رئيس اتحاد يهود ليبيا.. هل لعب دور مهندس لقاء «المنقوش» و «كوهين»؟
مع إعلان إسرائيل، أمس الأحد، عن أول لقاء جمع وزير الخارجية إيلي كوهين، مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، الأسبوع الماضي في إيطاليا، تردد اسم رئيس اتحاد يهود ليبيا، رفائيل لوزون، كأحد مهندسي اللقاء الذي جمع كبار الدبلوماسيين في البلدين.
وفي ساعات معدودة، سيطر اسم لوزون، على محركات البحث عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل العديد من المتابعين عن هوية لوزون وطبيعة دوره في تنظيم هذا اللقاء الذي أدى إلى موجة من التساؤلات والاستنكارات داخل صفوف الليبيين.
ولوزون من مواليد مدينة بنغازي، لكنه اضطر إلى مغادرة ليبيا عام 1967 بعد مقتل عمه وزوجته وأبنائه الستة في الأيام الأولى من التظاهرات التي انطلقت احتجاجا على اندلاع الحرب.
وحينها انتقل لوزون بصحبة عائلته إلى روما حيث درس العلوم السياسية وعمل صحفيا، ومراسلا للصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
وبحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن لوزون الذي عمل بالصحافة لأكثر من 16 عاما، انتقل إلى العاصمة البريطانية لندن، ويقيم بها حتى الآن.
لوزون يثير الشبهات
وفي أعقاب الإعلان الرسمي عن لقاء روما، كتب لوزون عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منشورا أثار حوله الشبهات، قال فيه: «التقى وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في لقاء “سري” مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.. هناك من عمل بجد خلف الكواليس من أجل هذا» وهذا ما أوحى بأنه كان مهندس لقاء الوزيرين.
إلا أن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أكدت أن لوزون لم يكن على صلة باللقاء الدبلوماسي الأخير، وفي مقابلة أجريت مع لوزون في وقت متأخر من يوم الأحد مع تايمز أوف إسرائيل، قال إنه قام بتسهيل لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين رفيعي المستوى قبل حوالي ست سنوات، معتبرا أن هذه الاتصالات هي التي فتحت الطريق أمام لقاء المنقوش وكوهين.
لقاء وزاري سابق في رودس
وأوضحت الصحيفة أن لوزون رتب في يونيو 2017 اجتماعًا في جزيرة رودس اليونانية ضم وفودًا من البلدين. ومثل إسرائيل وزيرة المساواة الاجتماعية آنذاك جيلا جمليئيل، التي تنحدر والدتها من ليبيا، ووزير الاتصالات آنذاك أيوب قرا، ونائب رئيس الكنيست يهيل بار واللواء المتقاعد يوم توف سامية، وهو أيضًا من أصل ليبي.
وبحسب الصحيفة، ترأس الوفد الليبي في رودس، وزير الإعلام والثقافة والآثار آنذاك عمر الجويري، الذي كان وزيراً في حكومة الشرق برئاسة عبد الرحيم الكيب، في حين ورد أن خليفة الغويل، رئيس الحكومة المتمركزة في الغرب، أرسل بركاته إلى رودس عبر الفاكس.
وانعقد الاجتماع بين الوفدين على مدار ثلاثة أيام في فندق بجزيرة رودس، وركز على الذكرى الخمسين لطرد اليهود من ليبيا في أعقاب حرب عام 1967. وتحدث الوفد الليبي، عن حقوق يهود ليبيا في العودة والحصول على تعويضات مقابل الخسائر التي تكبدوها لدى رحيلهم، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
لوزون: أرفض توقيت اللقاء
وفي توضيح لموقفه من لقاء المنقوش وكوهين، كتب رافائيل لوزون، منشورا عبر موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قال فيه: «أود أن أوضح موقفنا (اليهود الليبيين) مما حدث بالأمس وعواقبه.. وعلى الرغم من جهودي ونشاطي لتقريب اليهود الليبيين من وطنهم الأم، وتمكني من خلق حوار بين الطرفين، إلا أنني أود أن أعلن أنني ضد اللقاء الذي علمنا به بالأمس بين وزيري الخارجية الإسرائيلي والليبي !”.
وتابع: «لكن يتعين على ليبيا الآن أن تقوم أولاً بتسوية وضعها الداخلي. هذا ليس الوقت المناسب للقلق بشأن أشياء أخرى.. وفي سياق العلاقة المستقبلية المحتملة، لا بد من إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية».
