تسلم وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الاثنين، التابوت الآثري المعروف باسم “التابوت الأخضر” في مؤتمر بمقر الوزارة، وذلك بحضور وزير السياحة والآثار، أحمد عيسى، والقائم بالأعمال الامريكي في القاهرة.
قال شكري،خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير السياحة والآثار والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة، إن استعادة القاهرة لـ«التابوت الأخضر» تمثل حلقة جديدة في سلسلة نجاحات وزارة الخارجية لحماية إرث مصر الحضاري.
انطلاقا من التزام الحكومة المصرية باستعادة الآثار المهربة إلى الخارج، استضافت وزارة الخارجية اليوم مراسم تسليم "التابوت الأخضر" الي وزارة السياحة والآثار بعد استعادته من الولايات المتحدة. خالص الشكر للسلطات الأمريكية علي تعاونها فى الحفاظ علي الإرث الثقافى والحضارى للبشرية pic.twitter.com/2HH9LCDClG
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) January 2, 2023
ونوه شكري إلى أن الاتفاقيات مع واشنطن، زادت وتيرة استعادة القطع الأثرية، حيث في 2022 استعادت مصر من أمريكا في 5 آلاف قطعة أثرية.
وأضاف أن “تسليم التابوت الأخضر هو انعكاس للتعاون المصري الأمريكي”.
وكانت التحقيقات الأمريكية قد أثبتت خلال السنوات الثلاث الأخيرة تهريب 16 قطعة أثرية مصرية بطرق غير مشروعة في 3 قضايا مختلفة، من بينها 6 قطع تم استردادها من متحف المتروبوليتان، و9 قطع أثرية نادرة كانت بحوزة أحد رجال الأعمال الأميركيين بالإضافة إلى قطعة عملة من الذهب ترجع للعصر البطلمي
ما هو التابوت الأخضر؟
يبلغ طول غطاء التابوت أكثر من 2.94 متر، لذلك تم وصفه بأنه استثنائي وهو مصنوع من الخشب المغطى بالكتابات الهيروغليفية، وله وجه ملون باللون الأخضر وهذا سبب تسميته بـ«التابوت الأخضر»، كما زين بزخارف باللون الذهبي. ويحمل التابوت مقولات من «كتاب الموتى» وهو عبارة عن مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التي كانت تستخدم في مصر القديمة، لتكون دليلاً للميت في رحلته للعالم الآخر.
وقال الأمين العام للمجلس المصري الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، خلال المؤتمر، إن التابوت لكاهن يدعى عنخ إن ماعت، ولكنه غير مكتمل من الأسفل، وستتم دراسة التابوت بشكل كامل لاحقًا.
وأضاف وزيري: التابوت يعود إلى العصر المتأخر.
وبحسب وزيري، فإن سُمك التابوت كبير جدا مما دفع لصوص المقابر إلى أن يسرقوا الغطاء دون القاعدة وأغلب الظن أن هذا التابوت كان بداخله تابوت أصغر، لأنه على مدار السنوات الماضية لا يوجد مومياء بطول 290 سم.
رحلة عودة التابوت
وكانت مصر قد أعلنت في سبتمبر 2022 استرداد غطاء «تابوت أثري استثنائي» يعود لكاهن مدينة هيراكيوبوليس، «المدعو عنخ إن ماعت»، من الولايات المتحدة الأمريكية، كان بحوزة متحف هيوستن، وتسلمته القنصلية المصرية في المدينة.
وقال شكري خلال المؤتمر إن هناك روحا من التعاون بين مصر والولايات المتحدة في مجال حماية الممتلكات الثقافية واستعادة الآثار المهربة.
وأشار إلى تعزيز هذا التعاون بالتوقيع على مذكرتي تفاهم في 2016 و2021 لمكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية ووضع إطار قانوني للتعاون في هذا المجال.
وشدد على إثر ذلك في تكثيف وتيرة استعادة الآثار المصرية التي غادرت بطريقة غير شرعية.
وأوضح أن مصر كانت من أوائل الدول التي صدّقت على اتفاقية لاهاي لعام 1954 واليونسكو لعام 1970 لحظر ومنع ونقل واستيراد الممتلكات الثقافية بطريقة غير مشروعة.