رسالة الانتخابات لم تصل أهل السلطة.. «حرب إبادة» بالدولار ضد الشعب اللبناني
تلقى الشارع اللبناني صدمة ارتفاع «جنوني» لسعر صرف الدولار الأمريكي، بلغ 40 ألف ليرة ، وبرقم «خيالي» غير مسبوق، بعد الانتخابات النيابية اللبنانية التي سحبت معها حركة تفاؤل واسعة باتجاه التغيير واستقرار الأوضاع.
- التحليلات الاقتصادية لم تتفق على الأسباب التي أدت إلى قفزة في سعر صرف الدولار، فالبعض اتهم التجار والمصرق المركزي بالتهافت على شراء الدولار، مما رفع الطلب عليه، في حين عزا وزير المال الارتفاع إلى عوامل خارجية لم يشأ الكشف عنها..بينما يعاني الشارع اللبناني من موجات متلاحقة من ارتفاع الأسعار، مما يهدد الأمن الغذائي، ويزيد من تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان، مما وصفته الدوائر الإعلامية والسياسية في بيروت بـ « حرب إبادة بالدولار ضد الشعب اللبناني» !
حرب إبادة لأكثرية الشعب اللبناني
ويؤكد المحلل السياسي اللبناني، صلاح سلام، رئيس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية، أنه لا يجوز أن تبقى لعبة الدولار «الإجرامية» مستمرة على غاربها، وأهل الدولة يكتفون بعدّ الأرقام هبوطاً مرة، وصعوداً مرّات أخرى..فالتلاعب بأسعار الدولار تحول إلى ما يشبه حرب إبادة لأكثرية الشعب اللبناني، الذي هوى تحت خط الفقر بسرعة صاروخية، وبات ضحية سهلة لعصبة من المستفيدين بإستغلال تدهور الليرة اللبنانية، ليجنوا الثروات الحرام على حساب لقمة عيش أكثر من ٨٥ بالمئة من اللبنانيين.
اشتعال الأسعار في الأسواق
وقال «سلام»، هي أشبه بحرب إبادة لأن الإرتفاعات المضطردة بسعر الدولار أشعلت أسعار الحاجيات الضرورية لكل لبناني: من أسعار الخبز التي تضاعفت عدة مرات، إلى أسعار الكهرباء التي تعجز مئات الألوف من العائلات عن تأمين بدل إشتراك المولدات التي تعتمد الدولار الفريش في تسعيرتها، بعد فرض مشتريات المازوت بالدولار، إلى الدواء الذي إذا توفر فإن أسعار بعض الأدوية يتجاوز الحد الأدنى للأجور، إلى إذلال المرضى على أبواب المستشفيات، إلى الغلاءالجنوني بأسعار السلع الغذائية، طبعاً وإستمرار الصعود ببورصة البنزين والغاز.
المطلوب جراحة سريعة لعمليات الإصلاحات المنتظرة
ويبدو أن رسالة الإنتخابات لم تصل إلى عقول أهل السلطة، الذين مازالوا يتعاملون مع هذه الأزمات المتلاحقة بحبات الإسبرين، متوهمين تسكين أوجاع الناس، كما حصل أمس بتوقيع مرسوم تشكيل مجلس الأسعار من قبل رئيس الجمهورية، بعد سبات عميق في أدراج القصر الجمهوري.
- بينما المطلوب جراحة سريعة لعمليات الإصلاحات المنتظرة من الدول المانحة، ووضع قطار الإنقاذ على الطريق السريعة.
حرب الإبادة الدولارية مستمرة
ويرى المحلل السياسي اللبناني، أن مرسوم مجلس الأسعار، مثل كل قرارات هذه السلطة «العاجزة»، جاء متأخراً أكثر من سنتين، وكان يجب أن يكون في أولويات المعالجات عند إندلاع الأزمة أواخر عام 2019، بالتزامن مع قانون الكابيتال كونترول الذي مازال في غياهب الضياع بين الحكومة ومجلس النواب.
- حرب الإبادة الدولارية ضد اللبنانيين مستمرة، طالما بقي المسؤولون عنها يسرحون ويمرحون بحماية السلطة ، وإمعانها في التنكيل بهذا الشعب المغلوب على أمره .
اعتكاف القضاة في مواجهة حرب الإبادة
واحتجاجا على الانهيار الشامل، اجتمعت مجموعة من القضاة في قاعة «شهداء القضاء» لدى محكمة التمييز، أمس، حيث تداولت «بما آلت اليه الأمور نتيجة الانحلال التام الذي وصل اليه الوطن وجريمة الابادة الجماعية الذي يتعرض لها الشعب اللبناني، بمن فيهم القضاة والمساعدين القضائيين، في ظل عجز الغالبية الساحقة من المواطنين عن تأمين قوتهم اليومي، وقررت:
- دعوة الشعب اللبناني إلى مطالبة الزعماء السياسيين كافة الذين توالوا على الحكم عقودا من الزمن إلى دعم الخزينة العامة للدولة اللبنانية المفلسة والمنهوبة من أموالهم الخاصة تحملا لمسؤوليتهم المعنوية بحدها الأدنى.
- إعلان الاعتكاف القضائي الشامل من دون استثناءات، ابتداء من صباح الإثنين الواقع فيه 30/ 5/ 2022 ولمدة أسبوع كامل رفضا لاضمحلال الكرامة القضائية على الأصعدة كافة.
- مناشدة مجلس القضاء الأعلى ومكتب مجلس شورى الدولة ومجلس ديوان المحاسبة لدعوة القضاة عامة للاجتماع في جمعية عمومية لمعالجة الوضع القضائي المزري».
