أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقيه، أن حالة القضية الفلسطينية تُبيّن مدى هشاشة التعهدات الدولية، مؤكداً أن الحل “الأمريكي الإسرائيلي” والمعروف بـ “صفقة القرن”، والذي أُعد خارج نطاق التشاورات الدولية وفي غياب المعنيين من الطرف الفلسطيني، هو انتهاكاً لمختلف قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي السابقة، مشددا على أن هذا المقترح ينفي الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وأن تلك الخطة لن تُسهم إلا في تفاقم التوترات في المنطقة.
وأضاف فقيه، في كلمته في افتتاح أعمال الدورة الثالثة والثلاثين لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، المنعقد في إثيوبيا، أن تفشي البؤر الإرهابية في القارة السمراء يستدعى وعي أفريقي ودولي لاستئصاله، خاصة أنه قد يزيل بعض الدول.
وتابع أن نقض التضامن بين الدول الأفريقية هو السبب الرئيسي في هشاشة المنظومة الأفريقية لمقاومة الإرهاب والعنف وغيرها من الأزمات، معرباً عن تضامنه مع الشعب الصيني فيما يواجه من تفشي فيروس كورونا.
ووجه فقيه الدعوة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بإخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إن اجتماع دول الاتحاد الإفريقي تحت شعار “إسكات البنادق وتهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا” وهو موضوع يتلاقى مع أهداف وأولويات الجامعة العربية، إذ أنها تتشارك في نفس التطلعات وتواجه ذات التحديات، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تؤمن أنه لا يمكن إطلاق عملية التنمية الشاملة بمعزل عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار في الإقليمين العربي والأفريقي، مؤكداً بضرورة تعظيم العمل المشترك لمواجهة التحديات الأمنية وجذور الأزمات السياسية التي تزعزع استقرار الدول العربية والأفريقية وتعطل خطط التنمية المستدامة.
وفي كلمته، أوضح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن مبدأ “الحلول الأفريقية للمشاكل الإفريقية” هو السبيل الأمثل لحل الأزمات، مشيرا إلى أن دخول اتفاق “التجارة الحرة القارية” إلى حيز النفاذ والبدء في إطلاق آليات عملها خلال القمة الاستثنائية التي عقدت في النيجر يُعد انجازاً تاريخياً، وأن تحرير التجارة في أفريقيا وإزالة القيود أمام تدفق السلع والخدمات يفتح صفحة جديدة حافلة بالفرص، من شأنها نقل التكامل القاري إلى مستويات جديدة.
وشدد السيسي على أن الجهود المبذولة لتحقيق التكامل القاري والتنمية الشاملة لن يكون لها فاعلية دون الارتقاء بالبنية التحتية في القارة الأفريقية، وأن توثيق الترابط بين أنحاء القارة لا غنى عنه من أجل إنجاز الاندماج الاقتصادي ونقل السلع والخدمات والتكنولوجيا، متابعاً أن مضاعفة عوائد الاستثمار في التنمية بالقارة السمراء متوقفة على تمكين ودعم المرأة والشباب.
وأكد الرئيس المصري أن القضية الفلسطينية ستظل حاضرة في قلوب وضمائر الشعوب والدول الأفريقية، والتي ستستمر في تضامنها مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأبدى السيسي استعداد مصر لاستضافة قمة لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، وذلك من واقع مسئولياتها وإيماناً منها بأهمية ذلك المقترح، وذلك لتحقيق السلم والأمن في أفريقيا.
