رعب كورونا.. إيطاليا تعزل ربع سكانها وروسيا تهدد بسجن مواطنين
تعمل حكومات مختلفة في دول العالم، على اتخاذ إجراءات جديدة للتعامل مع انتشار فيروس كورونا المستجد، إذ وصل الأمر في إيطاليا إلى عزل ربع سكان البلاد في مدنهم لمواجهة انتشار المرض.
وفرضت السلطات الإيطالية الحجر الصحي على ربع سكانها في شمال البلاد أي أكثر من 15مليون نسمة جراء انتشار كورونا، بينما ألغى البابا فرانسيس صلاة الأحد واكتفى ببثها عبر الإنترنت في محاولة منه لمنع التجمعات، كما ألغى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم حضور الجمهور لمباريات دوري كرة القدم.
أسباب فرض الحجر الصحي
وقال الكاتب الصحفي في فلورنس الإيطالية، عرفان رشيد، إن الحجر الاحترازي فرض نفسه في ظل الزيادة الواضحة للمصابين بـ”كورونا” ومن فقدوا حياتهم، ما أخاف السلطات التي فرضت منعًا لكل ما يؤدي إلى تجمع الناس في مكان معين، فتم غلق المسارح والسينمات والملاعب الرياضية، لدرجة أن البابا فرنسيس أدى صلاة الأحد عبر بث من مكتبه.
ولفت إلى أن هذا المرض خبيث ويتحرك بسرعة شديدة، ويمكن أن يتطور خلال 24 ساعة، وعملية تنقل الأشخاص من الممكن أن تؤدي إلى انتقال الفيروس لمناطق أخرى.
وأشار إلى وجود مخاوف من أن عمليات الانتقال السريعة التي تمت أمس بمحطة قطارات ميلانو قد تنتقل إلى مناطق متفرقة في إيطاليا.
خطة بريطانيا
أكد وزير المالية البريطاني قبل إعلان الموازنة العامة بأيام أن منظومة الرعاية الصحية ستحصل على أي موارد اقتصادية تحتاجها لمواجهة الفيروس، مقدما تعهدات وزارية بتوفير الدعم المالي اللازم.
وأوضح مراسلنا في لندن عمر المنيري، أن هناك ارتفاعًا في أعداد المصابين بفيروس كورونا في بريطانيا، مشيرًا إلى عقد اجتماع مرتقب للجنة الأزمات الحكومية الكبرى.
ولفت “المنيري” إلى وجود توقعات بإجراءات صارمة جديدة من الحكومة، مع بدء خلو المراكز التجارية الغذائية الكبرى خالية، لتخزين المواد المعقمة وأيضًا المنتجات الغذائية.
وتابع: “نحن في مرحلة يجب أن تحمل خطوات كبيرة، والمزيد من الخطوات المختلفة، بالدخول لمراحل تحمل درجات ثانية وثالثة في التعامل مع المرض”.
النمسا تسير على خطى إيطاليا
فيما قال المستشار النمساوي زيباستيان كورتس اليوم الأحد إنها مسألة وقت قبل أن تضطر المزيد من الدول الأوروبية لاتخاذ خطوات شرسة مثل التي تطبقها إيطاليا حاليا لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وفرضت إيطاليا الجارة الجنوبية للنمسا، إغلاقا على قطاعات في الشمال بما يشمل العاصمة المالية ميلانو في محاولة أخرى لاحتواء التفشي السريع للمرض لديها.
وقال كورتس لمحطة (أو.آر.إف) إن الموقف في النمسا، تحت السيطرة، حيث أكدت السلطات تسجيل 99 حالة حتى الآن، موضحا إن الإجراءات التي اتخذت كانت مناسبة رغم أنها على الأرجح لن تكون آخر الخطوات المطلوبة.
وقالت النمسا الأسبوع الماضي إنها ستطبق إجراءات فحص صحي فورية على حدودها مع إيطاليا لمدة أسبوعين.
وأشار كورتس إلى أن بلاده قد تلجأ “بالطبع” لإغلاق مدارس ورياض أطفال وجامعات والحد من الأحداث التي تجتذب حشودا كبيرة إذا اقتضت الحاجة، مضيفا أنه على تواصل مع زعماء دول أوروبية أخرى.
وقال كورتس “سيكون من المهم أن نقرر أي الخطوات ستتخذ في أي توقيت. يمكنك أن تغلق المدارس لأسبوع أو اثنين وهذا أمر ضروري في إيطاليا. وسيحدث ذلك في دول أوروبية أخرى. السؤال الحاسم هو متى تقرر ذلك”.
وأضاف أن المعضلة هي كيف تخطي ذروة انتشار المرض التي قد تصيب نظام الصحة العامة بالشلل دون أن ينتج عن ذلك أضرار اقتصادية فادحة.
وأشار إلى أن انتشار الفيروس سيلقي بظلاله على نسبة النمو الاقتصادي في النمسا دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. والتوقعات المبدئية لنسبة النمو تتراوح بين 1.2 و1.7 %.
وقالت النمسا الأسبوع الماضي إنها علقت الرحلات الجوية لشمال إيطاليا بصورة مؤقتة إضافة لدولتين ينتشر فيهما المرض بسرعة وهما إيران وكوريا الجنوبية، وعلقت الخطوط الجوية النمساوية الرحلات الجوية للصين حتى 24 أبريل نيسان.
إجراءات سعودية جديدة
وقالت السعودية اليوم الأحد إنها قررت تعليق الدخول والخروج من محافظة القطيف مؤقتا لمنع انتشار فيروس كورونا بعد إصابة 11 شخصا هناك بالعدوى.
وجميع من جرى تشخيص إصابتهم بالفيروس في المملكة كانوا في إيران أو خالطوا أشخاصا زاروا الجمهورية الإسلامية.
وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان إنه لن يُسمح لأحد بالدخول أو الخروج من القطيف وسيتم تعليق العمل في القطاعين العام والخاص في المحافظة باستثناء المرافق الأساسية.
وأشار البيان الذي نشرته وسائل إعلام رسمية إلى “تمكين النقل التجاري والتمويني من التحرك من وإلى المحافظة مع أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة”.
موسكو تهدد بسجن المخالفين
وهددت سلطات مدينة موسكو، الأحد، بسجن من لا يعزلون أنفسهم في المنزل لمدة أسبوعين بعد زيارة دول تشهد انتشارا كبيرا لفيروس كورونا وقد تصل فترة العقوبة إلى 5 سنوات.
وكانت حكومة المدينة قد أعلنت حالة التأهب القصوى وفرضت إجراءات إضافية يوم الخميس لمنع انتشار المرض في العاصمة الروسية.
وقال مجلس مدينة موسكو إنه ينبغي على العائدين من الصين وكوريا الجنوبية وإيران وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ودول أخرى، ممن تظهر عليهم أعراض تشير إلى احتمال إصابتهم بفيروس كورونا، عزل أنفسهم في منازلهم لمدة 14 يوما.
وقالت إدارة الرعاية الصحية في موسكو الأحد إن من يتجاهلون ذلك يجازفون بفرض عقوبات صارمة عليهم تشمل السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات.
وأضافت أن السلطات ستتحقق من العزل الذاتي باستخدام كاميرات تعمل بنظام الدائرة التليفزيونية المغلقة.
وذكرت الإدارة أن من الممكن للسكان الذين يعزلون أنفسهم في المنزل اصطحاب كلابهم في نزهة سير ولكن فقط عندما يكون عدد المارة في الشارع عند الحد الأدنى ويتعين عليهم ارتداء كمامات.
وسجلت روسيا إلى الآن 15 حالة إصابة بفيروس كورونا.