توفي مساء أمس الثلاثاء، الشاعر نجيب شهاب الدين، كاتب القصيدة ـ الأغنية ـ الشهيرة «يا مصر قومي وشدي الحيل»، بعد معاناة مع أحد الأمراض المزمنة.
الراحل الكبير نجيب شهاب الدين، من مواليد 4 أغسطس / آب 1944، وقد أشتهر من خلال العديد من الأشعار التي قدمها وقام بغنائها الشيخ إمام عيسى.
والشاعر نجيب شهاب الدين، يعد من أهم شعراء المصريين.. ورغم ندرة إنتاجه وعدم سعيه للشهرة، لدرجة أنه لم يقم بجمع أشعاره فى ديوان، كتب العديد من الأشعار المتميزة التى تغنى بها الشيخ أمام، مثل «سايس حصانك، ومرمر زمان، ويا مصر قومى وشد الحيل».
وصفت أشعاره بانها كانت «صيحة» في قلب الشارع المصري، في حقبة السبعينيات وبداية الثمانينيات، حتى قيل عنه إنه «شاعر تكدير الأمن العام» بحسب تعبير الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى
الشاعر الراحل انفرد بـ «خصوصية» متميزة، في قصائدة، رسخت محبته عبر أجيال متتابعة، ومنذ جيل السبعينات، حتى جيل ثورة 25 يناير، الذى كان يردد بحماس شديد قصيدته،: (يا مصر قومى وشدّى الحيل)، والتى غناها الشيخ إمام فى ظروف وملابسات تاريخية شديدة القسوة، وكانت الأغنية بالفعل تشدّ من أزر المتمردين والثائرين والمحتجين والمعارضين والمتظاهرين.
ومع كل أزمة أو إحباط داخل الشارع المصري، نجد أغنية «يامصر قومى وشدى الحيل»، والتى أصبحت شعارا، وعلامة مميزة لتجاوز الأزمات التى كانت تعانى حركات الاحتجاج المتتالية فى الحركة الوطنية.
وتقول كلمات الأغنية التى كتبها نجيب شهاب الدين ولحنها وغناها الشيخ إمام:
يا مصر قومى وشدى الحيل .. كل اللى تمنيه عندى
لا القهر يطوينى ولا الليل .. آمان آمان آمان بيرم أفندى
رافعين جباه حرة شريفة .. باسطين أيادى تأدى الفرض
ناقصين مؤذن وخليفة .. ونور ما بين السما والأرض
يا مصر عودى زى زمان .. ندهة من الجامعة وحلوان
يا مصر عودى زى زمان .. تعصى العدو وتعاندى
آمان آمان بيرم أفندى .. يا مصر
يا مصر قومى وشدى الحيل .. كل اللى تتمنيه عندى
لا القهر يطوينى ولا الليل ..آمان آمان آمان بيرم أفندى
الدم يجرى فى ماء النيل .. والنيل بيفتح على سجنى
والسجن يطرح غلة وتيل .. نجوع ونتعرى ونبنى
يا مصر لسه عددنا كتير .. لا تجزعى من بأس الغير
يا مصر ملو قلوبنا الخير .. وحلمنا ورد مندى
آمان آمان بيرم أفندى .. يا مصر
يا مصر قومى وشدى الحيل .. كل اللى تتمنيه عندي
لا القهر يطوينى ولا الليل ..آمان آمان آمان بيرم أفندى
يسعد صباحك يا جنينة .. يسعد صباح اللى رواكي
يا خضرا من زرع إدينا ..شربت من بحر هواكى
شربت من كاس محبوبي .. وعشقت نيل أسمر نوبى
وغسلت فيه بدنى وتوبي .. وكتبت اسمه على جلدي
آمان آمان آمان بيرم أفندى .. يا مصر
القصيدة «الصيحة» جاءت بين كتابات شعرية كثيرة احتفت بها الحركة الوطنية على مدى أربعين عاما أو أكثر على وجه التقريب، مع قصائد أحمد فؤاد نجم، وزين العابدين فؤاد، ومحمد سيف، وفؤاد قاعود، وسيد حجاب، ومحمود الطويل ومحمود الشاذلى وماجد يوسف..ولكن قصيدة أو «صيحة» نجيب شهاب الدين، ترسخت فى القلوب بشكل واضح، وشغلت كثيرا من قطاعات الحركة الوطنية، وخاصة الحركة الطلابية، فهى تنطوى على الحنين والقوة والتاريخ والمناشدة ولحظات القوة والضعف والنداء والعناد.
«نجيب شهاب الدين، شخص مصري يحب مصر».. هكذا تحدث الشيخ إمام عن الشاعر الراحل، أمام المحقق في إحدى جلسات التحقيق معه، بعدما ألقت قوات الأمن القبض عليه، في أحد أيام شهر سبتمبر/ أيلول 1974، صحبة الشاعر أحمد فؤاد نجم والفنان علي الشريف وآخرين، في القضية التي اشتهرت إعلاميا وسياسيا باسم «شرفت يا نيكسون بابا»، نسبة إلى اسم القصيدة التي ألفها أحمد فؤاد نجم بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي نيكسون إلى مصر.
وحين سأل المحقق، الشيخ إمام ،عن أقواله فيما هو منسوب إليه، بعد أن أفهمه إياه تفصيلا، واستجوبه في نصوص القصائد التي يلحنها ويغنيها، بهدف تحديد مسؤوليته عن ارتكاب جريمة «بث الدعايات المثيرة وإذاعة البيانات والإشاعات الكاذبة والمغرضة»، وكان من ضمن الذين جرى سؤاله عنهم الشاعر الذي فارقنا أمس نجيب شهاب الدين.
قال الشيخ إمام ـ بحسب محضر التحقيقات ـ الشاعر نجيب شهاب الدين، كتب لى قصيدتين أعجبانى، واحدة تقول «يا مصر قومى وشيدى الحيل» والثانية تقول «سايس حصانك»، والقصيدة الأولى سياسية تدعو الشعب للالتفاف حول مصر، والذود عن أرضها، وليس فيها هجوم، والثانية قصيدة غنائية فلكلورية وليست سياسية، ولحنت القصيدتين وغنيتهما فى الجلسات الخاصة، و«نجيب شهاب الدين» شخص مصري يحب مصر.