«رسائل التهنئة والتضامن» تعيد دفء العلاقات بين الجزائر والسعودية

في خطوة وصفتها الدوائر السياسية في الجزائر ، بأنها أعادت الدفء للعلاقات بين الجزائر والرياض، وربما تطوى صفحات الخلاف بين البلدين، بعد أن أسفرت برقيات التهنئة والتضامن عن تنقية الأجواء وفتح صفحة من “المصالحة” أعادت الدفء للعلاقات  مرة أخرى بين البلدين بعد فتور أصابها على خلفية تباين واضح في وجهات النظر والقراءات الجيو ـ سياسية حول أحداث اليمن وسوريا، وتضارب وتناقض المواقف، مع تدهور أوضاع السوق النفطية، وحالة الانقسام التي تخيم على  العمل العربي المشترك.

وتؤكد الدوائر السياسية في الجزائر، أن أول مؤشرات تحسن العلاقات بين البلدين، رسالة بعثها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الذكرى 54 لعيد الاستقلال، والتي ضمنها تأكيده على حرص القيادة السعودية على تعزيز العلاقات مع الجزائر واستعدادها للمشاركة في تقويتها. وجاء في رسالة الملك سلمان، أنه يشيد ” بتميز العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين، والتي يحرص الجميع على تنميتها في المجالات كافة”.

 

577a29623d22b

 

وكشفت مصادر دبلوماسية مسؤولة في الجزائر، أن القيادة السياسية استقبلت هذه الرسالة بـ”ارتياح كبير”، وسارعت إلى الرد عليها برسالة رئيس الجمهورية التي أكد وقوفه إلى جانب السعودية في حربها على الإرهاب الذي استهدف، ليلة عيد الفطر، مدن القطيف وجدة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.. واستنكر بوتفليقة في رسالته تلك الاعتداءات، مخاطبا العاهل السعودي: “في هذا الظرف العصيب أعرب لكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي عن صادق تعازينا وخالص تعاطفنا لعائلات الضحايا وتمام تضامننا مع الشعب السعودي الشقيق تحت قيادتكم الرشيدة، داعين الله أن يجنب المملكة العربية السعودية الشقيقة كل سوء ومكروه”.

 

وعلى مسار “دبلوماسية” رسائل التهنئة والتضامن ، وصف وزير الشؤون الدينية الجزائري ، محمد عيسى، المملكة العربية السعودية  بـ “الشقيقة الكبرى”  وأن استهدافها باعتداءات إرهابية يعتبر استهدافا للجزائر واعتداء عليها.. وقبل ذلك، مهدت الرسالة التي بعث بها بوتفليقة إلى الملك سلمان، ونقلها المستشار الخاص، الطيب بلعيز، في شهر أبريل / نيسان الماضي، الأجواء  للمصالحة وعودة الدفء للعلاقات الثنائية، وقد تضمنت توضيحا لموقف ورؤى الجزائر حول قضايا اليمن وسوريا وحزب الله، ما قد يبدو للرياض وحلفائها من الدول العربية والإسلامية أنه تقويض لدورها الإقليمي ومعاداة لمصالحها.

509185

 

ولم يكتف “بلعيز” المستشار الخاص للرئيس بوتفليقة، بحمل الرسالة،  ولكنه بادر بالتوضيح قائلا  :  جئت إلى المملكة حاملا بعض التوضيحات، قد يبدو للبعض خطأ بأن بعض المواقف التي تأخذها الجزائر بشأن عدد من القضايا الساخنة المطروحة على الساحة العربية وحتى الإقليمية تخالف بعض شركائها العرب، غير أنها في حقيقة الأمر هي راجعة في الأساس إلى موروثها التاريخي منذ الثورة التحريرية القاضي بعدم التدخل في الشأن الداخلي لغيرها من البلدان، وتستند إلى دساتيرها التي تحظر على قواتها المسلحة أن تتخطى حدود البلاد، دون أن يمنع ذلك من أنها تقدم مساعدات جد كبيرة في ميادين أخرى، من منطلق أنها تفضل دائما الحلول السياسية السلمية٬ وترفض العنف الذي تؤمن بأنه لا يولد إلا العنف.

وتشير صحيفة الخبر الجزائرية، إلى تأكيد مصادر سياسية مطلعة بأن قنوات التواصل بين الجزائر والرياض عرفت قبل ذلك مساعي حثيثة لإنهاء حالة “برود العلاقات”، وذلك من خلال الزيارات الخاصة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، الذي تربطه علاقات وطيدة مع صناع القرار في الجزائر، لتنتهي بإعادة تكليف السفير السعودي السابق، سامي الصالح، بترميم العلاقات وإعادة تفعيلها، وأن هذا الإجراء يعد سابقة في تاريخ الدبلوماسية السعودية، إذ لم يحدث أن أعيد سفير سابق تولى نفس المهام من قبل طيلة 13 سنة.

247829_0.png

 

وأوضحت المصادر للصحيفة الجزائرية، كيف تعثرت مسيرة العلاقات الجزائرية ـ السعودية، لأسباب طارئة، دفعت  للتقارب الجزائري – الإيراني، في ظل أزمة أسعار البترول، إلا أن طهران اغتنمت فتور العلاقة بين الجزائر والسعودية، لتصعيد تحركاتها الدبلوماسية وتنشيط شبكات تصدير التشيّع، والذي سرعان ما تراجعت وتيرته بعد إعراب الجزائر احتجاجها عليه، وإبلاغ خيبة أملها من قرار إيران عدم التعاون داخل منظمة أوبك لخفض إنتاجها، الأمر الذي أربك الدبلوماسية الجزائرية وجعلها تراجع حساباتها، التي تضمنت زيارة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القار مساهل لسوريا، واستقبال الجزائر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خاصة وأن الجزائر لم تخف  انزعاجها من احتضان مجلس التعاون الخليجي للمغرب ودعمه له في شتى المجالات وعلى رأسها أطروحة”مغربية الصحراء الغربية”، ما دفع الجزائر للرد على ذلك بإظهار تقارب غير طبيعي مع إيران، وانتهاء برفض وصف حزب الله اللبناني تنظيما إرهابيا عربيا، عكس ما تبناه الموقف السعودي.

 

القمة-الخليجية-المغربية

 

وتؤكد الدوائر السياسية الرسمية في الجزائر، أن فتور العلاقات بين الجزائر والسعودية، لم يكن توجها مقبولا ، وقد سبق وأن اجتهد وزير الدولة مدير الديوان الرئاسي، أحمد أويحيى، في التهوين منه، وبرر الموقف السعودي ـ الخليجي  المساند للمملكة المغربية ، بأنه  قديم، ولا يشكل إحراجا للجزائر، دون إغفال أهمية  العلاقة الشخصية التي يحتفظ بها رئيس الجمهورية “عبد العزيز بوتفليقة”  مع قادة دول منطقة الخليج العربي.

 

Gal.Ahmed.Ouyahia.jpg_-1_-1

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]