انطلقت عمليات إجلاء متبادلة بين الحكومة السورية والمعارضة، اليوم الاثنين، في مناطق الزبداني التي تسيطر عليها الحكومة وحزب الله اللبناني، وكفريا والفوعة التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وتتضمن نقل الجرحى عن طريق سيارات منظمات إنسانية دولية تنطلق بشكل متزامن من المنطقتين، متوجهين نحو معبر باب الهوى على الحدود مع لواء اسكندرون ومعبر المصنع على الحدود السورية – اللبنانية.
يأتي ذلك في أعقاب رفض المعارضة تنفيذ اتفاق هدنة مع الحكومة السورية بعد مقتل قائد جيش الاسلام زهران علوش، الذي قالت المعارضة أنه تم استهدافه من جانب طائرات روسيا الموالية للأسد.
وعلي أثر ذلك حققت المعارضة السورية تقدما ملموسا في ريف دمشق بالقرب من مقر الرئيس بشار الأسد حيث تقدمت المعارضة علي جبهة حرستا- ضاحية الأسد، بما أسفر عن قطع الطريق الذي يربط العاصمة السورية بمدينة حمص وسط البلاد.
https://www.youtube.com/watch?v=NPqDmT6BT2A
ورغم أن قوات المعارضة حققت تقدما أسفر عن مقتل 25 من قوات النظام، فإن الطيران الحربي وطائرات النظام قصفت مناطق في الغوطة الشرقية، فيما استهدفت قوات النظام ومواليها مقاتلي المعارضة السورية عن طريق تفجير الألغام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العمليات تشمل نقل أكتر من 450 شخصاً بينهم مقاتلون وجرحى ومرافقون لهم من الزبداني بريف دمشق، وجرحى ونساء وأطفال من بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بريف إدلب، متوجهين إلى مطار هاتاي في تركيا، فيما سيتم نقل الخارجين من الزبداني إلى مطار بيروت، على أن تقلع الطائرات التي تقلهما بشكل متزامن من المطارين في تركيا ولبنان.
وفي 25 سبتمبر الماضي، تم التوصل برعاية تركية وإيرانية وبضمان من الأمم المتحدة إلى اتفاق بين حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الزبداني وحركة أحرار الشام الإسلامية من طرف آخر، في الزبداني وكفريا والفوعة.
ويتضمن الاتفاق، مرحلتين تبدأ الأولى فور الإعلان الرسمي عن الاتفاق المبرم، بين الطرفين، وتشمل وقف إطلاق النار في الزبداني، مضايا، بقين، سرغايا، والقطع العسكرية المحيطة بها في محافظة ريف دمشق والفوعة، كفريا، طعوم، مدينة إدلب، معرة مصرين، رام حمدان، زردنا، بنش، تفتناز، شلخ في محافظة ادلب.
وتتضمن المرحلة الأولى خروج كامل المقاتلين من مدينة الزبداني، على أن تكون الوجهة الوحيدة لخروج كافة الشرائح من منطقة الزبداني (مسلحين – جرحى – عوائل) هي محافظة إدلب حصراً، في الوقت الذي تعمل الحكومة الإيرانية مع الحكومة اللبنانية، على إخراج عائلات الزبداني التي لجأت إلى لبنان وإعادتهم إلى سوريا مباشرةً أو إلى تركيا، شريطة أن يكون العدد بين ٤٠و٥٠ عائلة فقط، وأن يتم ذلك خلال المرحلة الأولى.
ويتضمن الاتفاق خروج المسلحين من مدينة الزبداني بالسلاح الفردي الخفيف مع الجعب وحقيبة كتف واحدة، علـى أن يتم تدمير السلاح الثقيل في منطقة الزبداني.
وتمثل مجموعة عمل تشمل مندوب من الامم المتحدة وحزب الله وإيران والمقاتلين، المرجعية الأساسية لمتابعة تنفيذ الاتفاق، وحل أي مشكلات قد تطرأ.
ومع انتهاء المرحلة الأولى، تبدأ المرحلة الثانية التي تشمل إطلاق سراح ٥٠٠ معتقلة ومعتقل، وتثبيت هدنة لمدة ٦ أشهر في المناطق المذكورة،تتضمن وقف اطلاق النار وكافة العمليات العسكرية، ووقف أي تقدم في المناطق الفاصلة.
