رحلت ماجدة الصباحي تاركة ثروة فنية وقيمة إنسانية

رياض أبو عواد يكتب عن أول لقاء مع الفنانة الراحلة وأثرها السينمائي

رأيت ماجدة للمرة الأولى صبيا وأنا أشاهد فيلم “جميلة بوحيرد” ليوسف شاهين وشارك ثلاثة أدباء في صياغة السيناريو لهذا الفيلم بينهم الأديب الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1988 نجيب محفوظ، فكان لها أن أخذت حيزا مهما في حياتي فالثورة الجزائرية في حينها لم تكن لحظة في حياة صبي يعيش نكبة بلاده فلسطين.

وأذكر جيدا أن أول مظاهرة شاركت بها باختياري كانت مظاهرة طلابية في الكويت تضامنا مع ثورة الجزائر، إثر إعلان استقلالها عن فرنسا لطرد المحتل الفرنسي من البلاد، وكانت ماجدة موجودة هناك فهي أول من حدثنا عن الجزائر في فيلمها الذي لازال راسخا في الوجدان، وأعتقد جيدا أن أبناء جيلي جيل المد الوطني والتحرر من الاستعمار والرغبة في الحرية وإعادة بناء الأوطان يتذكرون هذا الفيلم جيدا، ومن المؤكد أن بعضهم شارك في احتفالات استقلال الجزائر التي جابت مظاهراتها الاحتفالية الكثير من المدن العربية في حينها.

 

ماجدة الصباحي أو عفاف الصباحي غادرت عالمنا صباح أمس الخميس عن عمر ناهز 89 عاما فهي من مواليد طنطا عام 1931 ودخلت بوابة الفن بدون علم أهلها وفيما بعد كان عملها في السينما سببا لانفصال والديها حيث ان الوالد كان غاضبا من ابنته ولا يريد لها العمل في الفن إلا أن والدتها ساندتها ووقفت إلى جانبها مما أدى إلى انفصال الوالدين.

واستطاعت بعد عملها لفترة قصيرة في السينما التي بدأت مشوارها فيها مع فيلمها الأول الذي ظهرت فيه مع اسماعيل ياسين “الناصح” لسيف الدين شوكت عام 1949 وعمرها لم يتجاوز 19 عاما، رغم أنها دخلت المجال منذ كان في الـ 15 عاما من عمرها، قبل أن تبرز كفنانة وإدارية صاحبة خبر في مجال الإنتاج عندما أسست شركة باسمها للانتاج الفني عام 1958 قدمت من خلالها العديد من الأفلام ومن بينها الفيلم الأساسي في مسيرتها عربيا “جميلة بوحيرد”.

تعددت الشخصيات التي قدمتها الراحلة على الشاشة الكبيرة من الفتاة الوطنية المقاتلة إلى الفتاة المراهقة إلى الفتاة والمرأة الساعية لنشر دين جديد الى المرأة المقهورة الى المرأة المنتصرة وايضا تعددت الأفلام التي قامت بانتاجها من الوطني إلى الديني الى الاجتماعي وقدمت خلال ذلك الكثير من الوجوه الشابة التي أصبحت نجوم المستقبل في تلك الفترة التاريخية ومن بينهم ميرفت أمين وأحمد زكي وعفاف شعيب وغيرهم.

 

 

ويعتبر عملها في إنتاج بعض الأفلام عملا مهما ورائد بعد رائدات السينما بداية القرن مثل عزيزة امير إلا أن عمل ماجدة كان أكثر فعالية بسبب تغيرات الزمن والتطورات التي طرأت على السينما وانتشار واتساع أسواقها خصوصا وان السينما المصرية في الأربعينات والخمسينات وحتى التسعينات كانت تجد أسواق واسعة لها في العالم العربي وبعض الدول الأفريقية.

ومن بين الافلام التي انتجتها إلى جانب فيلم “جميلة بوحيرد” الذي يعتبر الايقونة في أعمالها تمثيلا وإنتاج وفيلم “العمر لحظة” عن الهزيمة 1967  وحرب أكتوبر  1973 و “النداهة” عن رواية يوسف إدريس و”زوجة لخمسة رجال” و”السراب” و”من أحب” وهو الفيلم الوحيد الذي شاركت فيه الفنانة ماجدة في كتابة السيناريو وقامت باخراجه وهو مأخوذ عن الرواية الأمريكية “ذهب مع الريح”.

الى جانب فيلم “الحقيقة العارية” و”أين عمري ” وهذا ما دفع المخرج الراحل يوسف شاهين حسب شهادة تلميذة المخرج خالد يوسف أن الفنانة ماجدة “كان المخرج يوسف شاهين يحبها ويحترمها ولقبها بعاشقة السينما وأنها استخدمت كل ما تملكه كل مدخراتها وكل جنيه كسبته من السينما في الإنتاج السينمائي”.

ويتابع خالد يوسف على صفحته في الفيسبوك استنادا على شهادته عن استاذه “كان أمامها أن تصنع مثل رفيقات دربها الذين أخذوا ما كسبوا من السينما ودخلوا في مشاريع تجارية تدر ارباحا مضمونة لكن عشقها وشغفها بالسينما جعلها تدخل في إنتاج أفلام من الصعب التصدي لإنتاجها مثل + العمر لحظة+ و+جميلة بوحيرد”.

ورأت الفنانة سلوى محمد علي كما كتبت على صفحتها في الفيسبوك أن “ماجدة لم تعتمد على رجل فلم تتزوج الا وهي نجمة بعكس الكثيرات من بنات جيلها اللواتي تزوجن من مخرجين وكانت مع حقوق المرأة”.

يشار إلى أنها لعبت دورا مهما في فيلم “الآنسة حنفي” الذي يعتبر من اهم الافلام التي أنتجتها السينما العربية عن حقوق المرأة والدفع بها الى المقدمة وكذلك فيلم “المراهقات وغيرها”.

وحتى في الأفلام الدينية التي أنتجتها وقدمتها على الشاشة الكبيرة فإنها قدمت المرأة في هذه الأفلام كشخصيات محورية ومركزية لمخاطبة العقل الأكثر رجعية في البلاد بالتأكيد على دور المرأة بالحياة ولكن كما يبدو أن الحياة تخاصم التقدم بفضل الرموز الدينية الجديدة التي أصبحت أكثر محافظة واشد سفالة ضد المرأة بفضل انتشار الفكر الوهابي والتناقض الكبير اجتماعيا ما بين الحداثة والماضي.

والفنانة الراحلة قدمت ما يزيد عن السبعين فيلما من بطولتها إلى جانب غالبية نجوم عصرها والتي بدأتها مع نجم النجوم في تلك الفترة الفنان الراحل إسماعيل ياسين في افلاك “الناصح” و”الانسة حنفي” وغيره من نجوم عصرها والنجوم الذين لحقوا مثل احمد زكي وميرفت امين وغيرهم وكان اخر ظهور لها على الشاشة عام 1994 “ونسيت أني امرأة”.

وانسحبت من الحياة الفنية لأن المرحلة حسب تصريحات لها “تغيرت ولم يعد الإنتاج السينمائي يلتقي مع رؤيتها ومزاجها الفني وان السوق أصبح مرحبا النوعية الجديدة من هذه السينما”.

وأعتقد ان انسحابها هنا كان مشرفا لها لأن الكثير منها اصبح لغة التجارة والمكسب لغته الأصيلة رغم وجود أعمال شذت عن هذه المرحلة ومن بينها أفلام يوسف شاهين وداود عبد السيد ومحمد خان وبعض المخرجين الجيدين من جيل الشباب الذين لجؤا الى مفهوم السينما المستقلة بمواجهة المفهوم الوهابي “السينما النظيفة”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]