ردود فعل متباينة إزاء الغارات الأميركية على سوريا والعراق

شنت الولايات المتحدة غارات جوية في العراق وسوريا على أكثر من 85 هدفًا مرتبطًا بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي تدعمها طهران، وسط أنباء عن مقتل نحو 40 شخصًا.

وجاءت هذه الضربات ردًّا على هجوم استهدف قوات أميركية قرب الحدود المشتركة بين الأردن وسوريا، وأدى إلى مقتل 3 جنود.

وانطلقت هذه الضربات، التي شملت استخدام قاذفات بي-1 بعيدة المدى، من الولايات المتحدة، وهي الأولى في رد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الهجوم الذي نفذه مسلحون مدعومون من إيران، مطلع الأسبوع الماضي، في الأردن.

ويُتوقع تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية الأميركية في الأيام المقبلة.

وتزيد الضربات الأميركية من حدة الصراع الدائر بالشرق الأوسط نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على مستوطنات غلاف غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان، إن الهجمات الأميركية تمثل «مغامرة وخطأ استراتيجيا آخر ترتكبه الحكومة الأميركية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة».

واستدعى العراق القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد لتقديم احتجاج رسمي.

وقالت قوات الحشد الشعبي العراقية، وهي قوة أمنية تابعة للدولة، إن 16 من أعضائها قتلوا، بينهم مقاتلون ومسعفون.

وقالت الحكومة في وقت سابق إن هناك مدنيين من بين 16 قتيلًا سقطوا.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الغارات هناك أسفرت عن مقتل 23 شخصًا كانوا يحرسون المواقع المستهدفة.

وقال اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، مدير العمليات بهيئة الأركان الأميركية المشتركة، إن الضربات كانت ناجحة على ما يبدو، وأدت إلى انفجارات ثانوية كبيرة عندما أصاب القصف أسلحة الفصائل.

وذكر أن الضربات نُفذت مع العلم باحتمال سقوط قتلى بين الموجودين في المنشآت.

ورغم شن هذه الضربات، فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقول إنها لا تريد حربًا مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد حربًا كذلك، رغم تزايد ضغوط الجمهوريين على بايدن لتنفيذ لاستهداف إيران بضربة مباشرة.

وتسعى إيران للنأي بنفسها عن الصراع الدائر حاليًّا في الشرق الأوسط، رغم دعمها جماعات ضالعة فيه حاليًّا.

قوات أمن تفحص سيارة متضررة جراء غارة جوية أمريكية على مدينة القائم بالعراق - رويترز
قوات أمن تفحص سيارة متضررة جراء غارة جوية أميركية على مدينة القائم بالعراق – رويترز

لا نسعى لصراع

قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بعد الغارات، إن بايدن أمر باتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الحرس الثوري الإيراني ومن يرتبطون به.

وأضاف: «هذه بداية ردنا».

وتابع: «لا نريد صراعًا في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر، لكن الرئيس وأنا لن نتهاون مع أي هجمات على القوات الأميركية».

وجاء في بيان صدر عن الحكومة العراقية أن المناطق التي قصفتها الطائرات الأميركية شملت أماكن تتمركز فيها قوات الأمن العراقية قرب مواقع مدنية.

وأفاد أيضًا إصابة 23 شخصًا ومقتل 16.

وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبلغت العراق بالضربات قبل تنفيذها.

واتهمت بغداد الولايات المتحدة في وقت لاحق «بالتدليس»، قائلة إن مزاعم واشنطن عن التنسيق مع السلطات العراقية «ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي».

وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس الجمعة، أن بلاده لن تبدأ حربًا لكنها «سترد بقوة» على كل من يحاول أن يستأسد عليها.

وهون السفير الإيراني لدى دمشق، حسين أكبري، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، من شأن الضربات الجوية، ونفى إصابة أهداف مرتبطة بإيران، قائلًا إن هدفها هو «تدمير البنية التحتية المدنية في سوريا».

ووصفت بريطانيا الولايات المتحدة بأنها حليفتها «الراسخة»، وقالت إنها تدعم حق واشنطن في الرد على الهجمات.

وقال وزير الخارجية البولندي، راديك شيكورسكي، لدى وصوله لحضور اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الضربات الأميركية سببها أن وكلاء إيران «يلعبون بالنار».

أما في روسيا، فقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، إن بلادها تندد بالضربات الجوية الأميركية في العراق وسوريا، مضيفة أن مجلس الأمن الدولي يجب أن ينظر في هذه المسألة.

وفي أول رد فعل من حزب الله اللبناني بشأن الغارات الأميركية، وصفها بأنها «انتهاك صارخ لسيادة العراق وسوريا».

 

أكثر من 160 هجومًا

قال الجيش الأميركي، في بيان، إن الغارات أصابت أهدافًا تشمل مراكز قيادة وتحكم ومنشآت لتخزين صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة، وكذلك مرافق للخدمات اللوجيستية وسلاسل توريد ذخيرة.

وفي العراق، أفاد سكان أن غارات عدة أصابت حي السكك في مدينة القائم، وهو منطقة سكنية، قال مواطنون إن جماعات مسلحة تستخدمها أيضًا لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة.

وقالت مصادر محلية إن المسلحين غادروا المنطقة واختبؤوا في الأيام التي تلت الهجوم في الأردن.

وتعرضت القوات الأميركية للهجوم أكثر من 160 مرة في العراق وسوريا والأردن منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، عادة بمزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، ما دفع الولايات المتحدة إلى شن عدة هجمات انتقامية حتى قبل أحدث الغارات.

وقال مسؤولون أميركيون لرويترز إن الولايات المتحدة قدرت أن الطائرة المسيرة التي قتلت الجنود الثلاثة وأصابت أكثر من 40 شخصا آخرين، إيرانية الصنع.

وقال بايدن: «ردنا بدأ اليوم، وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها».

وانتقد روغر ويكر، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بايدن لعدم تكبيده إيران خسائر كبيرة بما يكفي والتأخر كثيرًا في الرد.

ويساعد المستشارون الإيرانيون مجموعات مسلحة في كل من العراق، حيث تنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي، وفي سوريا حيث تنشر 900 جندي.

____________________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]