رصاصات قاتلة تنهي حلم الشهيد دراغمة في الاحتراف بعالم كرة القدم
وضعت رصاصات الاحتلال الإسرائيلي القاتلة، نهاية طموح وأحلام الشاب أحمد دراغمة الذي استشهد فجر اليوم في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، بعدما أصابته في مقتل، لكن تلك الرصاصات الغادرة أصابت عائلته وأصدقاءه ومحبيه.
الشهيد دراغمة كان ماهرا في لعبة كرة القدم في دوري المحترفين الفلسطيني، وهو لاعب خط وسط نادي ثقافي طولكرم، وأحد الهدافين المرموقين في الدوري الفلسطيني بواقع ستة أهداف، وكان يشار إلى موهبته بالبنان والإعجاب، لكن نهاية الحلم في استكمال مشوار الاحتراف والإبداع تحطم وانتهى إلى غير رجعة بفعل آلة القتل الإسرائيلية، التي لا تميز بين فلسطيني وآخر فكل فلسطيني هو هدف لرصاص الاحتلال وعمليات الإعدام.
واستشهد أحمد عاطف دراغمة (23 عاما)، فجر اليوم الخميس، وأصيب 37 آخرون برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس لتأمين اقتحام المستوطنين “مقام يوسف”، حيث أصيب بالرصاص الحي في الظهر والرجل في شارع عمان بنابلس أدت إلى استشهاده بعد وقت قصير من إصابته.
إسرائيل تقتل الحلم
ويقول بشار دراغمة عم الشهيد أحمد، “حلم الشهيد كان كبيراً جدا، لكن الاحتلال جعل أحمد إلى هدف لرصاصاته القاتلة، بعدما كان يسجل الأهداف في الملاعب الرياضية، ويدخل الفرحة والسرور على المواطنين ومحبي الرياضة”
وأضاف، أن ما جرى هو جريمة متكاملة الأركان أمام مراى ومسمع العالم أجمع الذي لا يحرك ساكناً امام جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأدان المدير الفني لفريق ثقافي طولكرم، صباح صباح، جريمة الاحتلال قتل اللاعب الفذ أحمد دراغمة، هداف الفريق في الدوري والذي سجل حتى الآن 6 أهداف. مشيرا إلى أن اللاعب الراحل كان ملتزما رياضيا ودينيا.
وقال صباح في تصريح مقتصب إن “العالم يكرم لاعبي كرة القدم ويحتفي بهم في المناسبات الدولية، وفي فلسطين تقتلهم قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
وكتب أحمد عليان في منشور على فيسبوك “كيف نكتب للناس بأن الهدّاف، والنّجم القادم، وصانع الفرحة من طوباس إلى طولكرم، أحمد عاطف دراغمة، صاحب القميص 44، ثم القميص 77، والمهاجم الذي سجّل 6 أهداف في مرحلة الذهاب من الدوري الفلسطيني، لن يعود ليلعب في فترة الإياب”.
وتابع: “كيف نقول لهم بأنه لن يعود للملعب الآن؟ أحمد… يا جماهير الكرة رحل إلى الرّفيق “الأعلى، أحمد عاطف دراغمة، أصبح بعد اليوم: أحمد الشهيد، ولن ننتظر منه هدفاً جديداً ليعلن فيه مثلاً عن انضمامه لتشكيلة المنتخب الوطني لأول مرّة!”.
استهداف الرياضيين
والشهيد دراغمة هو واحد من بين عشرات الشهداء من أبناء الحركة الرياضية الفلسطينية، الذين سقطوا برصاص الاحتلال أو بفعل الصواريخ الإسرائيلية التي كانت تنهمر على سكان قطاع غزة خلال حروبها المتعددة، علاوة على الاصابات التي خلفت إعاقات دائمة وعمليات بتر في الأطراف.
ومن بين شهداء الحركة الرياضية الإعلامي والمدرب الرياضي البارز الشهيد عاهد زقوت، معاذ الزعانين لاعب بيت حانون، وسعيد عودة لاعب نادى بلاطة، ومحمد سليمان لاعب نادي نماء، وأدم الفرعاوي لاعب نادي الشمس، وأسامة الزبدة لاعب نادي المشتل، والشهيد وائل عيسى نائب رئيس نادي شباب البريج، بالإضافة إلى أصغر لاعب فلسطيني أحمد كلاب( 13 عاما) الشهير بـ “قوقو” . وغيرهم من الشهداء الذين قضوا بفعل آلة القتل والدمار الإسرائيلية.
وقال المعلق الرياضي الفلسطيني في القنوات المصرية، هشام معمر “في جريمة بشعة بحق الرياضة وكرة القدم، ارتقى هداف نادي ثقافي طولكرم في دوري المحترفين اللاعب أحمد عاطف دراغمة إلى العلياء برصاص جيش الإحتلال”
وأضاف معمر، أن هذه الجريمة تمت أمام أعين العالم دون أن يحرك ساكناً لإيقاف هذه الجرائم ووضع حد لعدوان وجرائم المحتل الغاصب الذي يواصل استهدافه للرياضيين الفلسطينيين بكل بشاعة وإجرام.
وقال صديق الشهيد أحمد الرجوب إنه “خبر حزين وحزين جدا على كل الرياضة الفلسطينية، نجم من نجوم كرة القدم الفلسطينية تسرق أحلامه وطموحه بسبب احتلال فاشي عنصري”.
وأضاف في منشور له على فيسبوك قائلا “كنت أحكيلك يا أحمد أنت ضيفي في الإياب، رحلت وتركتنا يا صديقي، رابع هدافي دوري المحترفين الفلسطيني رحل، ولن يكمل مرحلة الإياب لأنه اعتزل الحياة برصاصة حاقدة”.
تدخل الفيفا
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، بإدانة جريمة اغتيال اللاعب أحمد دراغمة (23 عاما) في مدينة نابلس، ومعاقبة الجناة،
وطالب اشتية المؤسسات الحقوقية الدولية؛ بالوقوف عند مسؤولياتها، لوقف الإعدامات الميدانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومعاقبة الجناة وتقديمهم للعدالة. مقدماً تعازيه من والدي الشهيد وعائلته، ومن نادي ثقافي طولكرم والحركة الرياضية الفلسطينية.
وقال الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة عبدالسلام هنية إن “إعدام الاحتلال للاعب أحمد عاطف دراغمة يضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى جانب المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي للوقوف أمام مسؤولياتهم اللازمة لوقف عدوان الاحتلال المستمر تجاه الرياضيين الفلسطينيين”.
وأضاف هنية: “ندين الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال بحق اللاعب أحمد عاطف دراغمة هداف نادي ثقافي طولكرم في دوري المحترفين الفلسطيني والذي ارتقى برصاص الاحتلال فجر اليوم”. موضحاً ان هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة جرائم يرتكبها الاحتلال يومياً بحق الرياضة الفلسطينية وسياسة القتل المتعمد تجاه الرياضيين الفلسطينيين واعتقالهم وتدمير الملاعب والبنية التحتية واستهداف الأندية والمنشآت الرياضية.
وطالب هنية كافة الجهات الرياضية الدولية بمحاكمة الاحتلال على جرائمه تجاه الرياضة الفلسطينية، والتي كان آخرها إعدام الشهيد الرياضي دراغمة.