ردا على “صفعة القرن”.. الأراضي المحتلة تشتعل

اندلعت مظاهرات غاضبة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة احتجاجا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، والمعروفة باسم “صفقة القرن”.

في مدينة غزة، أشعل المتظاهرون النار في إطارات السيارات ورددوا الهتافات المناهضة للرئيس الأمريكي وشريكه في “صفقة العار” بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.

كما عم الإضراب الشامل مختلف مناطق القطاع، وتم رفع الأعلام السوداء على أسطح المباني والمؤسسات الرسمية والحكومية، لتوجيه رسائل واضحة للعدو الصهيوأمريكي بأن هذه الصفقة المشؤومة لن تمر، وسيقاومها الشعب الفلسطيني بكل الأشكال والأساليب حتى يسقطها.

وفي بيت لحم، تدخلت قوات الاحتلال لقمع المظاهرات الغاضبة التي عمت المدينة، مما أسفر عن إصابة 51 فلسطينيا.

وألقت قوات الاحتلال القبض على أحد المتظاهرين، كما قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرة الاحتجاجية ضد “صفقة ترامب – نتنياهو”، والتي انطلقت من شارع القدس في الخليل استجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية ضد الصفقة.

كما اعتقلت القوات أحد كبار السن بين المتظاهرين، في الوقت الذي تتعمد وحدة حرس الحدود تفتيش الفلسطينيين بشكل استفزازي. ومتعسف.

وقد تم تعليق الدوام في كافة مدارس بيت لحم من أجل المشاركة في الاحتجاجات.

وفي منطقة الأغوار، وقعت مصادمات بين المتظاهرين والقوات الإسرائيلية مما أسفر عن إصابة 41 شخصا، حيث توافد آلاف الفلسطينيين من مختلف الأرجاء إلى المنطقة رفضا للصفقة المشبوهة.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن الإصابات ناجمة عن إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، فيما ذكر مراسل الغد بأن الاحتلال يحتجز عددا من الشبان والطواقم الصحفية في الأغوار.

وقال مراسلنا، إنه منذ ساعات الصباح الأولى في الأغوار الشمالية يحاول الجيش الإسرائيلي السيطرة على المنطقة، مشيرا إلى أن المزارعين الفلسطينيين حضروا للمكان وتحدوا إجراءات الاحتلال الذي دفع بقوات إضافية في محاولة لقمع المتظاهرين.

وفي رام الله، أكد مراسلنا خروج عدة مظاهرات في العديد من المناطق، كما شهدت قرية أبوديس مواجهات بين طلبة جامعة القدس وجيش الاحتلال، أسفرت عن اعتقال 5 شبان في القدس المحتلة.

التحركات السياسية والرسمية

وعلى الصعيد السياسي، أكدت مراسلتنا أن اجتماعا سوف يُعقد للمجلس التشريعي في غزة لنواب حركة حماس لبحث كيفية الرد على الصفقة بشكل عملي، مشيرة إلي أن الحركة أكدت على أن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وحق العودة حق مقدس وسلاح المقاومة خط أحمر لا يجوز الحديث عنه، وإن ما تحدث به ترامب عبارة عن أمنيات لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.

وأكدت حماس أنها ستجابه اقتراحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “العدوانية” ووصفت اقتراحاته بشأن القدس بأنها “فارغة”.

ووجهت الحركة انتقادات لاذعة للخطة، وأكد سامي أبو زهري المسؤول في حماس أن خطة ترامب العدوانية ستفجر غضبا كبيرا.

وقال: “تصريحات ترامب حول القدس فارغة وليس لها قيمة والقدس ستبقى أرض الفلسطينيين”، مؤكدا أن الفلسطينيين سيجابهون هذه الصفقة وأن القدس ستظل أرضا فلسطينية.

كما أعلنت حركة حماس عن ترحيبها بوفد حركة فتح الذي سيزور قطاع غزة الأسبوع القادم لبحث سبل تحقيق الوحدة الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن.

وقال مشير المصري القيادي بحركة حماس لقناة الغد: “نرحب بكل القادمين من حركة فتح إلى غزة، لأن اللقاء الوطني القيادي المشترك يشكّل ضرورة وطنية لبناء استراتيجية وطنية لمواجهة صفقة القرن”.

 

الرئاسة الفلسطينية

ومن جانبها، تقدمت الرئاسة الفلسطينية بطلب عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت المقبل. ومن المرتقب أيضا عقد سلسلة لقاءات بين الرئيس الفلسطيني وعدد من القادة العرب لوقف هذه الصفقة.

ووصف الرئيس الفلسطيني الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط بأنها “صفعة القرن”.

وقال عباس، في كلمة نقلها التلفزيون من رام الله بالضفة الغربية المحتلة: “أقول للثنائي ترامب ونتنياهو إن القدس ليست للبيع، كل حقوقنا ليست للبيع، وليست للمساومة. وصفقتكم، المؤامرة، لن تمشي”.

وأكد عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا إلا بمفاوضات تستند إلى القانون الدولي وتدعمها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

كما عقد الرئيس الفلسطيني اجتماعا مهما مع قادة الفصائل الفلسطينية لبحث سبل الرد علي  صفقة القرن.

واكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أن كافة الفصائل الفلسطينية التي شاركت في الاجتماع، أكدت على دعمها لموقفه الرافض للصفقة، منوهاً إلى عقد اجتماع موسع للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الأسبوع المقبل لتمتين الوحدة الوطنية ولمواجهة الصفقة الأمريكية – الإسرائيلية.

وأضاف أن التحرك الفلسطيني سيكون باتجاه الجامعة العربية وقمة دول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي، وفق جدول زمني محدد لمواجهة صفقة القرن، ووضع الجميع عند مسؤولياتهم، حيث يترافق ذلك مع حراك شعبي على الأرض.

وثمّن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، مواقف الدول الرافضة لهذه الصفقة، والداعمة لحقوق الشعب المشروعة، وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشرقية على حدود العام 1967 .

 

رفض جماعي للصفقة

ومن جانبه ،أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد أبو هولي، أن القيادة الفلسطينية مقبلة على مرحلة مفصلية حاسمة وخطيرة يصعب التنبؤ بها في ظل ما تحدث به نتنياهو وترامب عن ضم الأغوار وأجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.

وأضاف أبو هولي أن تداعيات الإعلان عن “صفقة القرن” ستكون خطيرة على المنطقة وستدفع بها إلى المصير المجهول.

وشدد القيادي الفلسطيني على أن كل الخيارات ستكون مفتوحة أمام القيادة الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن وما هو قادم.

وفي نفس السياق، أشادت حركة فتح بالإجماع الوطني الفلسطيني على رفض صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العاصمة واشنطن، معتبرة أن هذه الصفقة ما هي إلا مشاريع شخصية انتخابية لكل من ترامب ونتنياهو.

ودعا عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها، إياد نصر، إلى ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وتكاثف كل الجهود الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن التي تستهدف النيل من القضية.

وشدد على أن التصدي لهذه الصفقة سيكون على أكثر من صعيد، كما سيستخدم الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية كل الوسائل المتاحة للتصدي لكافة المؤامرات والمخططات الأمريكية- الإسرائيلية وفي مقدمتها تفعيل المقاومة الشعبية على الأرض وفي كل نقاط التماس مع الاحتلال .

وبدوره، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، إن “صفقة القرن” تفرض تحدياً كبيرا يستوجب تغيير منهج التعامل مع كل شيء، وأن يكون هناك استعداد وحافز للمواجهة والتصدي لما وصفه بالبلطجة التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها.

ودعا النخالة الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وفصائله المقاتلة، لأخذ زمام المبادرة ومغادرة الخلافات والأوهام، استعدادا للتضحية ومواجهة “صفقة القرن” بكل قوة، مطالباً أحرار العالم بالوقوف جميعًا صفا واحدا لتحمل مسؤولياتهم، لمواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية.

ومن جانبها، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأنظمة العربية كافة، الالتزام بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني، في تقرير المصير، والعودة إلى الديار والممتلكات، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران 67، كما أقرتها المؤسسات الوطنية، وصادقت عليها القمم العربية والمسلمة، وتكفلها قرارات الشرعية الدولية.

وشددت على ضرورة الابتعاد عن أية مواقف، قد تشير في بعض نقاطها إلى إمكانية التقاطع مع « صفقة ترامب – نتنياهو» التي باتت واضحة في نصوصها وأهدافها، ووظيفتها، لشطب المسألة والحقوق الوطنية الفلسطينية.

كما ناشدت الجبهة الأنظمة العربية أيضا بالالتزام بمبادرة القمة العربية في بيروت (2002) التي رهنت العلاقة مع دولة الاحتلال، بانسحابها الشامل من الأراضي العربية المحتلة حتى حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وقيام دولة الشعب الفلسطيني على حدود 4 حزيران (يونيو) وعاصمتها القدس.

لماذا الإعلان عن الصفقة المشبوهة الآن؟

لاشك أن ترامب ونتنياهو يريدا أن يصرفا الأنظار عن مشاكل داخلية، فترامب يواجه محاكمة في مجلس الشيوخ في إطار مساءلة يمكن أن تؤدي إلى عزله، بينما وُجهت إلى نتنياهو تهم فساد في نوفمبر تشرين الثاني.

كما أن كليهما مُقبل على انتخابات: نتنياهو في مارس آذار وترامب في نوفمبر تشرين الثاني. حيث فشل نتنياهو مرتين في الحصول على أغلبية في الكنيست بعد جولتي انتخابات العام الماضي.

وأرجأ ترامب مرارا طرح خطته لتجنب إثارة مشاكل انتخابية لنتنياهو لأن أي تنازلات بشأن المستوطنات أو الدولة الفلسطينية ستسبب له مشكلات بين قاعدته الانتخابية اليمينية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]