رصاص الاحتلال يحرم الطفل هيثم الجمل من ارتداء ملابس العيد

لم تكن تعلم أم هيثم أنّ فلذة كبدها الذي ذهب للمشاركة في مسيرات العودة على عجل، لن يعود إليها إلّا شهيدًا محمّلًا على الأكتاف، ليلتحق بمن سبقوه من الشهداء الاطفال.. ولن يتمكن هذه المرة من الاحتفال بالعيد و ارتداء ما اشتراه والده له من ملابس جديدة بمناسبة عيد الفطر.

هنا في غزة لا متسع للحديث عن طفولة, بعد ان صادر الاحتلال الاسرائيلي برائتها ومعالمها, ولا مكان للفرح واللعب بعد ان ضاقت كل المساحات والساحات في وجوه أطفال فلسطين وغزة الذين كبروا وشابوا قبل يعيشوا طفولتهم ليرثوا حملاً ثقيلاً ومنهكاً بسبب الاحتلال والحصار والانقسام.

 

 

شهيد مليونية القدس 

هيثم محمد خليل الجمل (15 عاماً) من سكان مدينة رفح وتحديداً حي البرازيل دفعه شغفه ورغم صغر سنه للمشاركة في مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس آذار الماضي، فداوم على الذهاب كل جمعة إلى خيام العودة والمشاركة في فعاليات المسيرة.

لكن في الجمعة الحادية عشر لمسيرات العودة والتي حملت اسم مليونية القدس، لم يعد هيثم فقد ارتقى شهيداً برصاص قناص يتربص بالفلسطينيين دون تفريق بين طفل وشيخ, رجل او امرأة فالكل في قاموس الموت الاسرائيلي سواء.

“اخبروا أبي أني جريح” هي آخر الكلمات التي نطق بها الطفل الجمل قبيل ساعات على انضمامه لقائم شهداء العودة بعد أن غرس قناص اسرائيلي رصاصة أصابت جسده الغض لتمزقه ومعه مزقت احلام والديه برؤية يكبر امامهم شيئاً فشيئاً.

في بيت العزاء الذي أقيم في رفح أقصى الجنوب من القطاع حيث أمه آلاف المعزين، جلس محمد خليل الجمل والد الشيد هيثم يستقبل معزيه، ورغم تسليمه بقضاء الله إلا أن الحسرة بدت حاضرت على وجهه، فالمصاب جلل، والشهيد هو ابنه البكر.

انا جريح :
يقول ابو هيثم في حديث “للغد”, اتصل الطبيب على هاتفي وأبلغني بما طلبه هيثم قبل ان يغيب عن الوعي في طريقه من مستشفى أبو يوسف النجار إلى المستشفى الاوروبي, ويضيف،” ان الطبيب قال له هذا رقم ابي ابلغه بأني أصبت وراح في غيبوبة إلى أن استشهد”.

يتابع والد هيثم، “ان ابنه كان حاضراً في كل مسيرات العودة منذ انطلاقها وكان يذهب كل جمعة إلى خيام العودة شرق رفح وكنا احياناً نذهب ومعه، كما شارك في مسيرة النكبة، وصولاً إلى مشاركته في مليونية القدس والتي فيها استشهد”.

ويكمل والد الشهيد حديثه، في ذاك اليوم صلى الجمعة، وبعدها اخبرني انه سيتوجه إلى مسيرات العودة مع اخواله وخالاته وجده، وهو ما حدث بالفعل، ويتابع الوالد: “طلب مني بعض النقود للوصول إلى خيام العودة، وهناك صلى العصر في إحدى الخيام المقامة على الحدود الشرقية لرفح، وما إن فرغ من صلاته وخرج من الخيمة حتى باغته رصاص قناصة الاحتلال فأصابه في مقتل”.

هيثم هو الأخ البكر لأخ وأخت هو ما تبقى لوالده، كان متفوق في دراسته، حيث كان ينتظر دخول المرحلة الثانوية.
ويقول والده وعلامات الحزن تعلو تقاسيم وجهه :” هيثم هادىء الطباع ومحبوب من قبل الجميع” .

وصية هيثم 

ويضيف الوالد المكلوم، اخبر هيثم خالاته ان يحضروا له كفناً فقد يعود شهيداً، واوصاهم بان يدفنوه إلى جانب خاله الذي استشهد في عام 2003، وأن يبلغوا امه ألا تحزن عليه، وأن تهدي حذاء العيد لاحد اصدقاءه في حال استشهاده.

عند ساعات المساء كان جد هيثم يحدثه عن بلدته الأصلية “يبنا”، وهو ما زاد من شغفه لتنسم عبيرها على الاقل فرأى في مسيرة العودة الفرصة لرؤية الأرض التي هجروا منها, لكن هيثم ذهب هذه المرة ولن يعود .

الام التي لازالت تعيش ألم الفقد تمسك بحذاء شهيدها الذي اشترته له للعيد وتقول لن يتمكن هيثم من لبسه، فقد قتله جنود الاحتلال . وطلب هيثم, من أمه، ألا تحزن إذا لم يعد إلى المنزل، نظرا للقوة المميتة التي يستخدمها جيش الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين، لكنها ردت عليه قائلة: “إن شاء الله ستعود يمّا (أمي)”.

هيثم لن يعود 

وتحمل بين يديها كرة قدم بالية، كان دائما ما يلعب بها أمام المنزل عائلته في زقاق حارتهم الضيقة، في حي البرازيل بمدينة رفح, وقالت إن نجلها كان يحب الرياضة ويهوى كرة القدم ورياضات أخرى، واستشهد وهو يرتدي قميص نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم.
وتشير والدة هيثم، إلى انها شعرت بنوع من القلق في ظل غياب هيثم، وبالكاد صلت العصر حتى توجهت للحدود لأبحث عنه، وأعود به للمنزل”.

وتتابع: “ما أن وصلت هناك أخبروني أنه أصيب بعيار ناري في البطن، فهرعت للمستشفى الأوروبي في خان يونس، فوجدته في غرفة العناية المكثفة، وألقيت نظرة عليه من خارج زجاج الغرفة، لتتوقف نبضات قلبه، ويرتقي شهيدا”.

لكن السؤال الذي يبقى الحرقة في قلوب وعوائل الشهداء: “ما هو الذنب الذي اقترفه هيثم لكي يقتل بدم بارد؟”، سؤال صدحت به الوالدة التي أكملت، فرحت كثيرا أن ابني كبر وسأفرح به، لكن الاحتلال خطفه مني ولن يعود”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]