رسائل أمريكية حملتها زيارة سوليفان إلى إسرائيل
في ظل المخاوف الإسرائيلية المتزايدة من توصل الغرب لتفاهمات مع إيران والعودة من جديد للاتفاق النووي، جاءت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، لإسرائيل، أمس الأربعاء، لتوصيل رسالة تؤكد على الدعم الأمريكي المتواصل.
وتسعى إسرائيل لإفساد تلك المحادثات، وسط تقارير عن استعدادها لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية حالة فشل المحادثات، ورغم أن الأمر بعيداً إلا أن الولايات المتحدة لا تريد من إسرائيل الإقدام على تلك الخطوة.
أدت الاجتماعات بين سوليفان ورئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لابيد، ووزير الجيش، بني جانتس، إلى تهدئة مخاوف تل أبيب حول السياسة الأمريكية بشأن النووي الإيراني، والتأكيد على أن إدارة الرئيس بايدن مهتمة بالمخاوف الإسرائيلية، بحسب موقع “والاه” الإخباري العبري.
ففي الأسابيع الأخيرة، بالتوازي مع استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى الكبرى في فيينا، ازدادت المخاوف الإسرائيلية، وكذلك التوترات بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة بايدن، لذا جاءت زيارة سوليفان في محاولة لخفض التوتر.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فلقد حدد سوليفان خلال اجتماعاته في إسرائيل ثلاثة سيناريوهات للأسابيع المقبلة: الأول هو العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وهو السيناريو الذي بدا سوليفان متشككًا فيه، أو الاتفاق المؤقت على أساس تبادل تخصيب اليورانيوم الإيراني بنسبة 60٪ مقابل تخفيف العقوبات، أو تعثر المسار الدبلوماسي وفرض مزيد من العقوبات على إيران من قبل الولايات المتحدة والقوى العظمى.
وأوضح مسؤول إسرائيلي لـ”والاه” أن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي تشير إلى إدراك إدارة بايدن للمخاوف الإسرائيلية بشأن الملف النووي الإيراني، مؤكداً أن المحادثات بين بينيت وسوليفان كانت مهمة للغاية ويمكن أن يكون لها تأثير على السياسة “الأمريكية الإسرائيلية” بشأن الملف النووي الإيراني، واصفاً: “نشعر بهدوء بعد تلك المحادثات”.
ونقل “والاه” عن مسؤول آخر قوله “إن الفجوات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن النووي الإيراني أصغر مما كنا نعتقد”.
وكان “النووي الإيراني” هو الموضوع الرئيس خلال الاجتماعات التي عقدها سوليفان في إسرائيل، حيث أوضح المسؤولون الإسرائيليون لضيفهم الأمريكي أن الاقتصاد الإيراني يمر بأزمة عميقة وأن تدفق مليارات الدولارات إلى إيران ، في حالة الاتفاق المؤقت، من شأنه أن تعزيز القدرات الإيرانية ويزيد من تدعيم وجودها في المنطقة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تأثير ضار على أمن المنطقة وإسرائيل.
وجاء في بيان للبيت الأبيض حول زيارة سوليفان لإسرائيل، أن الطرفين ناقشا جهود تعميق علاقات السلام بين إسرائيل ودول العالم العربي والإسلامي، وأن سوليفان تبادل مع الحكومة الإسرائيلية وجهات النظر حول الوضع الراهن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبحث إجراءات تقوية السلطة الفلسطينية وتحسين حياة الفلسطينيين.
إلا أن الصحف العبرية لم تبرز الملف الفلسطيني خلال زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي لإسرائيل، واكتفي فقط محللون بالإشارة إلى زيارته للضفة الغربية، مثل المحلل والمختص في شئون الشرق الأوسط، يوني بن مناحم، الذي غرد بأن سوليفان نقل لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تحية الرئيس الأمريكي، وأكد على التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين.
