رحل ناهض حتر لكن أفكاره باقية بيننا
الاتحاد الأوروبي يندد بالجريمة الشنعاء التي ارتكبها إمام سلفي فلسطيني الأصل أردني الجنسية عائد لتوه من البقاع المقدسة بعدما قرر أن الكاتب و الصحفي أهان الذات الإلهية عندما قام بمشاركة صورة كاريكاتورية على موقع فيسبوك ونقلها عن موقع إلحادي، ولم يكن هو من رسمها، ورغم ذلك قرر الظلاميون تصفيته الجسدية دفاعا عن اعتفادهم عن الذات الإلهية بحسب تصورهم.
قتل الكاتب حدث عند باب المحكمة في عمان، ورغم سرية محاكمته فإن أيادي الغدر والقتل وصلت إلى الكاتب ناهض حتر المعروف بأفكاره اليسارية المناهضة للحركات التكفيرية المتشددة وانتقاداته أيضا للنظام الأردني في بعض مواقفه خاصة موقفه من الوضع السوري، وكلفه موقفه هذا السجن لمدة 25 يوما قبل يتم إطلاق سراحه ويحاكم خارج السجن ليفقد الحياة بعد ذلك.
مختلف التصريحات التي أدلى بها المقربون من الكاتب حتر تؤكد أنه تلقى تهديدات كثيرة بالقتل ولكن السلطات الأمنية الأردنية لم تأخذها على محمل الجد واعتبرتها غير جدية و تركت الكاتب دون حماية مقربة لمنع أيادي الإجرام من الاغتيال.
حدث الاغتيال وقع كالصاعقة على المفكرين والصحفيين والمثقفين في الأردن و في العالم العربي، وانهالت المواقف المنددة بهذه الجريمة الشنعاء التي لا تخنلف عن الاغتيالات السابقة مثل المفكر الحر فرج فودة و غيره من احرار الفكر لشعوبهم في العالم العربي و الإسلامي.
اغتيال ناهض حتر يعيد الألم إلى المثقف العربي الذي يعاني في الكثير من البلدان العربية و الإسلامية من التهميش الممارس من طرف الأنظمة الرسمية و الخوف من القتل الذي يأتيه من التيارات الظلامية المتطرفة و التي نصبت نفسها مدافعة عن الدين و من يعارض وجهة نظرها يقتل.
ناهض حتر كان مفكرا يقرأ تاريخ الحضارة العربية الإسلامية بعين ناقدة، تعيد الأحداث والأمور إلى نصابها الحقيقي، ويستنطق أحداث التاريخ بطريقة موضوعية بعيدة عن التشنج المذهبي والرؤية السطحية، ويعطي قيمة لكل الحركات التاريخية التي ساهمت في بناء مجتمعاتنا الحاضرة، ولا يفرق بينا ما قدمه الإسلام و المسيحية و تيارات دينية و فكرية أخرى.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
