رغم الأعاصير.. سباح التحمل لوكونت يقطع ألف ميل بحري عبر المحيط الهادي
رغم أنه عاد أدراجه عقب سلسلة من الأعاصير الاستوائية في المحيط الهادي هذا الصيف، قطع بن لوكونت حوالي ألف ميل بحري في سعيه لكي يصبح أول شخص يعبر المحيط الهادي.
ومن المتوقع أن يصل السباح الفرنسي، الذي بدأ رحلته من اليابان في الخامس من يونيو/ حزيران، اليوم الأربعاء إلى علامة ألف ميل بحري (1852 كيلومترا)، وهو ما يعادل حوالي خٌمس مسافة أكبر مجرى مائي في العالم.
ويسبح لوكونت، الذي قطع 3229 ميلا بحريا (5980 كيلومترا) عبر المحيط الأطلسي عام 1998، لمدة ثماني ساعات يوميا ويهدف إلى قطع 50 كيلومترا من المسافة الاجمالية التي تبلغ 9100 كيلومتر إلى سان فرانسيسكو في كل مرة يسبح فيها.
وكان لوكونت (51 عاما) وفريقه يخططون في البداية لأن تستغرق الرحلة ما يزيد بقليل على ستة أشهر لكن تعين عليه أن يعود أدراجه في نهاية يوليو تموز بسبب سلسلة من الأعاصير ضربت المحيط الهادي.
وأمضى لوكونت 20 يوما في قاعدة في يوكوهاما قبل أن يبدأ مغامرته الملحمية مرة أخرى من النقطة نفسها التي اضطر فيها لإيقاف الرحلة.
وأبلغ لوكونت رويترز عبر البريد الالكتروني أمس الثلاثاء “بالطبع هذه نوعية من القرارات لا يرغب المرء ابدا في اتخاذها، لكن خيبة الأمل لم تستمر، فلا يوجد الكثير يمكن فعله بشأن الطقس”.
وأضاف “أحاول التركيز على ما أستطيع التحكم فيه، وأنشر الرسالة حول حالة محيطنا، وأستعد لجولة السباحة التالية”.
التلوث البلاستيكي
أحد العوامل الأساسية التي تحفز لوكونت على استكمال رحلته الخطيرة هي زيادة الوعي بتأثير التلوث البلاستيكي في محيطات العالم.
وستنتفع أكثر من 27 منظمة علمية مختلفة، بعضها منظمات طبية وأخرى معنية بعلوم المحيطات، بالبيانات التي سيتم جمعها خلال الرحلة.
وستركز الكثير من الأبحاث على تلوث المحيط الهادي بكميات كبيرة من النفايات البلاستيكية.
وهناك مخاوف متزايدة بين العلماء من تأثير التلوث البلاستيكي المنتشر على النظام البيئي البحري.
وقال لوكونت الذي أكد أن فريقه عثر على 1300 قطعة طافية من المخلفات البلاستيكية “لم أتوقع العثور على كل هذا البلاستيك، في كل يوم عثرت في طريقي على صفائح بلاستيكية ومواد تستخدم مرة واحدة ومعدات صيد”.
وقابل فريق لوكونت سلاحف وحيتان ودلافين في طريقهم إضافة لسمكة قرش من نوع الماكو لاحقتهم لمدة يومين.
وقال السباح الفرنسي “البلاستيك هو عدونا الوحيد هنا، وخطر حقيقي على كل أصدقائنا”.
وأكد لوكونت أن حجم التلوث البلاستيكي الذي يراه هو حافز كاف لكي يصل إلى وجهته النهائية على ساحل كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع “لا يهم حجم ثقتي، هناك الكثير من العوامل لا يمكن لنا التحكم فيها في رحلة طويلة كهذه.. وهي الطقس والأعطال الفنية والإصابات، الأهم من الوجهة النهائية وما يحفزني كل يوم، خاصة بعد مشاهدة كل الضرر الذي فعلناه بالمحيط والحياة حولنا، هو تحقيق الهدف من مهمتي.. زيادة الوعي بالتلوث البلاستيكي”.