القضية الفلسطينية .. تدخل البيت الأبيض عبر محاولات التوافق بين الخطوط العريضة لرسالتين إحداهما تحمل «خطة أمريكية» .. والثانية تحمل موقفا عربيا موحدا لـ «حل الدولتين» .. وتؤكد الدوائر السياسية في واشنطن، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تعكف على بنود خطة السلام، والتي تقوم في أساسها على المفاوضات المباشرة، وأن ذلك دفع إلى إجراء تنسيق مع مصر والأردن، خلال القمة المرتقبة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، يوم الإثنين ، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، يوم الأربعاء المقبل، في تحرك أمريكي “جاد” للتعامل مع ملف الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
ويشير الباحث الأمريكي في مركز دراسات الشرق الأوسط ، جيسي برامر، إلى “رسالة عربية” موحدة، ينقلها الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني، للرئيس ترامب، وأن المباحثات مع الزعيمين العربيين، تعقبها في وقت لاحق بعد أيام ، زيارة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للبيت الأبيض، تتناول نقاط التوافق على “خطة ترامب” للسلام، بينما يؤكد الجانب العربي على “حل الدولتين” في أية مفاوضات يتم الاتفاق على اطلاقها من البيت الأبيض بمشاركة كل من مصر والأردن مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .
وفي تحليله لزيارات “السيسي وعبد الله الثاني وعباس” للبيت الأبيض.. قال السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، للغد، إن إدارة الرئيس الأمريكي “ترامب” لديها توجه يبدو جادا لقتح ملف قضية الشرق الأوسط، بعد سنوات من التسويف الأقرب للتجاهل من إدارة الرئيس السابق “أوباما” خاصة في السنوات الأخيرة من ولايته الأحيرة .. وأضاف السفير جلال : من الواضح أن الرئيس ترامب بدأ في إعادة قراءة ملف الشرق الأوسط، ويطلع على الموقف العربي من القادة العرب، قبل ان يطرح خطته في إحياء المفاوضات المباشرة على أسس محددة.
وتابع في تصريحاته للغد، ان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وهو رئيس مؤسسة القمة الحالية، أعطى باسم الجميع تفويضاً عربياً من قمة البحر الميت إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتحدث باسمها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيلتقيه بعد غد الإثنين، وفي نفس الوقت يستعد الملك عبد الله الثاني لزبارة البيت الأبيض الأربعاء المقبل، وهناك دعوة أيضا لرئيس السلطة الفلسطينية ،”أبو مازن”، للقاء الرئيس ترامب خلال أيام، وهذا التحرك العربي، قائم على قرارات قمة “البحر الميت” بالتمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، والمتمثلة بحق عودة اللاجئين وفق القرار 194 وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس الشرقية، أي طريق “جل الدولتين”، الذي توافق عليه العرب بالاجماع في قمتهم الأخيرة.
ومن جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية، د. عاطف الفولي، للغد ، نحن أمام منعطف هام في مساعي التوصل لحل قضية أزمة الشرق الأوسط الأولى “القضية الفلسطينية”.. وهناك تحرك من الإدارة الأمريكية الجديدة. يقابله تحرك عربي، وضع أجندة محددة للحل صدرت عن القمة العربية في عمان، ثم عقدت قمة ثلاثية ضمت الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس،عقدت على هامش قمة البحر الميت وناقشت باستفاضة الطرح الأمريكي المتوقع، من خلال المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات، الذي زار المنطقة مؤخرا وحضر افتتاح قمة البحر الميت، وتوصل القادة العرب الثلاثة إلى بلورة “موقف موحد”، ينقل وجهة النظر العربية، حيال عملية السلام المتوقعة، لطرحها خلال لقاءاتهم مع الرئيس ترامب .
وكشف مصدر سياسي مصري ، رفيع المستوى، للغد ، أنه ليس هناك تناقض بين الطرحين العربي والأمريكي، طالما النتيجة هي التوصل إلى حل الدولتين، كما أن الجانب العربي لا يعارض إطلاق عملية سلام جديدة، ولكن بحسب ما سيطرحه الرئيس السيسي بتفويض عربي، بشأن السقف الزمني للمفاوضات ، وأسس التفاوض، مع وقف الاستيطان، وأن يكون “حل الدولتين” هو الحل الأساسي لنهاية عملية المفاوضات.
