهمية، هو تعزيز الشراكة بين بكين وموسكو.

زيلينسكي يساوم الصين

قد يكون لدى بكين انطباع بأن «كييف» ترسل إليها إشارات «تخويف»، قائلة إذا كنتم لا تريدونها بطيب خاطر، فسوف نلعبها بسوء، بحسب الباحث دميتري بافيرين، ففي نهاية الأسبوع الماضي، وقّع سكرتير مجلس مدينة «كييف»، فلاديمير بوندارينكو، ونائب عمدة عاصمة تايوان «تايبيه»، لي شوتشوان، في تايوان، مذكرة تعاون بين المدينتين.

• وبالنسبة لبكين، هذا دعم غير مقبول للنزعة الانفصالية التايوانية.

متى يتصل الرئيس شي يالرئيس الأوكراني؟

هذا لا يعني أن شي لن يتصل بزيلينسكي بعد الآن. فعلى ما يبدو، بكين عازمة على العمل كصانع سلام في الصراع، لتظهر للعالم بديلاً عن أمريكا، كما فعلت في الشرق الأوسط. ولا معنى لمثل هذا المشروع من دون الاتصال بالسلطات الأوكرانية.

• وبالتالي، فسوف يتصل الرئيس «شي» من كل بد، عندما يتوقفون عن الضغط على بكين علنًا، وتكون السلطات الأوكرانية جاهزة لإجراء محادثة جادة.