تظاهر الآلاف، السبت، في كراكاس ضدّ نيكولاس مادورو، بدعوة من المعارض خوان جوايدو، الذي يأمل في الإفادة من الأحداث في بوليفيا من أجل إطاحة الرئيس الفنزويلي الاشتراكي.
وقال جوايدو، أمام الحشد المؤيّد له، “لن نضعف، لن نتراجع”، وهو كان دعا أنصاره للنزول إلى الشوارع السبت، للمطالبة برحيل مادورو.
وأعلن جوايدو نفسه في وقت سابق رئيسًا بالوكالة لفنزويلا، واعترفت به نحو 50 دولة.
ويأمل جوايدو بالإفادة من الأحداث في بوليفيا، حيث أُجبِر الرئيس الاشتراكي إيفو موراليس على الاستقالة بضغط من المتظاهرين وبعد تخلّي الجيش عنه.
وشدّد جوايدو، في خطاب ألقاه أمام السفارة البوليفيّة، على أنّ بوليفيا “نالت حرّيّتها بفضل اتّحاد جميع قوّاتها”.
وقد شكّل مستوى التعبئة الشعبيّة اختبارا للزعيم الشاب، الذي يُحاول منذ يناير/ كانون الثاني إزاحة مادورو من السلطة.
وكان هناك زهاء 5 آلاف متظاهر بشوارع كراكاس استنادا إلى تقديرات صحفيي وكالة فرانس برس، أي أقلّ بكثير من عشرات الآلاف الذين استطاع جوايدو حشدهم في بداية السنة بعد إعلانه نفسه رئيسا بالوكالة في 23 يناير/ كانون الثاني.
ومع ذلك، فإنّ تعبئة يوم السبت هي الأقوى منذ التظاهرة الكبرى التي نُظّمت في الأول من مايو/ أيّار غداة دعوة جوايدو إلى انتفاضة ضد مادورو.
وقال طالب القانون عمر كيينزلر (19 عامًا) لفرانس برس، إنّ “توقّعاتنا عالية جدّاً، لا نريد أن تكون هذه التظاهرة واحدةً من (تلك) التي يصعد خلالها السياسيّون على منصّةٍ ليقولوا شيئين أو ثلاثة ويعود الجميع” إلى بيوتهم.
وأظهر استطلاع أجراه معهد “داتاناليسيس” بين 18 و25 أكتوبر/ تشرين الأول، أنّ 32% من الذين استُطلعت آراؤهم مستعدّون للتظاهر دعمًا لجوايدو، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس البرلمان.
وترزح فنزويلا، الغنية بالنفط، تحت تضخم هائل ونقص في السلع الأساسية من الدواء إلى الغذاء، في أزمة أجبرت كثيرين على النزوح من بلدهم منذ 2016.
وفي مقابل تلك التظاهرات، دعا الرئيس الفنزويلي الاشتراكي أيضًا مؤيّديه إلى الاحتشاد السّبت في العاصمة الفنزويليّة، دعمًا للرئيس البوليفي السابق موراليس، حليف مادورو الإقليمي.
ولبى الآلاف من أنصار مادورو هذه الدعوة مرتدين ملابس باللون الأحمر، وقال ديفيد بيريز البالغ من العمر 41 عامًا، إنه يتظاهر “دفاعًا عن إيفو والشعب البوليفي”.
ويتّهم مادورو بانتظام المعارضة الفنزويليّة بأنّها تنوي إطاحته من خلال “انقلاب” تدعمه الولايات المتحدة وكولومبيا، وهو اتّهام كرّره السبت خلال مخاطبته أنصاره عبر مكبّرات الصوت.
وقال مادورو، إنّ واشنطن والمعارضة الفنزويليّة سعتا إلى إزاحته خلال التظاهرة التي نظّمها معسكر جوايدو، لكنّه شدّد على أنه “في فنزويلا، لا أحد يقوم بانقلاب، هنا الشعب يُدافع عن الديمقراطيّة والحرّيّة” .
وتابع الرئيس الفنزويلي “لقد حقّقنا انتصارًا جديدًا، انتصارًا للسلام”.
