كتب – أحمد حامد
تهتم مختلف الدوائر السياسية الإسرائيلية هذه الأيام بالعلاقات مع الهند، وهي العلاقات التي باتت تعتمد وبقوة على منظومة واضحة من العلاقات العامة والتوجهات التي تسع إسرائيل إلى استغلالها لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب من وراء هذه العلاقة.
اللافت هنا عند الحديث عن هذه المنظومة من العلاقات أن إسرائيل سعت ومنذ اللحظة الأولى من الإعلان عن سفر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الهند إلى محاولة مخاطبة الشارع الهندي لتقوية هذه العلاقات مع إسرائيل.
وظهر ذلك مع الإعلان الأول الذي اصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي اليوم، وهو الإعلان الذي أشار إلى اتجاه كلا من الهند وإسرائيل إلى إنتاج افلام سينمائية خاصة ، وهي الأفلام التي ستتاح للجمهور الذي سيعرف بالطبع إنها إنتاج هندي إسرائيلي مشترك.
وتعلم إسرائيل بالطبع قوة السينما الهندية، وهو ما يفسر هذا الاهتمام الكبير منها بالتعاون الثنائي أو المشترك مع الهند. وأشار الإعلان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء إلى التوقيع على اتفاقية إنتاج مشترك للأفلام السينمائية، وهي الاتفاقية التي ستؤدي إلى تعزيز العلاقات بين صناعتي الأفلام في البلدين من خلال تخصيص منح حكومية للأفلام ذات الإنتاج المشترك الإسرائيلي الهندي.
ومن هنا ينعكس وبقوة أهمية هذا التعاون خاصة وأن إسرائيل الآن تتحدث بصيغة إنتاج أفلام سينمائية مشتركة مع الهند، وهو أمر بات من الواضح أنها تسع من خلاله إلى تحقيق أرباح متميزة من ورائه.
مويشي هولزبرج
الأهم من هذا أن هناك قضية في منتهى الدقة تثار الآن مع الزيارة، وهي قضية الطفل الإسرائيلي مويشي هولزبرج، البالغ 12 عامًا ، وهو الطفل الذي فقد والديه في تفجيرات بومباي عام 2008. ورافق هولزبرج نتنياهو في هذه الزيارة،ومن المنتظر أن يزور نفس الموقع أو المكان الذي تعرض فيه والديه للعملية التفجيرية التي أدوت بحياتهما، الأمر الذي يمثل رسالة واضحة ستحاول إسرائيل الترويج لها مع زيارة نتنياهو إلى الهند. وسعى كبار المتخصصين والخبراء الإسرائيليين في مجال السوشيال ميديا إلى الترويج والأهتمام بهذه النقطة بالتحديد، ومثال ذلك يوناتان جونين المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية في وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية، والذي وضع بوست اليوم قال فيه أن الطفل اليتيم مويشي هولزبرج رافق نتنياهو في رحلته إلى الهند، موضحا أن هولزبرج سيشاهد المكان الذي توفي فيه والديه عقب حادث مومباي عام 2008 ، وهو ما أعتبره بأنه رسالة هامة للغاية.
وبجانب كل هذا لم يخف الاقتصاد عن الزيارة، حيث كشف التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له أن الوفد المرافق لنتنياهو من رجال الأعمال هو الأكبر في اي رحلة خارجية سابقة قام بها مسؤول إسرائيلي، وهو ما يعكس أهمية كبيرة توليها إسرائيل اقتصاديا لهذه الزيارة.
بجانب أن توقيت الزيارة يطرح الكثير من التساؤلات، خاصة وأنه يأتي عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار أن القدس هي عاصمة إسرائيل، وأن غالبية الدول التي أيدت إسرائيل وساندتها في هذا القرار هي دول قليلة ويجب العمل جديا على زيادة هذا العدد بالمستقبل.
عموما فإن زيارة نتنياهو تنطوي على الكثير من الرسائل الهامة، سواء للداخل الإسرائيلي أو حتى للعالم، الأمر الذي يكشف أهمية كبرى لهذه القضية التي تتصاعد أهميتها بصورة واضحة هذه الأيام.
