أثارت حادثة الاعتداء على الروائي والقيادي في حركة فتح عاطف أبو سيف، ردود فعل غاضبة لدي كافة القوى والفصائل والمؤسسات الفلسطينية. التي اعتبرتها تطورا خطيرا في العلاقات الداخلية.
وطالبت الفصائل الفلسطينية الجهات المسؤولة في غزة لتحمل مسؤولياتها في ملاحقة الفاعلين والكشف عن هويتهم ومحاسبتهم على جريمتهم النكراء.
وكان ملثمون مجهولون اعتدوا على الناطق باسم حركة فتح عاطف أبو سيف ، مساء امس، وانهالوا عليه بالضرب المبرح ب”العصى والقضبان الحديدية””مما ادى الى اصباته بجروح خطير في الراس وفي مختلف انحاء جسده وتم نقلة الى مستشفى القدس لتلقى العلاج حيث يرقد في قسم العناية الفائقة .
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، في بيان له صباح اليوم الثلاثاء، إن “الاعتداء الذي نفذته زمرة إجرامية متوحشة على أبو سيف وعلى الصحفيين في غزة، يبين حقيقة الحالة المتردية والمتفاقمة التي يراكمها الانقسام الأسود”, محملاً المسؤولية الكاملة إلى الأطراف التي رفضت وما زالت ترفض إنهاء الانقسام وتحقيق المصلحة الوطنية العامة.
وأدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ما وصفه بالاعتداء الإجرامي على القيادي عاطف أبو سيف، عضو المجلسين الوطني والمركزي.
وقال عريقات في بيان صحفي ، ” إن الاعتداءات الجبانة التي تتعرض لها جميع قطاعات أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة على أيدي قوى الظلام الهادفة لتدمير المشروع الوطني الفلسطينية. لم ولن يعرفوا التاريخ، ولا يتقنون فهم الجغرافيا السياسية، ولا يمكنهم احترام المستقبل لأنهم لن يكونوا جزءًا منه”.
وأوضح التجمع الديمقراطي الفلسطيني، أن “الاعتداء الآثم والسافر الذي تعرض له أبو سيف، يتنافى مع كافة القيم والأخلاق الوطنية،وتدهور خطير في العلاقات الداخلية”.
وأكد “هذه الجريمة النكراء ضد أبو سيف وعدد من الشخصيات الوطنية والقادة السياسيين وملاحقتهم واعتقالهم، إضافة للاعتداءات على الشباب المشاركين في حراك (بدنا نعيش) يعتبر ضرب لكل الجهود التي تبذل من أجل إعادة معالجة الوضع الفلسطيني الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية”.
وشدد التجمع الديمقراطي، على رفضه الشديد للمعالجات الأمنية والعسكرية للحراك الشعبي السلمي وطالب حركة حماس وأجهزتها الأمنية التوقف الفوري عن هذه الإجراءات والإفراج الفوري عن كافة المختطفين.
كما طالب حماس بوقف كافة الملاحقات والاستدعاءات وسحب قوات الأمن والمسلحين من الشوارع والأحياء ومنعها من مواجهة المواطنين والمتظاهرين السلميين.
ومن جهتها، استنكرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بشدة الاعتداء الآثم الذي تعرض له “أبو سيف”، داعيةً الجهات المعنية في غزة إلى تحمل مسؤولياتها في ملاحقة الفاعلين والكشف عن هويتهم ومحاسبتهم على جريمتهم النكراء.
بدورها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى تقديم الفاعلين إلى العدالة فوراً، واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها منع تكرار هذه الاعتداءات”، محذرة من أن هذه الأحداث تشير إلى انزلاق غزة لمستويات خطيرة لا يمكن السيطرة عليها وتجنب نتائجها الكارثية.
وأدانت وزارة الثّقافة الفلسطينية الاعتداء الغاشم على الكاتب والرّوائي عاطف أبو سيف، “أحدِ القامات الأدبيّة والأكاديميّة المعروفة، ذاتِ الحضورِ الوطنيّ والعربيّ المميّز”.
وأكّدت الوزارة إنّ استهداف أبو سيف هو استهدافٌ لما تحمله فلسطين من تعدّدية، ومن إرثٍ ثقافيّ ومعرفيّ، التي نواجه به الاحتلال الذي يحاول سرقة تراثنا وتاريخنا، ويحاولٌ تغييب الفلسطينيّ عن ذاكرته”.
وفي ذات السياق، قالت وزارة الإعلام إن محاولة اغتيال الإعلامي والكاتب عاطف أبو سيف، وصمة عار، وإثبات بالدليل القاطع على فقدان حماس صوابها، وأنها لم تعد تقيم وزنًا لأي اعتبار وطني وأخلاقي وديني وإنساني.
كما أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، الاعتداء، مُؤكدةً “أن هذا الاعتداء الإجرامي، يعتبر تطورًا خطيرًا يهدد السلم المجتمعي في قطاع غزة”, معتبرة حماس المسؤولية عن هذه الجريمة, كونها المسؤولة عن قطاع غزة.
