رئيس الوزراء العراقي يرفض مزاعم تركية بشأن عملية الموصل
استمرت التوترات بين تركيا والعراق في التصاعد اليوم الأربعاء حيث رفض رئيس الوزراء العراقي المزاعم التركية بوجوب انضمام قواتها إلى عملية استعادة مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال حيدر العبادي ليل الثلاثاء على حسابه على تويتر، سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب، ساخرا من اتصال مصور من الرئيس التركي بث على التلفزيون أثناء محاولة انقلاب فاشلة في يوليو/تموز.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، قال رجب طيب أردوغان إن القوات التركية لا يمكن فصلها عن العملية التي طال انتظارها لاستعادة الموصل، وقال لرئيس الوزراء العراقي العبادي، «الزم حدودك».
وتوترت العلاقات التركية-العراقية بعد أن أرسلت أنقرة جنودا أواخر العام الماضي إلى منطقة بعشيقة شمالي شرق الموصل، لتدريب مقاتلين لمحاربة تنظيم داعش هناك، وهي خطوة وصفتها بغداد في ذلك الحين بأنها انتهاك صارخ لسيادتها، ويطالب العراق بانسحاب تركيا، غير أن أنقرة تجاهلت ذلك مرارا.
وقال أردوغان موجها خطابه لحيدر العبادي، رئيس وزراء العراق أمس في كلمة ألقاها في اسطنبول، لست محاوري، لست من مستواي، لست كفؤا لي، لست بنفس منزلتي، صراخك وصياحك في العراق لا أهمية له لدينا، عليك أن تعرف أننا سنمضي في طريقنا.
كما تطالب الميليشيات الشيعية القوية في العراق التي كان من المتوقع أن تستعيد السيطرة على الموصل، بانسحاب القوات التركية فورا.
وقال هادي العامري، زعيم فيلق بدر وهو أحد الميليشيات الشيعية البارزة، لم ولن نسمح للقوات التركية بانتهاك سيادة العراق، نؤكد أنه يتعين على الأتراك سحب قواتهم، وإذا أصروا على البقاء، فلا يلوموا إلا أنفسهم. الغطرسة والغرور التي نسمعها اليوم في لغة أردوغان، سيندم عليها وسيرى أثر ذلك على أرض الواقع.
ومن المتوقع أن تكون عملية استعادة السيطرة على الموصل أكثر تعقيدا حتى الآن بالنسبة للقوات عراقية التي تدعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ولا يزال الجيش العراقي يعيد بناء نفسه بعد أن تفكك نحو ثلث قواته عندما سقطت الموصل للمرة الأولى في أيدي تنظيم داعش من أكثر من عامين.
ومنذ ذلك الحين، طرد المتطرفون من أكثر من نصف الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في العراق، بحسب أرقام أصدرها مكتب العبادي.
و في بيروت، قال زعيم حزب الله اللبناني إن عملية استعادة الموصل تخاطر بدفع مسلحي داعش إلى شمال سوريا، واصفا ذلك بمؤامرة أمريكية يجب أن يحذر العراقيين منها.
السيد حسن نصر الله الذي تقاتل جماعته في سوريا إلى جانب القوات الحكومية، قال في حديث يوم الأربعاء أمام حشد خلال احتفال ديني جنوب بيروت، إن هذا الخداع الأمريكي سوف يضيع نصركم في الموصل.
ودعا القادة العراقيين بينهم المليشيات الشيعية إلى قتل وسجن مسلحي داعش، وقطع طريق هروبهم إلى سوريا، وقال إن حضورهم الى سوريا سوف يكون تهديدا مستمرا للعراق.
