رسائل حاسمة لـ«السيسي».. وقبائل ليبيا تفوض الجيش المصري
رسائل واضحة ومباشرة أطلقتها القاهرة، الخميس، للعالم ولتركيا حول الموقف المصري الحاسم من الأزمة الليبية، واستعداد الجيش المصري للتصدي لأي محاولات تركية للعبث بالأمن المصري والعربي.
رسائل السيسي
في لقائه مع ممثلي ومشايخ ليبيا، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن “مصر حريصة على عدم التدخل في شؤون ليبيا، ونحن مع ليبيا الموحدة، ومن يحدد مصير ليبيا الليبيون أنفسهم عندما يتوحدوا وتخلص النوايا والجهود لصالح الليبيين ليعيشوا بأمان وسلام، وليس لمصر أي مصالح في ليبيا”.
وأضاف السيسى: “نحن نتعامل مع ليبيا وحدة واحدة، لا يوجد جنوب أو غرب، إلا لو كان هناك تقسيم جغرافي”.
وأكمل أن “الجيش المصري من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط وأفريقيا ولكنه رشيد، لافتاً إلى أن عدم التدخل سابقاً احتراماً لمشاعر الليبيين”.
وشدد السيسي على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي حال تجاوز خط “سرت-الجفرة”، مؤكدا أنها خطوط حمراء من أجل السلام وإنهاء الصراع في ليبيا.
مشايخ ليبيا ومصر
رحب مشايخ ليبيا برسائل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأعلنوا ترحيبهم بتفويض الجيش المصري لمواجهة الأطماع التركية في الأراضي الليبية.
وقال الشيخ الطيب الشريف خير الله، شيخ قبيلة العبيدات، إن “الروابط التي تربط مصر وليبيا تتجاوز كافة المعوقات كونه أمن مشترك يجمعه تاريخ وجغرافيا وصلة رحم وقرابة تزداد مع الشدائد والأزمات”.
وأكمل أننا “نرى في تدخل مصر لحماية ليبيا إلا كل إيمان وثقة من أجل دفاع شقيق عن شقيقه وجار عن جاره”.
ومن جانبه، قال الشيخ الصالح الفندى، رئيس المجلس الأعلى لقبائل ترهونة، إن “أي اعتداء على ليبيا هو اعتداء على مصر والعكس كذلك”.
وأضاف أن “الشعب الليبي يفوض مصر وشعبها تحرير ليبيا من الغزاة الأتراك والمرتزقة”.
تنسيق مصري سعودي
يستمر التنسيق المصري العربي لمواجهة أطماع تركيا في المنطقة العربية وخاصة ليبيا، حيث أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، ناقش مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الأزمة الليبية.
وأكد الوزيران على أهمية التوصل لتسوية شاملة للأزمة الليبية تحافظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية وتمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار.
و أعربا عن رفضهما للتدخلات الخارجية التي تسهم في انتشار المليشيات المسلحة وضرورة التصدي بحزم لنقل المقاتلين الأجانب، وبما يدعم مساعي التسوية السياسية للأزمة استنادًا إلى إعلان القاهرة وفي إطار الأهداف التي تم الاتفاق عليها في إطار عملية برلين.
رسالة إقليمية ودولية
قال مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي المستشار رمزي الرميح، إن “اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع القبائل الليبية يعد رسالة إقليمية ودولية”.
وأكمل أن “الرئيس السيسي أجتمع مع الشرعية الاجتماعية وذات الأهمية في الشارع الليبي، وذلك لما تمثله القبائل الليبية من قوة تواجدها في المجتمع الليبي”.
وأضاف أن “مصر حرصت على تواجد كافة القبائل في المنطقة الغربية والشرقية مما يعكس رسالة مصرية واضحة برفضها تقسيم ليبيا”.
وأوضح أنه “لابد من توقيع اتفاق دفاع مشترك بين مصر وليبيا حتى تتصدى القاهرة لأي أطماع ضد ليبيا أو تهديد على أمن القاهرة”.
وعن الموقف الجزائري من الأزمة الليبية، قال الرميح، إن “الجزائر تعي دائما أن الرؤية المصرية كانت صائبة عكس ما كان يحدث في الماضي عندما اعترضت على تسليح الجيش الليبي”.
وأضاف أن حكومة الوفاق خائنة ومهدت للعدوان التركي وارتكب أفرادها الخيانة العظمى وهي رهينة إرادة الميليشيات والأتراك.
مخطط تركي
قال المحلل السياسي، إبراهيم الغرياني، إن “مصر بعثت اليوم رسالة خارجية وداخلية أنه لا خوف على الأراضي الليبية”.
وأكمل أن “مصر ستواجه أي مخطط لتقسيم ليبيا حتى لو كانت طرابلس محتلة من الأتراك”.
وأضاف أن “تركيا تصر على أن تقول للعالم إنها تسيطر على الغرب الليبي ومن يريد أن يتفاوض عليه التفاوض معنا وليس حكومة الوفاق”.
