تحت عنوان «كلمات أوباما الأب في انتظار قراءتها من ابنه» نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا لها، يحوى رسائل مكتوبة من والد الرئيس الأمريكي.
تتحدث الرسائل عن الشاب الكيني الذي ساهم في مسار تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذه الرسائل بالنسبة للرئيس قد تكون احياء للآلم.
وجدت رسائل قديمة اكتست باللون الأصفر وتعود لأكثر من نصف قرن، عثر على هذه الملفات في كومة صناديق في الطابق الثاني من مركز شومبرغ للأبحاث في مجال ثقافة السود في هارلم.
كتب والد باراك اوباما، هذه الرسائل عام 1958، قال فيها «لقد كان طموحي الذي طال انتظاره هو مواصلة دراستي في أمريكا»، كان يبحث عن المنح التي ستحقق حلمه بالانتقال من كينيا للولايات المتحدة.
استطاعت ان يحقق حلمه بالسفر، واستطاع ان يحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة هارفارد، كما أنه أنجب الطفل الذي أصبح أول رئيس أسود للبلاد، الطفل الذي اختفى من حياته بعد سنوات قليلة من ولادته.
أحد الوثائق التي نشرت كتبها أوباما الأب بحثا عن مساعدة مالية من المعهد الأفريقي في الولايات المتحدة عام 1958.
يصف حياته في الرسائل التي كان يبعثها للحصول على المنح أنه ولد في قريبة فقيرة في كينيا لأب يطهو في بيوت الآوربيون، والأم تزرع الأرض لتوفر الطعام لاولادها، وأن لديه 4 اخوات واخين.
وقال إن والده الذي لم يحصل على قسط كافٍ من التعليم حصل على ايداع أولاده للمدارس، لكنه أجبر على ترك المدرسة في عامه الأخير نتيجة ظروف المادية لأسرته، بعد مرض والده وتوقفه عن العمل، وأشار انه علم نفسه بنفسه واخذ دورات في أعمال السكرتارية وفي مجال الصحافة.
وكان عاقد العزم على الانضمام إلى موجة من الشباب الكينيين الذين يرغبون في التعليم العالي في الخارج ساعدت رسائله له الحصول على قبول في جامعة هاواي، ساعده اتصال شخصي غير متوقع واتضح أن مسؤول من المؤسسة الأمريكية قد استخدمت والده طباخا.
في 4 أغسطس/آب 1959، استقل الرحلة 162 لشركة الخطوط الجوية فيما وراء البحار البريطانية وطار من نيروبي الى روما، ثم سافر إلى باريس ومنها إلى نيويورك.
وتظهر وثيقة أخرى أنه في عام 1963، عندما قدم طلبا للحصول على منحة للمساعدة في تغطية دراسته العليا في جامعة هارفارد، وطلب منه في الاوراق حالته الاجتماعية وعدد من يعولهم ترك هذا الجزء في الاستمارة فارغا.
في عام 2013، دعا الرئيس أوباما لرؤية الوثائق المكتشفة حديثا، والتي شملت ما يقرب من روزمتي رسائل لوالده، وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أعوام ومع قرب مغادرة أوباما للبيت الأبيض، مازال المركز ينتظر الرد.
من جانبه قال مسؤول كبير في البيت الأبيض للصحيفة الأمريكية أن الرئيس سيكون مهتما برؤية الوثائق بعد ان يترك منصبه العام المقبل، لكنه امتنع عن التعليق على سبب عدم الرد طوال هذه السنوات.
«الأوراق غنية .. قصة رائعة لرجل عصامي» هكذا قال خليل جبران محمد، مدير مركز شومبرغ الذي يأمل أن يقرأها أوباما في يوم من الأيام.
وسبق أن تحدث أوباما عن تأثر غياب والده، الذي زاره عندما كان طفل في كينيا يبلغ 3 سنوات عام 1964، وعاد لمرة أخرى فقط ولمدة شهر عندما كان أوباما الصفير يبلغ 10 أعوام، وعندما كتب اوباما عن والده في كتابه قال عنه «مازالت لا أعرف الرجل الذي كان والدي».