رحيل ألبير أرييه أقدم يهودي مصري.. رفض الهجرة لإسرائيل ودافع عن الفلسطينيين
توفى أقدم يهودي في مصر وأحد أبرز المناضلين اليساريين ألبير أرييه عن عمر يناهز 92 عاما، اليوم الخميس.
محب لمصر
ولد أرييه 25 يونيو 1930، وفي شبابه رفض الهجرة لإسرائيل وذلك رفضا للصهيونية، حيث عارض اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وظل مدافعا عن حقوق الفلسطينيين طوال حياته.
كان أرييه واحدا من 3 يهود بارزين من مصر انضموا للحركة الوطنية ضد الاستعمار الإنجليزى ورفضوا الهجرة لإسرائيل، واندمجوا مع عائلاتهم الجديدة فى المجتمع المصرى.
كما رفض ترك مصر والهجرة إلى أي بلد أوروبية مؤكدا أن حبه وعشقه لمصر منعه من تركها.
رفض كامب ديفيد
كان أرييه قد تصدى لعدد من المواقف البارزة منها رفضه معاهد كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979، حيث قال في حوار صحفي سابق إن “لا أحب السادات بسبب اتفاقية كامب ديفيد لأن مصلحة إسرائيل كانت أكثر من مصلحة مصر فى تلك المعاهدة التي كسرت الوحدة العربية”.
وأضاف: “لكنني لست ضد الصلح مع إسرائيل، فعاجلا أو آجلا كنا سنتصالح، ولكن ليس من المعقول أبدا أن نضحي بالفلسطينيين، فالدولة الفلسطينية موجودة غصباً عن أى شخص، والعصابة التي تحكم إسرائيل لن تستطيع هضم حقوق الفلسطينيين إلا لو سمحنا لهم”.
وبالرغم من سجنه في عهد عبد الناصر لكن ألبير أرييه كان يؤكد أن الزعيم الراحل لديه إيجابيات كبيرة حيث نجح في نقل مصر إلى مرحلة الاستقلال الوطني رغم وجود سلبيات في حكمه.
ذاكرة الحركة اليسارية
عُرف ألبير أرييه بكونه ذاكرة حية للحركة اليسارية المصرية وتاريخ مصر الفني والأدبي، حيث نشط أريه في الحركة الشيوعية المصرية منذ الأربعينيات من القرن الماضي، وسُجن عام 1953 لمدة 11 عاما.
وحرص ألبير في السنوات الأخيرة من حياته على حضور الفعاليات الثقافية والأدبية، خاصة الندوات التي تطرقت إلى تاريخ اليهود المصريين، والأعمال الروائية التي تناولت حياتهم، مثل رواية “المولودة” لنادية كامل، ومسلسل “حارة اليهود”.
المثقفون ينعون
نعى عدد من المثقفين والكتاب المصريين المناضل اليساري الراحل، وقال الكاتب المصري محمد أبو الغار، إن أرييه كان “ذاكرة حية لتاريخ مصر السياسي والفني والأدبي”.
وأكمل أبو الغار قائلا “رحل الرجل الذي دفع من عمره ١١ عاما في السجن دفاعا عن المساواة والعدالة، لقد أنهيت مذكراتك التي تحوي تاريخ مصر في فترة حرجة بكل صدق وأمانة. سوف أفتقدك كثيرا يا صديقي، لروحك السلام”.
كما كتب الشاعر والناقد شعبان يوسف: وداعا الرجل الذي كان يعتز بمصريته، وقاوم كل إغراءات الصهيونية لاستقطابه، وظل وفياً كلٌ عمره لمبادئه النبيلة.
