قال المستشار عدلي منصور الرئيس المصري السابق إن الوطن العربي يحتاج لربيع آخر، موضحا أنه يحتاج إلى ربيع الحضارة وبثورة حضارية، مشددا على أنه لا يمكن لحضارة أن تنشا أو تعود الا بالفكر.
وأضاف خلال كلمته عقب تكريمه من مؤسسة الفكر العربي في مؤتمرها “فكر14” مساء أمس الاثنين، والذى يقام بالشراكة مع جامعة الدول العربية بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسها، تحت عنوان: “التكامل العربى .. تحديات وآفاق”، أن الوطن العربي الذي شهد ربيعا قصيرا سرعا ما تعثر في مواجهة الارهاب يمكنه ان يستأنف مسيرته من جديد مضيفا أن منحنى الهبوط ليس خالدا وانكسار اللحظة ليس آخر الطريق، وشدد على أن الجميع سيعمل على مجابهة ما طرا على الأمة من خارج الدين والثقافة بكل حزم وإيمان.
وقال إن “محيط الأمل في بلادنا كان باتساع المحيط الهادئ كان الجميع يتحدث عن نهاية السنوات العجاف وعن عصر الرخاء القادم لكن الأمل لم يبق طويلا في بلادنا وجاءنا بساط الريح من الخارج بحشد هائل من التطرف المدعوم والتخلف المخطط وبدلا من أن يكون العلم والفكر هما عماد الربيع إذا بحملة السلاح الذين جاءوا بالدم يعلنون أنفسهم قادة للعصر الجديد”.
وأضاف أنه في نهاية القرن العشرين كانت حقائق الهبوط تفوق آمال الصعود وخطر الفقر والجهل والمرض في الأمة العربية كان يتمدد ولم تكن الصورة تدفع إلى الأمل بقدر ما كانت تدفع إلى اليأس، وكان الشباب يبحثون عن طريق بلا خريطة.
وأشار إلى أن القرن الحادي والعشرين جاء لتواصل صناعة الخوف ازدهارها وليضيق الأمل يوم بعد يوم، ثم جاء الربيع العربي المباغت يفتتح العقد الثاني من القرن الجديد من تونس إلى القاهرة ومن طربلس لصنعاء ومن بغداد لدمشق لتنطلق موجات أمل لا نهاية لها.
وأشار إلى أن الميادين التي كانت تصدح بالحرية والأمل غرقت في أوحال المتطرفين، مضيفا “إذا بمعالم حضارتنا تطيح بها ايد آثمة أرادت للأمة العربية أن تغادر زمانها لتلفظ أنفاسها خارج التاريخ”.