رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: العالم يواجه خطر «تفكيك العولمة»

يرى رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ريتشارد هاس، أن الدعوة لتفكيك العولمة هي مجرد علاج زائف، وهي أسوأ بكثير من المرض، فالعولمة ليست مشكلة يتعين على الحكومات حلها، وإنما هي حقيقة يجب التعامل معها، حقيقة لا يمكن تجاهلها، والخيار الوحيد هو الاستجابة بأفضل السبل.

ويقول «هاس» ـ  وهو من أبرز الدبلوماسيين والمفكرين السياسيين الأمريكيين، ويتميز عن العديد من نظرائه بمشاركته في عملية صنع القرار الأمريكي في فترات مختلفة ـ في معظم الأحيان، كانت الحكومات تنظر إلى العولمة على أنها فائدة صافية، وكانت على العموم تفسح لها المجال لتأخذ مجراها.ولكن العولمة، كما يتضح من أشكالها المختلفة، يمكن أن تكون مدمرة وبناءة، وفي السنوات الأخيرة، أصبح عدد متزايد من الحكومات والناس، في جميع أنحاء العالم ينظرون إليها على أنها مخاطرة صافية، وعندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، والأوبئة، والإرهاب ـ وكلها تفاقمت بفعل العولمة ـ ليس من الصعب معرفة السبب، ولكن في مناطق أخرى، أصبحت المعارضة المتزايدة للعولمة أكثر تعقيدًا.

وأضاف رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، في مقال نشر في «Project Syndicate » ـ وهي مؤسسة إعلامية دولية تنشر وتجمع التعليقات والتحليلات حول مجموعة متنوعة من الموضوعات العالمية المهمة، ولديها شبكة من 459 منفذًا إعلاميًا في 155 دولة ـ إن قدرة الناس على عبور الحدود بأعداد كبيرة كانت في الماضي تحظى بالقبول، بل بالترحيب، وكان المهاجرون في الولايات المتحدة أساس النجاح الاقتصادي، والسياسي، والعلمي، والثقافي للبلاد، ولكن ينظر الكثير من الأمريكيين إلى المهاجرين، الآن، بحذر، ويرون أنهم يشكلون تهديدًا للوظائف، أو الصحة العامة، أو الأمن، أو الثقافة، وقد حدث تحول مماثل في معظم أنحاء أوروبا.

وكل هذا يؤدي إلى التحول نحو تفكيك العولمة، وهي عملية لها تكاليف وحدود، إذ يمكن أن يؤدي حظر الواردات إلى حدوث تضخم، وتقليل اختيار المستهلك، وإبطاء وتيرة الابتكار، ودفع الآخرين إلى الانتقام من خلال فرضهم لقيود على وارداتهم. ويمكن أن يؤدي حظر الأفكار إلى خنق الإبداع، وإعاقة تصحيح أخطاء السياسة، وغلق الحدود في وجوه الناس يمكن أن يسلب مجتمعًا من المواهب، والعمالة المطلوبة، بينما يساهم في بؤس أولئك الذين أجبروا على الفرار نتيجة الاضطهاد السياسي، أو الديني، أو الحرب، أو العصابات، أو الجوع.

من المؤكد أنه دائما ما كان الأشخاص والبضائع يتحركون في جميع أنحاء العالم، سواء كان ذلك عبر أعالي البحار، أو عبر طريق الحرير القديم، ويكمن الاختلاف اليوم في حجم هذه التدفقات، وسرعتها، وتنوعها، وإذا كان التنافس بين القوى العظمى، قد شكل جزءًا كبيرًا من تاريخ القرون القليلة الماضية، فمن المرجح أن يعتمد تحديد العصر الحالي على التحديات العالمية، وعلى مدى نجاح العالم أو ضعفه في التصدي لها..إن العولمة أصبحت مدفوعة بالتكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك، الطائرات النفاثة، والأقمار الصناعية، والإنترنت، وبالسياسات التي فتحت الأسواق أمام التجارة والاستثمار.

وتابع «هاس»: من المؤكد أن عملية تفكيك العولمة في بعض مجالات السياسة محكوم عليها بالفشل، فالحدود ليست حواجز أمام تغير المناخ، ولا يؤدي إغلاقها إلى حماية أي بلد من مخاطر المرض، حيث يمكن لمواطنين حاملين للعدوى العودة بسهولة إلى موطنهم، ولا تضمن السيادة الأمن، ولا الرخاء.

وهناك طريقة أفضل للاستجابة لتحديات العولمة وتهديداتها، ويمكن للعمل الجماعي الفعال أن يواجه مخاطر الأمراض، وتغير المناخ والهجمات السيبرانية، والانتشار النووي، والإرهاب، ولا يمكن لأي دولة بمفردها أن تؤمن نفسها؛ فالأحادية ليست مسار سياسة جاد، وهنا يتجلى دور الحكم العالمي (وليس الحكومة)، إذ يمكن أن تصمَّم الترتيبات، بل ينبغي ذلك، لتناسب التهديد، وأولئك الراغبين والقادرين على التعاون، ولكن لا يوجد بديل قابل للتطبيق للتعددية.

إن العزلة ليست استراتيجية، ولا الإنكار هو كذلك، إذ يمكننا أن ندفن رؤوسنا في الرمال مثل النعام، لكن الموجة سوف تأتي وتغرقنا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]